المدى الثقافياقامت جماعة "لاعنف العراقية "بالتعاون مع بيت الشعر العراقي، احتفالا بهذه المناسبة في شارع المتنبي يوم الجمعة وعلى ضفاف دجلة ،وكانت هناك معارض متعددة تشكيلية وفوتوغرافية ومعرض للكتاب عن اللاعنف وقد القت الشاعرة سمارة غازي قصيدة نثرية معبرة عن حالات العنف واليأس والدمار واستذكرت كيف ان أباها سقط شهيدا نتيجة عمل ارهابي جاء فيها :
غابت الازاهير / اول صباح ظل في الطريق / نجمة النهر حزينة / نصب الندى خيالا / اجوب دروب الكرى / فر النهر / في الوادي/ زهرة تائهة / ابعثني امطارا / اغنية تذوب في الوادي / اطلقوا الرصاص على الياسمين .وقدم حسن الحيدري نبذة عن الرموز اللاعنفية وقال :هناك دعاة للاعنف في العالم العربي والاسلامي ،ويتبنون نظرية السلم واللاعنف ،ولديهم كتب ودراسات في هذا الموضوع ،يقفون ضد العنف ويؤمنون بحرية الانسان ولهم جهود تمثل ارهاصات وطن، ان مرض العنف ليس مرض الشباب فحسب وان كانوا الاجرأ على حمله، بل العالم كله مريض منه اليمين واليسار ويحتاج الى انقلاب شامل في سلوك البشر، وقد آن الاوان للتحول من العصر الاسطوري الى العصر العلمي، فالفكر هو الذي ينور الانسان بالمعرفة والوعي، يقول" مارتن لوثر كنك نحن نمتلك حلما يقودنا الى مجتمع الحداثة بلا شفرة عقيدة بلا افرازات طائفية بلا مليشيات فكرية ،الكره سلاح فعال في الهدم ،ولكنه لن يعين ابدا في البناء ".ويرى خالص شلبي وهو طبيب سوري في نظريته الموسومة العلم والسلم قائلا: ان افضل تحد يواجه الانسان ليس الطبيعة ،بل بعلاقة الانسان باخيه الانسان، وحتى يصل الى السلام لابد له من ان يصل الى حالة السلام داخل نفسه ،ان الحرب يبدأها البشر بعد توديع حالة العقل.وفي ورقة لخالد القشطيني ، وهو داعية من دعاة اللاعنف وهو عراقي ترك العراق بعد احداث شباط 1963يرى ان السلامية تكاد تصبح دينا قائما بذاته فهي تتطلب رفضا قاطعا للعنف، والسلاح بكامل صورهما في البيت وفي المدرسة وفي العمل وفي التعامل مع الاخرين ،تتطلب الزهد والتواضع والايمان بحب البشرية بمن فيهم الخصم وانسجام الاديان ووحدة الانسان بدون اي تمييز ضاربا المثل بغاندي الذي هامت بحبه الشعوب مثلما هام هو بحبها وعندما زار بلاد اعدائه الانكليز انقطع المرور في لندن بسبب الجموع التي خرجت لاستقباله واغراقه بالورود والقبل والهتاف، ومن الطرائف التي تروى عن القشطيني انه بعد ان قضى في لندن وهو يدعو للسلم والجهاد المدني كمفهوم للنضال بدون عنف وطوال سنوات لم يستطع ان يقنع واحدا بالفكرة الا اثنين احدهمــــا مــن العراق والثاني من اثيوبيــــا.وتم عرض قصائد ممسرحة قام بادائها الفنان الشاب –علي كريم –الذي قال: بمناسبة يوم اللاعنف العالمي وهي قصة انسان عراقي وقع ضحية بين هذه الدول والحكومات المتوالية وفي الاخير وجد نفسه اشبه بفزاعة في وطنه، وكانت تتوارد في ذهنه عدة افكار ومن ضمنها يحاول ان يفجر نفسه. والنص هذا من شعراء عراقيين ،وهذا المشهد هو عبارة عن انسان عراقي يخشى ان يخرج من البيت ولايعود ، وقال لقد جسدت هذا المشهد من خلال هذا الرجــــل اليائـــس من الحيــــاة.
احتفـاء بيـوم الـلاعنـف العـالـمـي.. جهـود تمثـل ارهـاصـات وطــن
نشر في: 4 أكتوبر, 2009: 05:11 م