محمد مزيد rnالعاطلون عن العمل في تزايد مستمر، والجياع في العالم في تزايد مستمر، والامراض التي تفتك بالعالم في تزايد مستمر، واسباب الحياة الكريمة في العالم في تناقص مستمر، والتدهور الامني بسبب التدهور الاقتصادي في تصاعد مستمر.. ولابد عندئذ، من العمل على انقاذ الحياة من التعاسة التي المّت بالبشر.
ولهذا فقد دق الف خبير وباحث دولي ناقوس الخطر في مؤتمر دولي عقد في مراكش لبحث هموم سكان العالم، وقال هؤلاء الخبراء الذين جاءوا من مشارق الارض ومغاربها، ان عدد الجياع في العالم وصل الى مليار واربعمائة مليون، وينضم خمسون مليون شخص سنويا الى شريحة الفقراء مع تراجع نسبة الدخل الفردي وارتفاع نسبة الهجرة وفي المحصلة النهائية اختلالات باتت تهدد الاستقرار الاجتماعي العالمي.rnالعالم مطالب ازاء هذه المحنة ان يقف وقفة رجل واحد ويذهب الى اقصى ما لديه من العقل الراكز الرشيد لوضع العلاجات الناجحة، علاجات استراتيجية وليست مؤقتة، انسانية وليست مدفوعة الثمن، صامتة وليست اشهارية واعلانية، بقصد الكسب منها معنويا وماديا، علاجات بامكانها ان ترفع من شأن الكرامة الانسانية.rnالاقتتال الذي يحصل في غير مكان من كرتنا الارضية يعد سبباً جوهريا وحقيقيا في تزايد شعورنا بفقدان الأمل، ولذلك، فأن أي محاولة لتفكيك وتحليل اسباب ما يحصل في العالم يجب ان تضع في الاعتبار ما تحركه الاحتقانات المذهبية والاختلافات الدينية والاحقاد العنصرية التي اشتد خطابها ايامنا هذه.rnالمشاركون في المؤتمر استطاعوا ان يؤشروا اسباب الخلل، بالعودة الى الازمة الاقتصادية العالمية التي عصفت بالعالم، غير ان المنظرين الاستراتيجيين، توقفوا عند ازمة اخرى لها علاقة بضمائر بعض النخب الحاكمة في العالم، تلك النخب التي لاترى سوى ذواتها ووجوهها الخشبية في المرآة، وكيف تعمل ليل نهار حفاظاً على كراسيها من غضبة شعوبها باستتباع المزيد من آليات البطش والاستبداد.rnنعتقد ان المقررات التي سيخرج بها مؤتمر مراكش يجب ان لاتكون مشروعا لطريق طويل يرسم الاماني فحسب، مشروع قد يبقى مجرد حبر على الورق، اذا لم تسارع المنظمات الانسانية، كل المنظمات بدون استثناء، سواء تلك التابعة للامم المتحدة او سواها الى انقاذ ما يمكن انقاذه من جحيم الكارثة التي ستعصف بنا!!
الجياع في العالم
نشر في: 30 سبتمبر, 2009: 05:07 م