TOP

جريدة المدى > محليات > كلام ابيض: المياه ومشاكلها

كلام ابيض: المياه ومشاكلها

نشر في: 5 أكتوبر, 2009: 07:18 م

علي القيسيارتفعت اصوات متعددة هنا وهناك، تطالب بترشيح مناطق عديدة في المحافظات الجنوبية لأن توصف بالمناطق المنكوبة، بعد ان هجرها الاهالي بسبب العطش الذي اصابها نتيجة شحة المياه التي تعانيها عموم البلاد، ما أثر على الحياة فيها لما تخللها من  قسوة غير المسبوقة. وازمة المياه بعض حلها سياسي ولدته الظروف الانية ، وبعضها الاخر يكمن في العجز الذي اصاب الدوائر المعنية .
وحقيقة الامر، ان العطش الذي اصاب مناطق الاهوار ومدن الجنوب عامة يمثل في جوهره هزيمة كبرى للخطط التنموية والتخطيطات الستراتيجية التي اصابها الضمور،على الرغم من ان اموالا طائلة قد خصصت لها من الموازنة السنوية والتكميلية، فضلا عن اموال اخرى تدفقت من جهات داعمة كنا نطمح ان تحول الاهوار الى "فينيسيا الشرق" ، واذا بأحلام الناس البسطاء تنفرط  لتصبح الاهوار برمتها مملحة تعافها النفوس لهول ما تحولت اليه. من هنا ينبغي الاعتراف بعجز المعنيين التام  عن تدارك او معالجة الامر الذي يعد اكبر من امكانياتهم، حتى باتت مشكلة المياه تتفوق على كل مشاكلنا المزمنة التي ننوء من وطأتها، لنرمي اسباب ذلك كله كالعادة الى جهات خارجية  في حين مسؤوليته تقع على مجالس المحافظات التي ضمت بينها افرادا غير جديرين بتحمل المسؤولية فهم "غشمة" بما يجره تفاقم المشاكل من آلام واحزان للناس.اذ ليس من المعقول ان تصل المشكلة الى ما وصلت اليه والبلد يملك ارثا ً في انظمة الري يمتد منذ السومريين ، فكيف فلتت الامور من ايدينا لتتعرض الارض والانسان الى كارثة بيئية تجر تداعيات مهولة اجتماعيا ً واقتصاديا ً في الحاضر والمستقبل؟! سؤال ضمن اسئلة عديدة تجري على ألسـنة الناس التي فقدت الثقة بأهلية المسؤولين في مجالس محافظات البصرة والناصرية وميسان، ونضيف: ماذا يفعل هؤلاء الذوات بعد ست سنوات من العمل، وهم في غيبة وتغيب عما يضمره لنا المستقبل من كوارث بيئية غير مسبوقة؟ اعتقد ان اكبر مشاكلنا واثقلها جاءت من وضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

كيف تصبح البيئة خصماً.. أثر التغيرات المناخية على صحة الأمهات
محليات

كيف تصبح البيئة خصماً.. أثر التغيرات المناخية على صحة الأمهات

 جنان السراي تحت شمسٍ ملتهبة، وفي قريةٍ صغيرة على أطراف الجنوب العراقي، كانت "أم علي" تجلس أمام كوخها المصنوع من الطين، تمسح عرقها المتصبب وهي تراقب أطفالها يلعبون حولها بأقدام حافية. كانت حاملاً...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram