حسين رشيدمن جملة ما ترسخه الديمقراطية حرية الإعلام وإبداء الرأي الآخر شرط أن يكون عمليا نقديا موضوعيا يستند الى حقائق ومعلومات دقيقة يمكن من خلالها العمل على تصحيح الهفوات والأخطاء ان وجدت. لكن الذي لا يسر ان بعضا من ساسة العراق الجديد استغل هذه الحرية بشكل سيىء ينم عن خلفية متخلفة متعصبة شيفونية لا تؤمن إلا بالقتل والدمار والخراب
وكيل التهم الجاهزة للآخر ين والتي باتت معروفة للقاصي والداني من العمالة والخيانة الخ ... والغريب أنها تأتي من أناس تدور عليهم دوائر عدة وتثار اسئلة آخر ى توضع في نهايتها علامة استفهام. ومن هذه التصريحات او كما وددت ان اسميها «تصريخات « ما جاء على لسان نائب برلماني مطلق العنان والرأي لم يتوان في يوم ما عن الدفاع عن البعث وجرائمه وهو يطالب بين آونة وآخر ى بعودة أزلام النظام السابق الى العملية السياسية وفق مبدأ المصالحة الوطنية . هذا النائب كشر عن أنيابه وتهجم على قيادات وأحزاب وحركات وطنية عملت كل ما بوسعها من اجل إنقاذ العراق من براثن الدكتاتورية ليصفها بالخائنة، إضافة الى ذلك ما جاء على لسان هذا النائب حين أساء لحزب وطني عراقي عريق لم يمد يده يوما إلى احد ولم يطلب عونا من أية جهة او يهب العطايا والهدايا او يهاجم هذا وذاك ، كما يفعل هذا المطلق الراي.نائب آخر متضافر قلبا وقالبا مع البعث يخرج من على محطة فضائية مدافعا عن البعثيين والمتهمين بتفجيرات الاربعاء الدامي وهو يطالب بأدلة تثبت الاتهامات ، وحين وجه له مقدم البرنامج سؤالا حول دفاعه المستمر عنهم ، وعمله على عودة البعض من البعثيين الى الواجهة ، رد بتفآخر معتبرا ان هذا انجاز كبير له وهو يشير الى بعض القوى السياسية التي عجزت عن تبليط شارع لأصحاب المقابر الجماعية على حد قوله.وتتعدد التصريحات «التصريخية» حتى وصل الأمر بنائب برلماني يشغل مركزا حكوميا مهما حين طالب بعودة البعثيين واصفا ما قدموه للعراق بالإنجاز الكبير ولا ادري ما كان يصف بهذا الانجاز أهي المقابر الجماعية ام الحروب والحصار أم سرقة أموال الشعب ونهب خيراته ، والكثير من الجرائم العفنة التي ارتكبتها زمرة البعث الصدامي طوال أيام حكمها المرير؟!إلا أن ما يؤسف له أن البعض من وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة والتي لها موقف مسبق من النظام المباد وأزلامه وأعوانه ومؤيديه السابقين واللاحقين وعودتهم الى العملية السياسية باتت مركزا تسويقيا للكثير من هذه التصريحات التي لا تخدم البلد وهو في هذه المرحلة التي لا تزال حرجة وصعبة خاصة مع جملة التحديات والتدخلات الخارجية التي تعمل على تغيير الخارطة السياسية بما تهبها من أموال الى هذا الكيان وتلك الكتلة وذاك النائب، لذا على هذه الوسائل الاعلامية اختيار الانسب والافضل والاكثر نظافة ونزاهة وتقديمه للجماهير.
على الارجح: تصريخات
نشر في: 3 أكتوبر, 2009: 07:25 م