TOP

جريدة المدى > الملاحق > فشل حسني كان متوقعا.. ولكن

فشل حسني كان متوقعا.. ولكن

نشر في: 4 أكتوبر, 2009: 06:38 م

حازم مبيضينكان متوقعا أن يفشل الوزير المصري فاروق حسني في ترؤس منظمة اليونسكو، لأن صدى الهمسات في كواليس نيويورك، والكثير من العواصم الغربية، كان يصل مضخما إلى باريس، ولأن العديد من المنظمات الصهيونية والمتصهينة سنت كل أسلحتها، بما فيها القذرة منها، لتذبح الطموح العربي في قيادة هذه المنظمة الدولية المعنية بالثقافة،
لكن الذي لم يكن متوقعا هو التقاء الإخوان المسلمين المصريين، والسفير الإسرائيلي السابق في القاهرة، على تحميل النظام المصري المسؤولية عن هذا الفشل. الإخوان طالبوا بإعادة النظر في العلاقة المصرية الأميركية، متهمين واشنطن بالتآمر لإطاحة المرشح المصري، الذي كان تلقى دعم الإخوان في واحدة من المرات النادرة، التي تقدم فيها الجماعة دعما لأحد الوزراء المصريين، رغم اتهامهم له بشن حرب ضد القيم والأخلاق سواء في معركته ضد الحجاب، أو في سلاسل الكتب التي يرون أنها تخدش الحياء وتعيب في المقدسات، والتي قام بطباعتها على نفقة وزارة الثقافة.أما تسفي مزئيل السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة، فقد رفض اتهام بلاده بأنها عملت ضد انتخاب حسني، لكنه أقر أن منظمات يهودية في أوروبا وشخصيات ثقافية يهودية عملت لمنع فوزه، واتهمه بأنه يمثل نظاما يقمع الحريات والثقافة والفن المصريين. وكشف أن حسني رفض طيلة مكوثه سفيرا لإسرائيل في القاهرة، عقد لقاء معه رغم تقدم السفارة الإسرائيلية بطلب رسمي لهذه الغاية، فحسني كما يقول السفير، كان ولا يزال معارضا لتطبيع العلاقات وخصوصا الثقافية والأدبية منها مع إسرائيل، واتهمه بالفشل في وظيفته المستمرة منذ أكثر من عشرين عاما.التقى الإخوان والسفير الإسرائيلي على تحميل النظام المسؤولية، لكن الشماتة الواضحة في الإعلام الصهيوني، فضحت الدور العنصري المشبوه، فقد خصصت صحيفة ''يسرائيل هيوم''، صفحة كاملة للاحتفاء بخسارة الوزير المصري، معتبرة أن خسارته نصر لمناصري إسرائيل.وكشفت أن منظمات يهودية وصهيونية عالمية عارضت بشدة ترشيح حسني للمنصب، وعملت للحيلولة دون انتخابه، وقالت إن وزارة الخارجية الإسرائيلية تلقت نبأ فوز المرشحة البلغارية بارتياح، وأن إسرائيل تبارك للمرشحة البلغارية فوزها وتنتظر تعميق التعاون مع المنظمة الدولية، وفي المقابل فان الصحافة المصرية كشفت أسباب هزيمة حسني واتهمت الحكومات الأميركية والأوروبية والمتعصبين اليهود، بالتسبب بهذه الخسارة، وانتقدت المناورات المعيبة من أوروبا وأميركا، والعداء غير المبرر، والذي يدخل في نطاق العنصرية من بعض المتعصبين اليهود لتأديب مرشح مصر ومرشح السلام، الذي ترفع مصر لواءه إقليميا وعالميا، بينما يسقط الآخرون في هوة التطرف واليمين المحافظ.واعتبرت أن الهجوم على حسني، لم يكن فقط لمحاولة دمغه بأنه معاد للسامية، ولكن حتى لا يتولى عربي رئاسة اليونسكو، ويعمل على تنفيذ القرارات السابقة الخاصة بالقدس والحفاظ على هويتها العربية والثقافية، وحماية آثارها من الاعتداء السافر عليها.واقع الأمر أن هزيمة المرشح المصري لمنصب مدير اليونيسكو أمام منافسته البلغارية، يعكس صدعا في العلاقة بين الشمال والجنوب، فقد كان واضحا أن الإتحاد الأوروبي لم يأخذ ترشيح إيرينا بوكوفا على محمل الجد، وكان مأمولا أن تتجاوز عقلية المثقفين مناورات السياسيين، لكن ما جرى أثبت أن السياسيين يملكون ناصية الثقافة أيضا، ويقررون مجريات أحداثها، لكن الذي سيظل مستهجنا هو هجوم إخوان مصر على حكومة بلادهم بسبب فشل حسني، لكن ما يبدو واضحا أنهم مستعدون للتهجم عليها حتى لو حررت القدس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram