TOP

جريدة المدى > الملاحق > بعد الدمى.. ماذا بقي للإيرانيين

بعد الدمى.. ماذا بقي للإيرانيين

نشر في: 6 أكتوبر, 2009: 07:18 م

حازم مبيضين وصل الأمر بقوات الشرطة الإيرانية، الملتزمة بإرشادات وتوجيهات وتعليمات وفتاوى وأفكار الولي الفقيه، إلى درجة ملاحقة الدمى، التي يعرض التجار الملابس عليها في واجهات محلاتهم، من قبيل الدعاية لبضاعتهم والترويج لها، وإبراز محاسن تلك البضاعة، وبحيث تكتفي المرأة بالنظر إليها في واجهة المحل، لتعرف تفاصيلها وما إذا كانت مناسبة لها،
لكن الشرطة رأت أن كشف هذه الدمى عن رؤوسها، التي قد تكون بغير شعر صناعي فوقها، تصرف خادش للحياء، وما على التجار غير أن يقتدوا بالمرأة المسلمة، فيغطوا رؤوس الدمى أو أن يلبسوهن التشادور الإيراني فوق الملابس المراد عرضها ليتناسب ذلك مع فهمهم الناقص للشريعة وتعاليم الإسلام .الحجة عند الشرطة أن حملتهم تستهدف مناهضة الاثر الثقافي الغربي في كل أنحاء الجمهورية، حيث يفرض الزي الإسلامي على النساء، لكنه لا يطبق على الرجال، إلا بتصرف دعائي بحت يتمثل بعدم ارتداء ربطة العنق، وها نحن نرى السيد أحمدي نجاد رئيس الجمهورية ووزير خارجيته وكبار المسؤولين وهم يرتدون ملابس مدنية وضع الغرب تصاميمها، ولن يقنعني أحد أن السويتر الذي اعتاد نجاد الظهور به هو من بقايا التراث الإسلامي الذي يحاولون حشر كل شيء فيه. ووصل الأمر بهذه الشرطة إلى حد منع عرض ربطة العنق للرجال، ومنع الرجال من بيع ملابس داخلية للنساء.وتمتد قائمة الممنوعات لتشمل السراويل النسائية الضيقة، وقصات شعر الرجال التي تحاكي القصات الغربية، وقد تم تشديد الإجراءات المفروضة على النساء والرجال والمتاجر والشركات الصغيرة، التي ﻻ تلتزم بما يسمى الزي الإسلامي، منذ وصول نجاد للسلطة في عام ٢٠٠٥  ، وأدى ذلك إلى تزايد شكوى أصحاب المتاجر من هذه القيود التي ﻻ تشجع الزبائن على الشراء. لكن ذلك لم يمنع شرطة نجاد من تحذير من ﻻ يلتزمون بقواعد الزي المفروض على دمى العرض، وهم يحتجزونهم في مراكز الشرطة عند أول مخالفة، وفي حال التكرار يحالون للمحكمة، ويلحقون بفصول للإرشاد، أو بمعنى آخر يخضعون لعمليات غسل دماغ لا نعرف الأساليب المتبعة فيها.لا تبدو هذه اللعبة أكثر من محاولة لحرف اهتمام الإيرانيين عن ما يجري في وطنهم ، وإلا فهل يبدو منطقياً أن تهتم السلطات بهكذا موضوع، في الوقت الذي يتعثر فيه أي مسؤول إيراني بمشكلة عند كل خطوة، من النزاع مع دول العالم حول الملف النووي، إلى الاضطرابات الداخلية الناجمة عما قيل إنه تزوير للانتخابات الرئاسية، إلى التدخل في الشأن العراقي الداخلي، وبحيث تنغمس قيادة الثورة الإسلامية في أدق تفاصيل الحياة السياسية في بلاد الرافدين، إلى العلاقة الملتبسة مع حزب السيد حسن نصر الله في لبنان، إلى التدخل المباشر في النزاع الفلسطيني بعد التدخل في النزاع العربي الإسرائيلي، إلى الركود الاقتصادي الذي يضرب بلاد فارس، بالتزامن مع النزاع مع بعض القوميات المهضومة الحقوق في إيران، مع أنها قوميات مسلمة. ومع كل هذا فان الحكومة الإيرانية تشن حملتها اليوم لأسلمه فتيات من الجبصين، ينصبها التجار في واجهات محلاتهم لعرض بضاعتهم عليها. بعد كل هذا سنجد للأسف من بين أبناء هذه الأمة من يرى الأمل قادماً من طهران وقم، وسنجد من يؤجر بندقيته لهذا النظام تحت شعارات دينية ذات طابع مذهبي، والهدف الذي يصدقه بعض السذج هو تحرير فلسطين، وسينكشف قريباً وجه هذا النظام بعد المحادثات التي ابتدأت مع نظام الاستكبار العالمي كما يسمون أميركا، وعندها ستبيض وجوه وتسود وجوه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram