بغداد/ نورا خالد تصوير/ سعد الله الخالدي تجاوز عمره السبعين  ومازال يعمل من السابعة صباحاً وهو وقت وصوله الى محله في السعدون،  حتى الساعة الخامسة عصراً دون ان يشعر بالتعب والاجهاد كونه يعشق عمله الذي يمارسه منذ 57 عاماً عندما علمه استاذه (الاسطة نزار) هذه المهنة وفضلها على تكملة دراسته.
يقول فريد متي والذي يكنى بـ ابي وائل: امارس هذه المهنة منذ ان كنت في الصف السادس الابتدائي عندما ذهبت الى احد الخياطين المشهورين انذاك لأعمل عنده واتعلم المهنة،  وعندما رآني اذهب الى المدرسة خيرني بين العمل أوالدراسة فاخترت البقاء معه وتعلم المهنة.اما عن الفرق بين العمل في السابق والعمل الآن فقال: في السابق لم تكن هناك ملابس جاهزة بهذه الكميات،  وانما فقط ملابس (اللنكة) وبكميات قليلة  لذلك كان الناس يعتمدون على الملابس التي يقوم بخياطتها الخياط اما الان فالملابس الجاهزة غزت الأسواق وبكميات كبيرة واثرت على عملنا تأثيرا كبيرا ولكن اغلبها ليس بالجودة العالية واسعارها مرتفعة جداً فمثلاً يصل سعر البدلة الى 400 الف دينار واغلب اقمشتها غير جيدة.واصبح الاعتماد على الالبسة الجاهزة بصورة كبيرة  وبدأ العزوف عن  الخياطة.واستطرد متي عن مهنته، وهمومها قائلاً:   يأتي الزبون الى المحل ليختار اللون الذي يرغب فيه اما اختيار القماش فيترك مسؤوليته لي والذي اقوم بشرائه  من تاجر القماش الذي اتعامل معه،وتبلغ تكلفة خياطة البدلة الرجالية حوالي 140 الف دينار، ابدأ بتفصيلها حسب الموديل وحسب ما يرغب به الزبون  ويقوم العامل  باكمالها وخياطتها  لأنني لا استطيع بعد هذا العمر ان اعقد الابرة واخيط القماش. اما عن زبائنه فقال: اغلب زبائني من الشباب وما اتمناه ان يرتدي الشاب العراقي البدلة ولكن ليست الجاهزة وانما التي يقوم بخياطتها الخياط.وعن أبرز زبائنه قال متي:  في السبعينيات كان أهم زبون لي هو سليم البصري صاحب المسلسل الشهير تحت موسى الحلاق، فهو شخصية دمثة وصاحب نكتة وفكاهة، اضافة الى طيبة كبيرة كان يحملها للآخرين ويضيف فريد متي: اعيش وحدي منذ  سنوات، والوحدة قاسية علي  بعد ان غادر اولادي العراق والتحقت بهم زوجتي الا انني لا استطيع السفر والعيش خارجه على الرغم من الحاح اولادي بأن التحق بهم وأعيش معهم. فانا ولدت هنا وشربت ماء دجلة، وكونت علاقاتي هنا، واتمنى الموت في بلدي لانه بلد الكرامات.