بغداد / افراح شوقيلم يخطر ببالها ان تلك الرسائل الوقحة التي بدأت تصلها في منتصف الليل من رقم مجهول ستكون سبباً في تهديم حياتها بعد زواج استمر اكثر من 15 عاماً، فقد تصورت ان الأمر سلوك صبياني سينتهي بمجرد ان تهمله كما نصحتها صديقتها،
وعمدت وكأجراء احترازي الى غلق الجهاز ليلاً، لكن حظها العاثر أوقعها فيما تخشاه، عندما صحا زوجها في تلك الليلة المشؤومة ليشرب الماء، وبما ان الكهرباء كانت غائبة (كالعادة) فقد عمد الى فتح (موبايل زوجته) النائمة ليستخدم ضياءه وكانت صدمته الكبرى ان يعلن الجهاز عن ورود رسالة قصيرة ما ان قرأها حتى اشتط غضباً وثار وزمجر وتطاير الشرر من عينيه، وأسرع يوقظ زوجته وهو يقول خائنة ...مستهترة انت طالق.ولم توفق كل الجهود التي بذلها المقربون والباحثة الاجتماعية في محكمة دار العدالة في/ البياع لإصلاح ذات البين وحصل الطلاق وتم تحميل الزوج تكاليف نفقة الزوجة المنكوبة وطفليها.دعاوى بالجملة!!مابين (10 -15) دعوى تقام في اليوم الواحد، تتولى البت فيها محكمة تحقيقية واحدة في بغداد، وهذا يعني ان هناك (450) دعوى قضائية شهرياً، ناهيك عن ما يرد الى المحاكم القضائية الأخرى في عموم بغداد والتي لم نستطع إحصاءها لصعوبة الأمر، وسبب تلك الدعاوي واحد هو تحرشات الهاتف النقال ورسائل التهديد والخطف وطلب الفدية وغيرها من الممارسات السلبية التي ابتلي بها هذا الجهاز منذ دخوله العراق لاول مرة بعد التاسع من نيسان عام 2003 ليغدو، وعلى الرغم من فوائده الكثيرة، مصدراً للمشاكل وأداة مهمة في تنفيذ الجرائم بعد ان ظن مخترعه انه سيكون مهيأ لتسهيل حياة الناس والتواصل بينهم.. قصص كثيرة، مؤلمة حيناً ومضحكة حيناً آخر سمعناها ونحن نعد لانجاز هذا التحقيق، بطلها الهاتف النقال، سنورد بعضها و نتعر ف على دور القضاء العراقي في البت فيها ومدى تدخل شركات الهواتف النقالة ذاتها في الحد منها والتعرف على شخصية المتصل وتقديمه للقضاء لمحاسبته.(مسجات) بكلمات بذيئة من مجهول!!كان مفتاح الموضوع هو قصة المحامية التي رفعت دعوى قضائية لدى محكمة تحقيق البياع ضد صاحب موبايل مجهول الهوية تعمد مضايقتها باتصالات في وقت متأخر تبعها إرسال رسائل نصية تخدش الحياء وبكلمات نابية، واستمرار تلك الرسائل لفترة طويلة حتى اضطرت المحامية (شذى.أ) الى تقديم الشكوى وتولي مهمة متابعتها في أروقة القضاء وشركة اسيا سيل للاتصالات، تقول شذى: لا اعرف هوية صاحب الرقم المعتدي وسبق ان نبهته بالكف عن أفعاله المخجلة التي لا تصدر الا من إنسان مريض نفسياً، لكنه كان يستهزئ بكلامي ولا يتوانى عن توجيه أية كلمات تخطر بباله بقصد تشويه سمعتي وإحراجي وسط عائلتي، فعمدت الى إقامة الشكوى ضد صاحب الرقم ثم وجهت المحكمة التحقيقية كتاباً الى شركة آسيا سيل لإعطاء تفاصيل عن الرقم وتحديد عائديته، وفي حالة عدم التمكن من تحديد عائدية الرقم المشكو منه تصدر المحكمة كتاباً ثانياً الى الشركة يطلب تحديد قائمة بأسماء وأرقام المكالمات الصادرة والواردة في سجل المكالمات ولفترة زمنية محددة ومحاولة الاتصال بأحد تلك الأرقام لتحديد هوية المشكو منه، وغالبا ً ما تأخذ هكذا نوع من القضايا فترة زمنية للوصول الى شخصية المشكو منه، وتختلف العقوبة اذا ما تم التعرف على الجاني بالسجن والغرامة بتهمة القذف والتشهير وإغلاق الخط نهائياً والتعهد بعدم تكرار الفعل.الصحفية (س .ع) قالت: كنت في مجلس عزاء، وجاءتني مكالمة من رقم لم أتعرف عليه قبلا، وعندما أجبت جاءني صوت شاب يبدو انه صغير في العمر وراح يقول لي انه يتمنى ان يتعرف علي وان أصبح صديقته بإلحاح كبير!! تصوري الموقف.. تقول محدثتي.. لا استطيع ان أرده بعنف وانا في هذا الموقف بين الناس ولا استطيع غلق الهاتف أيضاً لاني كنت بانتظار مكالمة مهمة، المهم اني صددته لأكثر من مرة، لكنه عاد ليتصل ليلا فقلت لولدي ان يرد عليه وبعد إلقاء السلام، سأله ولدي بالقول: لماذا تتصل في هذا الوقت انت ما عندك غيرة ؟فرد عليه الشاب بصوت متميع: (وانته شعليك عندي ما عندي؟) فعنفه ولدي بقوة وهو يقول له انها أمي يا حمار.أحداهن حاولت ملاطفة صديقتها فقامت بإرسال مسج لأهلها يقول ان ابنتهم مخطوفة وعليهم دفع دفتر من الأوراق الخضراء لاستعادتها، وبعد رحلة قلق واتصالات مكثفة بالهاتف النقال أيضاً، اتضح بطلان القضية وحصلت تلك الصديقة المعاكسة لتأنيب وتقريع بالغين!وحتى لا نتهم بالتحيز لبنات جنسنا نقول ان معاكسات الهاتف النقال قد تصدر من نساء ومراهقات توجه لرجال بقصد التعارف حيناً او الإزعاج وأحداث المشاكل حيناً آخر.وقد اخبرنا أبو رنا (موظف إداري) عن قصة المسجات التي كانت تأتيه من رقم مجهول تدعوه فيها صاحبتها الى الخروج برفقته والتعرف عليه بقصد الصداقة والإعجاب وبنفس الوقت تستقبل زوجته مسجات تخبرها عن خيانة زوجها ومحاولته الخروج مع أحداهن في التاريخ والوقت الفلاني! وبالطبع ان الرسائل كانت تأتي من جهة واح
رسالة موبايل تهدم حياة زوجية استمرت أكثـر من 15 عاماً!
نشر في: 5 أكتوبر, 2009: 06:33 م