ترجمة: عادل العامل هناك في العديد من الأرشيفات الرئيسة في السويد أكثر من مئة ألف حكاية فوكلورية نرويجية مطبوعة أو مخطوطة . و إذا توسعنا في بحثنا ليشمل بقية أسكندنافيا، فإننا سنجد المزيد و المزيد. و هذا الموروث المدون و الشفوي يؤكد سعة و غنى ثقافة الحكي التي وجِدت في هذ الجزء من العالم.
فلنعد الآن إلى السويد و ندخل في غاباتها. و لنرجع أيضاً إلى الوراء، ليس بعيداً جداً ، مئةً أو مئتين من السنين، و هذا يكفي. هنا الحياة هادئة مع الأشجار، و الهواء صافٍ و نقي، و السماء عالية فوق امتدادٍ أزرق أو رمادي ــ السكون عميق، عميق جداً الآن، و قد صار لنا أيامٌ و نحن في الخارج نبحث عن صيد أو نشعل خشباً، و قد أصبح الصمت شديداً إلى حد أننا لا نسمع أصوات حركاتنا حتى. و نحن نعرف أننا آمنون هنا من العفاريت أو الجن trolls، إذ ربما حين تكون هناك زمرة كبيرة منهم على الجانب الآخر من الجبل، فلا يكون أحد منهم قريباً من هنا أبداً كما يُقال. غير أن السكوغرا skogsra، آه، يجب أن نكون دائماً على استعداد للسكوغرا! فإذا كانت السجورا sjora هي أرواح الماء، التي تسكن الجداول و البحيرات و لها تأثير كبير هناك، فإن السكوغرا هي أرواح الغابة. و هي مشهورة بهدايتها للرجال الضالّين. و كل مَن رآها يقول إن لها مظهر امرأةٍ جميلة عند رؤيتها من الأمام، أما من الخلف فتبدو شبيهةً بجذع شجرة أجوف. و هي في الغالب تمشّط شعرها، و أحياناً لها ذيل. و مما لا يمكن التنبّؤ به بشكلٍ ملحوظ أن الواحد إذا حظي بإعجاب هؤلاء النساء الفولكلوريات أمكنه أن يتمتع بصيدٍ طيّب.. و إذا ما فقد الواحد بقرة أو كلب صيد، أو أضاع طريقه في الغابة، فهناك بالتأكيد قوىً خارقة للطبيعة منهمكة في العمل عندئذٍ.و هنا واحدة من القصص و الأساطير الكثيرة التي تدور حول السكوغرا. [ حُكيَ أنه كان هناك رجل متزوج. و كان ذات يوم خارجاً يبحث عن بعض المواشي، حين قابل السكوغرا. فذهب معها، غير قادرٍ على مقاومة الإغراء، و ظل يقضي وقته معها في كل مساء بعد ذلك. و لم يمضِ وقتٌ طويل حتى بدأ الأمر يصبح كثيراً عليه،مرهقاً جداً، لكنه لم يكن يستطيع أن يقاومها أبداً. و لم يكن قد رآها من الخلف على الإطلاق. و أخيراً أرهقه ذلك تماماً، و أصبح الرجل المسكين على درجة من الإشباع و الاضطراب بحيث لم يعد يستطيع أن يمشي إلا بالكاد. و لم يعرف ماذا يفعل. و هكذا ذهب في إحدى المرات إلى السكوغرا و سألها عمّا ينبغي عليه أن يفعل بشأن ثور صغير لديه. و أخبرها أن الثور الصغير أصبح مشكلةً كبيرة له؛ فهو لم يعد يفعل أيَّ شيء سوى أن ينزو على الأبقار و لن يتوقف عن ذلك، حتى أن الحيوان هلكان الآن تماماً. فقالت له السكوغرا إن تيباست و فيندَرلوت كفيلان بمعالجة الأمر. ( و هذان من نباتات الغار و الناردين المهدئة، و هي أعشاب طبية يرد ذكر الأول في الصيغة الجنوبية من الأسطورة، و الثاني في الصيغة الشمالية منها ).
أرواح الـغـابــة الأســكـنـدنـافـيــة!
نشر في: 6 أكتوبر, 2009: 06:49 م