محمد مزيد الاشتراكيون يزحفون الى السلطة في القارة العجوز اوروبا، هذا ما يؤشره المراقبون، وأن الناس في هذه القارة بدأت تضجر من بعض الحكومات الفاسدة التي تتولى مقادير الامور، والتي ازداد فيها الاغنياء غنى والفقراء فقرا.. مناسبة هذه المقدمة، الانباء التي ذكرت ما حققه حزب " الباسوك " الاشتراكي في اليونان من فوز كبير اثناء الانتخابات التشريعية برئاسة جورج باباندريو متقدما بـ 7 نقاط على منافسه حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ الحاكم لليونان منذ خمس سنوات.
معهد النتائج في وزارة الداخلية اليونانية (لنضع قوسين بين عبارة " معهد النتائج " ولنر كيف ان العالم الغربي يؤسس معاهد للنتائج، ليس مثل البلاد العربية التي تعتمد على نتائج العد اليدوي في احصاء الاصوات المبايعة للقائد العربي المنصور بالله).. اقول ان هذا المعهد قدر ان الحزب الاشتراكي حصل على الاغلبية المطلقة المريحة مع 162 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 300.السؤال الذي يطرحه المحللون في قراءتهم للوضع الديمقراطي الاوروبي : لماذا يلجأ الناخبون الى الاحزاب الاشتراكية او الاحزاب التي كانت تعد من المعارضة.ان الازمة الاقتصادية العالمية زعزعت الثقة لدى الشارع الاوروبي من انظمة الحكم الاقتصادية والسياسية، ففي الوقت الذي تتفاقم فيه المشاكل  في مسائل الطاقة والمناخ، وفي وقت مازال الاتحاد الاوروبي يتعثر في لم شمله ضمن معاهد لشبونة المثيرة للجدل، نرى ازديادا في البطالة، وافتقارا في الوظائف، وتسريحا لكوادر تقدر اعدادها بالالاف، فيما تصرف الدول ميزانيات ضخمة على مواجهة الارهاب فضلا عن امتعاض المزاج الاوروبي من المشاركة العسكرية في مناطق حروب لم تجد نفعا.الاشتراكيون في اليونان لاينأون عن مواجهة مشاكل قارتهم العجوز وخصوصا ما يتعلق بالجارة تركيا التي تطمح ان تنظم الى الاتحاد الاوروبي ولكن اليونان تجد في ذلك غضاضة، بل ان حملة الدعاية لجورج باباندريو اشارت الى ان حكومته ستستعمل حق الفيتو ضد تركيا في حال ارادت بعض الدول ان تساندها في الانضمام الى الاتحاد الا اذا احسنت تركيا جوارها.اذن المشكلة القبرصية على طاولة الحكومة الاشتراكية الجديدة، كما ان هناك مسائل عديدة على فريق باباندريو معالجتها لانتشال الوضع الاقتصادي اليوناني من المأزق الذي وقع فيه بسبب الازمة الاقتصادية العالمية.باباندريو كان قد تولى مناصب عديدة في حكومتي والده الذي يحمل الاسم نفسه، وهو عالم اجتماع متأثر بالتجربة الاشتراكية الديمقراطية الاسكندنافية، وامام رئيس الحكومة اليونانية الجديدة الذي سينصب اليوم الاربعاء، الكثير من العمل، للخروج بالبلاد من الوضع الاقتصادي الراكد.