اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > ادوارد سعيد خارج المكان لانه المكان

ادوارد سعيد خارج المكان لانه المكان

نشر في: 9 أكتوبر, 2009: 04:33 م

عبد الاله الصائغهل نبكي ادورد سعيد ؟ نقيم له مجالس العزاء ؟ ننشر مراثينا في وسائط الإعلام؟ نعيد طباعة اطروحاته الكبرى من نحو كتابه ( الأستشراق ) ؟ نعنى بعياله مثلا ؟ نوصي بصناعة تماثيل له في وطنه فلسطين وبعض الدول العربية والجامعات؟
اعلم مستوى تفكيرك الرفيع ولهذا فانا اتوقع ان ترفضي اسئلتي !! فهي زوبعة في فنجان حزني المجنون عليه !! نعم نعم فالبكاء هو شهادة وفاة للمبكي عليه ! وكيف يموت ادوارد بالله عليك وقد اختط لنا مع نظرائه : علي الوردي ومالك بن نبي وعبدالله العروي وكامل مصطفى الشيبي وقيس النوري ....... سبيلا لا حبا نحو جلجلة حوار الحضارات !! بعيدا عن القعقعة القومية والحشرجة الطائفية !! لقد امضى ادوارد سعيد السنوات الأخيرة  وهو ينازع السرطان وحيدا إلا من حبنا نحن الذين انعم الله علينا فوهبنا سانحة معاصرة ادوارد سعيد وعلي الوردي وكامل الشيـبي وقيس النوري وعبدالله العروي ومصطفى جواد وعبد الحق فاضل وابراهيم حرج وعلي الطاهر وعماد عبد السلام وصلاح خالص ومحمد مهدي المخزومي وجليل كمال الدين ومحمد حسين الأعرجي ! سانحة ان تولد في زمن العباقرة لا تقدر بثمن !! ولسوف اشرِّح اطروحات ادوارد سعيد في قابل عمري فهي والله بلسم ناجع لنا نحن العراقيين للخروج من مازق الناعور أي الدوران حول قطب الذات الذي ابتلي به بعضٌ مؤثِّرٌ من كتابنا وذوي القرار بيننا ! الغائب الحاضر ادوارد سعيد دعا الى الحوار الهاديء بين الخطوط المتوازية والمتقاطعة !! وكان جل همه منصبا على حوار الخطوط المتوازية بسباحة ضد المنطق الرياضي بأن الخطين المتوازيين لن يلتقيا مهما امتدا !! ولأنهما لن يلتقيا فإن ادوارد سعيد ابتكر صلة اللا صلة !!وقواسم اللا قواسم فدعا الى حوار هاديء هادف بين الخطوط المتوازية على سبيل تبادل الخبرات والأشتراك في ملكية المكان ( الكرة الأرضية ) اما الخطوط المتقاطعة فقد وضع لها دستورا ارسطيا قائما على ان الحقيقة ليست متحققة على ارض الواقع !! مثلها مثل الغول او طير السعد او مصباح علاء الدين !! واذا فرضنا تحققها جدلا فذلك يعني انها مشاعة مثل الهواء ولا يحق لأي منا الإستئثار بها وحرمان الآخر منها !! ولم يفت هذا الأدوارد السعيد التوكيد على ان الحقيقة الوحيدة المتحققة هي الذات العليا ( الله ) والله ليس حكرا لأحد حتى لو كان حاكما او رجل دين !! الله للجميع والجميع لله ! ولقد نال ادوارد بسبب اطروحاته التنويرية عنتا من الحكام العرب والمعسكر الرجعي المتزمت الذي يمتد على الشارع العربي و تلبث طويلا عند مفردات الحياة للعرب وشركائهم في الوطن من بربر وكورد وكلدان ووسائل احترمهم قبل ان نطلب من اسرائيل ان تحترمنا  ..... الخ ولعل الطعنات الأشد تلقاها من قوى فلسطينية متحجرة  اتهمته بسبب جهلها وضيق افقها وقلة ادبها بعلاقات مشبوهة ظلامية مع المخابرات الأمريكية والموساد !! وبلغ الصلف بالتيارات القومية والدينية المتشددة والطائفية العمياء والغوغائية المسلفنة الى ارسال التهديدات الى عقر داره وهو ينازع السرطان الرائع الذي انقذه من ظلم شعب اهدر علمه وعمره وثراءه بل ودمه من اجله فلم يجد الا اقل القليل ممن يعرف فضله ويضغط على ورقته !! والمفاجأة ان الناطقين بالفرنسية والأسبانية والأنجليزية بدرجة اقل !! اولئك الذين اقلق قناعاتهم  وخض فيهم شجرة الإنغلاق على الحضارات الأخرى !! هؤلاء حق لهم ان يحاربوه ويسحبوا منه جنسيته وجواز سفره الدبلوماسي !! ويتصدوا الى رزقه !!هؤلاء الغرباء يدرسون اطروحاته بتفهم كبير في الحوار الحضاري بجامعاتهم ويناقشونها غالبا في اجهزة الإعلام ويتبنون طبع كتبه على نفقة الشركات الناشرة العملاقة ! بل وقد نهد البروفسور ديفد الفنسون لنشر اعلانات في الصحف والتلفاز والإنترنت من اجل حملة اممية تسعى الى جمع التراث الفكري لأدوارد سعيد المبثوث في صحفٍ بعضُها محلي محدود التوزيع والآخر كتب بلغات غير شائعة !! فمن منا اقترب من ادوارد سعيد ؟ من منا تتلمذ عليه ولو بالقراءة ؟ ونحن الذين نكتب هنا وهناك ونشعل الحرائق والمعارك بغطرسة لا مثيل لها حتى في موروثنا الأبيض و الأسود والرمادي !! ان الحاجة قائمة لمد خراطيم رحيمة  الى عقول بعضنا كي نضخ فيها بشارات ادوارد سعيد ولا عيب ان نتلقى العلم كبارا ولكن العيب كل العيب ان لا ندري ولا ندري اننا لا ندري !! واكرر القول انني سأغتنم اي سانحة لكي اضع تراث فقيدنا العظيم بين اعين زملائي من الكتاب !! بل واضعها بين عيني انا قبلهم !! فأنا اكثر الزملاء حاجة لحضارة ادوارد سعيد فهو اب لكل ظامئ لماء المعرفة فليساعدني الرب آمين .ولد ادوارد سعيد شتاء 1935 في مدينة القدس ودرس في فلسطين ومصر ثم واصل دراسته في الغرب حتى نال في وقت مبكر درجة بروفسور شرف في اللغة الإنجليزية والأدب المقارَن في جامعة كولومبيا في نيويورك !! اشهر كتبه سبعة عشر كتابا نذكر منها : الإستشراق وصور المثقف والثقافة الإمبريالية !! ولم يتناول في دراساته الرائدة الحق العربي والقضية الفلسطينية بالطرق الشرنوبية الخائبة التي اعتاد العقل الشرق أوسطي سلوكها !! بل سلك طريقا حاذق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram