غالكايو/ الوكالات في مخيم مارغاغا، تشكل البسة معلقة على سياج شائك ستارا يعيش وراءه الاف الصوماليين ضحايا اعمال العنف والجفاف والذين ستزداد اعداد الذين سيحاولون منهم لاحقا المجازفة بعبور خليج عدن بحثا عن مستقبل افضل.
فعلى بعد نحو خمسين كلم من مدينة غالكايو، يؤوي مخيم مارغاغا 1160 عائلة في ظروف حياتية بدائية للغاية، كما لاحظ مراسل لوكالة فرانس برس. واوضحت فليس فرح عمر (24 عاما) الذي تتقاسم هذه الملاجىء البدائية مع 14 فردا من عائلتها "لم نعد نتناول على الاطلاق وجبة كاملة في اليوم، واحيانا لا ناكل طيلة النهار".وبينما تداعب شعر ابنتها الصغرى، اوضحت هذه المراة المطلقة وام لطفلين بابتسامة لطيفة ان نقطة المياه الاقرب تبعد ستة كيلومترات من مكان تواجدها. وتتقاسم عائلتها محتوى غالون من المياه سعة عشرين ليترا تحضره كل ثلاثة ايام.وتروي آشا جاما (56 عاما) وعلى راسها وشاح متعدد الالوان، ان زوجها تخلى عنها قبل عامين اثر وفاة اخر جمل من الجمال الخمسين العائدة للعائلة بسبب الجفاف. واوضحت "اعيش منذ ذلك الوقت في هذا المخيم مع طفل واحد من اطفالي الذي نجا". ويشهد محمد حاشي المسؤول في الامم المتحدة في غالكايو على بعد 700 كلم شمال شرق العاصمة مقديشو "ان الوضع الغذائي في منطقة مودوغ التي ضربها الجفاف ازداد تدهورا خلال الاشهر الستة الماضية، ونستقبل كل يوم تقريبا عائلات جديدة نازحة". ويحتاج حوالى 3,6 ملايين شخص، اي اكثر من ثلث سكان الصومال، الى مساعدة انسانية بحسب الامم المتحدة، وهو رقم ازداد بنسبة 12% منذ بداية السنة الجارية.والجفاف الذي يضرب كل منطقة شرق افريقيا، يضاف الى المعارك التي تدور منذ قرابة عقدين في الصومال، احد اكثر الدول فقرا في العالم.واوضح احمد عبدي يوسف الذي يتولى مسؤولية ادارة احد مخيمات اللاجئين في ماغاغا "نستقبل كل اسبوع الاف الاشخاص الهاربين من اعمال العنف في مقديشو" حيث شن متمردون اسلاميون منذ ايار/مايو هجوما على الحكومة الصومالية الانتقالية وجنود الاتحاد الافريقي.واضاف "ان الغالبية منهم لا يتوقفون هنا الا لبضعة ايام ثم يصعدون الى متن سفينة غير قانونية في محاولة للهجرة. ويقضي عدد منهم في المحيط". وقد عبر 50400 مهاجر غير شرعي خليج عدن بين الصومال واليمن على متن 994 زورقا منذ بداية 2009، بحسب حصيلة جدية للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة.ونصف هؤلاء المهاجرين هم من الصوماليين الذين هربوا من اسوأ ازمة انسانية تشهدها الصومال منذ بداية الحرب الاهلية في 1991.
الجفاف والمعارك وراء تفاقم أوضاع اللاجئين في الصومال
نشر في: 4 أكتوبر, 2009: 06:35 م