منذ إن عرفناه والشاعر حسين عبداللطيف يتعايش بين ناري الشعر والحياة . وكل سنواته الشعرية والحياتية كان الشاعر يحيط نفسه بكثيرٍ من الأسى ، هو أسى الشاعر المكابر والمكابِد الذي اصرّ على البقاء بين نارين حتى اللحظة . قبل أشهر قليلة أصيب حسين عبداللطيف بمرض أدى الى بتر بعض اصابع قدميه ، وقبل أن يتماثل الى الشفاء فُجع هذه المرة بوفاة ولده "حازم" على نحو مفاجىء ، ولم يكن بوسع الشاعر سوى أن يذرف الكلمات قبل الدموع ، فالدموع عابرة في أغلب المواقف ، غير أن الكلمات تحفر في لحم الدموع وتتشظى !
rnهذه القصيدة ليست مرثية حسب ، إنما هي صرخة مدوية تنفتح من جرح الشاعر العميق وتطوف في نفسه وتختلج في مسارب روحه . تشتعل وتتقد في أسى طويل يستخلص المعاناة الفردية ويعيدها الى حاضنتها ؛ كإنما حاضنة حسين عبداللطيف كُتب عليها أن تبقى هكذا .. أسى دائماً ...المدى الثقافيلـيــس أن يـحـمـلــك فـجــأةً هـــذا الـقــاربغرابٌ يحط فوق كتفي ناعقاً:هيهات من بعد الآنالرحلة انتهتوالأيامطوت سجلها..وأُسدل الستار..وانتهى الكلام.بعد الشذا والأرجوانبعد الدمقس والحرير:الكتان!فات الأوانrnrn rnrn rnمن كان أمسِ حياً, مفعمَ الحياةتزهو به الثلاثونأو يزهو بالثلاثينوالعالم الحيِ البهيج والذيمن حوله.. يموربالسحروالسناوبالزهورْرهن الإشارةوما عليه إلاّ أن يشيرهو الآنفي الذاكرةنجومه على الطريقمبعثرةقصيرةٌوخادعةrnكأنكِ حلمكأنك صدىًكأنك ما يخطر أو يخطفمن الرؤىكأنك الريشة في الهواءكأنك الهباءكأنك الشراعيطوىوالبرق عمر لحظة وينطفئأو الظلال تنحسركأنك القصورعند الصباح بالفرحتعجّ والسروروفي المساءيحيلها الردى إلى قبورإلى خرائب وأطلالفي جوها الكئيب ينعب البومُوالريحُ تسفي فوقهاوتسفي فوقها الرماليا لجة المصائبتهدم البيوتوتغرق المراكبيا مرة الطعوموالمشاربتفرقين صاحباًعن صاحبإليكِ عني..مرةً وأخرىأليكِ عني ...... ألفاكفاكِ صفعا ..كم لكِ وأنتِ تصفعين!أيتها الحياةوتطعنين!وتلدغين!.................rnالشمس تجنح إلى الغروبوالورد يذويوالندى يذوبتُصوَحُ الحديقةتمتقع الوجوهوينصل اللونُوصفرةُ الخريفِتعتري الشجرْوتقفر الدروبولا أثرولا مسافرٌ لأهلهمن سفرٍ يؤوبوكلُّ ما ارتجى البشروأمّلوا من أملٍ كذوبومستقرتمضي به الرياح.rnيا شاتل العودين: مالكسوى عود- لا غير عودٍ واحدٍ فقط-يخضرَّ منهمالا تنعقدْله سوقولا النظير منه موجود!.......................أين تريد؟!بهذه العجالة المباغتةتسير وحدك على الطريق الموحشةبلا أنيسأو معينْبلا متاعأو وداعببابِ منْ مِنَ الصحابْستستريحوضيف من تكونعلى العشاءوما إذا طلبت ماءْ هل ترى به إليك يسرعونثلاث فاختاتٍظامئاتْنزلنَ..ليرتوين من يديك ماءْوطرن عائداتيا للسخاء والحنانيا للسريرة البيضاء هذه والناصعةيا ذا المروءة الحنونrnيا أيها الفتى الجميلُوالنبيللا تعرف التضليل, عمرك, ولا تعرف المصانعةلا تعرف الخداعكم كنت رائعاًورائعاًورائعايا أيها الأمير....................أيُّ أسىًوأيُّ نازلة!لم أتوقع ما وقعوكيف لي؟لم أتصور ما حدثأو أدرك الذي جرى,وقد جرىولو يفيدأم أحثو التراب فوق رأسيأهلته..ولو يفيدأن أطلق السراح للدموعrnتبل لحيتي وثوبيبكيتك إلى الأبدندبتك إلى الأبدولو يفيدأو يجدي أن أعض إصبعيمن ندم عليكسأندم...إلى الأبدولن يقر لي قراروعيشي لن أجده يصفوأو تهنأ حياتي.من المحال!فلا عزاءأو سلوان..............ولو سبيل حسبأو عنوانفي أي مهمةأو جهةٍ وأينما.. تكونإلى أراضي الصبر أو بلاد النسيانلكنتُ نحوها رحلتوعندها قد كنت........................لا أعرفُأو أدريبمَ أشد أزريومن يعينني..على أسايومن يقبل عثرتيفي محنتي وبلواي..................ينتابني الأسىفأحمل الأسىعلى الأسىوأعولوأندبُrnفلا نواحي يبطلُولا أنا أكف عن نحيبيحبيبي يا حبيبيحازم يا حبيبييا حبيبيإلى الأبد ......rn30/6/2009
الشاعر حسين عبداللطيف يرثي ولده
نشر في: 6 أكتوبر, 2009: 06:53 م