أظهر معرض جديد أجرته الكلية الملكية للجراحين بلندن، العديد من الأنظمة الإلكترونية ونماذج أولية لرجال آليين "روبوتات" مصممة كي يبتلعها الإنسان وتجمع نفسها أوتوماتيكيا في داخل جسمه، ما يدل على أن مثل هذه التقنيات قد بدأت تقتحم عالم العمليات الجراحية، إذ يتنبأ العلماء بأنها ستشكل مستقبل العمليات الجراحية وتغيرها للأبد، كما ورد بالسي آن آن.
ومن جهته قال المحاضر بـ"London Imperial college "، مايك روستيك أن الآلات الحديثة، التي عرضت بالمعرض، مثل نظام "دافينشي"، الذي أطلق لأول مرة عام 1991، سيكون لها أثر كبير على مجريات العمليات الجراحية، مضيفا بأن نظام الروبوت لإدخال القسطرة قد بدأ استعماله للإجراءات الفيزيولوجية الكهربائية على القلب.rnونتيجة للمعرض، الذي أطلق عليه اسم "العمليات الجراحية الخيالية العلمية: الرجال الآليين الطبيين،" قال روستيك إن هناك الكثير من الأبحاث التي لا تزال جارية حول استخدام الآلات الصغيرة، مثل الرجال الآليين المصغرين، والتي يمكن إدخالها في جسم المريض لجمع المعلومات أو القيام بإجراءات طبية.rnورغم استخدام الكاميرات التي تكون بحجم الكبسولة، والتي يتم ابتلاعها لتوفير صور لجهاز المريض الهضمي، فإن روستيك يقول أن استخدام مثل هذه التقنيات لا يزال أمرا بعيد المنال.rnوأفاد روستيك في مقابلة أن هذه الآلات عبارة عن أدوات علاجية، ولكن على الناس أن ينتظروا فترة قبل أن يتمكنوا من مشاهدة شيء منها، مضيفا "الصعوبة هي أنه حتى لو كان بإمكاننا صنع محركات صغيرة فإننا بحاجة إلى منحها الطاقة والتواصل معها وتوجيهها".rnوبين روستيك أن هناك اختراعا، تعمل عليهLondon Imperial college، والذي قد يسمح للجراح بالتحكم من بعد بمنظار داخلي بجسم الإنسان، ويتم فحصه عبر آلة تصوير الرنين المغناطيسي، والتي يمكن أن توفر ردود أفعال مصورة فورية، أثناء العمليات والإجراءات المتعلقة بالمعدة، وانتزاع أجزاء من البروستاتة.rnوأضاف روستيك بأن الأدوات الجراحية الآلية كثيرا ما تكون غالية الثمن، وتستعمل ضمن نطاق ضيق من الإجراءات أو العمليات الجراحية، معربا عن رغبته بأن يرى رجلا آليا يمكن إعادة تشكيله للقيام بعدة إجراءات بطريقة منمطة بحيث يمكن تدريب الأخصائيين عليه بسهولة.rnورأى روستيك أن هناك فجوة، حيث "نحاول إنتاج آلات معقدة لاستبدال الأدوات الجراحية، أي الأدوات اليدوية، إن الأمر يشبه انتقال الصناعة من استخدام الأزميل والمطرقة إلى الآلات الحديثة".rnومن جانبه قال بيير كريستوفورو جوليانوتي، الأستاذ بجامعة إلينوي الأمريكية، في لقاء صحفي، إنه كلما زاد عدد المصنعين المنخرطين في سوق الرجال الآليين الخاصين بالعمليات الجراحية، فإن سرعة ابتكار أصناف جديدة ستزيد وستنخفض الأسعار.rnويعتقد جوليانوتي، بأنه في المستقبل سيتم تصميم آلات إلكترونية مصغرة للغاية، إضافة إلى تطور في جودة المشاهد التي يراها الجراحون في جسم المريض، بحيث تتحول من معلومات موجودة على الحواسيب إلى صور من العالم الواقعي، ولا يرى جوليانوتي إمكانية أن يستبدل الرجال الآليون الجراحون البشر، ولكنه لا يشك في أهمية مثل هذه الآلات، قائلا "إن الجراحة عبر استخدام الرجال الآليين هي مستقبل الطب."
الروبوتات تغيّر مستقبل العمليات الجراحية
نشر في: 30 سبتمبر, 2009: 04:08 م