عبد الله السكوتييحكى ان رجلا يمتلك فرسا جميلة، يتبختر بها ويفتخر بفعالها وجمالها، وفي احدى المسابقات التي شاركت فيها الفرس، اتى صاحبنا بها مزينة بانواع الزينة تحيطها هالة من الخيلاء والتكبر، وصلت الفرس الى الميدان وهو متأكد انها ستدع المغاليب خلفها ، ابتدأ السباق وهو ينظر اليها تشق عنان الارض بحركة رشيقة وسرعة فائقة حتى خلفت وراءها غمامة من غبار انكشفت والخيل خلفها ،
وخلال فترة من الزمن بدا الاعياء على الفرس وتقدمتها الخيل التي كانت خلفها ، فشمت الشامتون وتكلم المتكلمون ، وسمع بأذنه قول احدهم ساخرا(موش اول المركاض الفخر تالي). فذهب قوله مثلا يعني ان الامور بخواتيمها وليس ببداياتها حتى قال الشاعر:( كلما تريد اتجور خلها الليالي) (موش اول المركاض الفخر تالي)واجابه شاعر آخر ببيت من الابوذية:(فراكك ياشريج الروح خلهاوروحي بسهم يوم اجفاك خلهاالليالي اشما تريد اتجور خلهافخر مهدادها التالي السرية)ليس من المهم ان تكون بدايات الامور مزوقة بكلام معسول ووعود جذابة، مايحصل في النهاية هو المهم، وكذاك لو تأملنا الانجازات التي تحققت خلال اربعة اعوام للاحظنا تلكؤا واضحا في جميع مفاصل الدولة، فلقد سمعنا بعام الاستثمار وعام الاعمار ونوقشت مشاريع فخمة دون جدوى ، التخبط واضح والانتقالات السريعة من شعار الى آخر اللحن الذي كان من المفترض ان تعزفه الحكومة وجعل جهودها مبعثرة هنا وهناك.لقد دخلنا السنين الاربع بكهرباء معلولة وخرجنا منها كذلك، وناقشنا الرواتب وزياداتها وخرجنا بغلاء كارثي جعل الدينار كالدرهم اما الامن المستتب فقد جعل من مصطلح التبرع يعود الى الاذهان والتبرع ابتكره نظام صدام عندما جعل التجنيد بلا زمن فيقوم الكثيرون من اصحاب الاموال والمصالح بالتبرع، أي اعطاء الضباط المقسوم لكن هذه المرة (الجماعة ياخذون رواتب من الدولة لينزل جزء منها بجيوب الضباط)، ناهيك عن مجلس النواب الذي تفتقت اذهان اعضائه عن منجز كارثي آخر بأن يكون السبت عطلة رسمية لجميع الوزارات ماعدا التربية، وكأن التربية تعمل بمفردها ولذا يجب ان تتطور هي فحسب، متناسين ان النهوض العلمي مع النهوض العمراني مع باقي الجوانب يمثل تكاملا اجتماعيا يبني مجتمعا متطورا، ماقيمة ان نخرّج آلاف الطلاب من المدارس الى الجامعات ثم الى الشارع ببسطات وعربات للتحميل ، ولذا لم تبق ارصفة لسير المشاة، ماقيمة ان نعطي بكلوريوس الى مهندس ومن ثم يقبل بكلية الشرطة ضابطا اداريا ، وماقيمة عمل السبت ان كان الصف الواحد يضم (75) طالبا واكثر، واخيرا ماقيمة المدرسة ان كان الطالب في الثالث المتوسط ولايعرف القراءة والكتابة؟ان للامور اول مثل مالها آخر صحيح ولكن الاعمال بنتائجها ومن زرع حصد، والبعض يبدو نادما على التفريط ولذا يريد ان يعبر عن خيبته ويدلل على وطنيته بقوانين لا اعتقد ان لهاقيمة، وهاهي الندامة جعلت من مجلس النواب يفكر بالغاء عطلة السبت ويجبر المدرسين برواتبهم التافهة على اجور نقل مضافة ، ويترك مناقشة قانون الانتخابات وقانون النفط والغاز وقانون الاحزاب، ومن ثم يعود الى استجواب الوزراء ليبرهن على توجهات اعضائه الساذجة وهمومهم التي لاتساوي وزن ذبابة. والفخر تالي كما يقولون
هواء في شبك: (الفخر تالي)
نشر في: 4 أكتوبر, 2009: 06:56 م