ضياء نافع علمت الان بوفاة الاستاذ الدكتور محمد يونس استاذ الادب الروسي في كلية اللغات في جامعة بغداد، واكتب هذه الكلمات في عجالة من امري. اعذرني يا ابا بشار فانا لن اقدر حتى على ان احضر مجلس فاتحتك،انا الذي رافقتك منذ عام 1958 في الصف الاول"ب" في قسم اللغة الروسية بمعهد اللغات العالي بجامعة بغداد،
وسافرت معك الى موسكو في تشرين الاول عام 1959 لدراسة اللغة الروسية وادابها، وكنت معك في الكلية التحضيرية بجامعة موسكو في العام الدراسي 1959/1960 ورافقتك في كلية الاداب في جامعة موسكو في القسم الروسي طالبا وعشت معك في الغرفة نفسها في القسم الداخلي في جامعة موسكو ثم فارقتك لفترة قصيرة والتقينا مرة اخرى في جامعة بغداد وعملنا سوية في قسم اللغة الروسية في كلية الاداب لسنين طويلة ثم في كلية اللغات. لقد فرقتنا الظروف الرهيبة في العراق واضطرارك للسفر الى اليمن للعمل هناك، واتذكر اللقاء معك في جامعة صنعاء،ثم اللقاء معك مرة اخرى في جامعة بغداد. اه ياصديقي الحبيب ورفيق مسيرتي. اني اتذكر اللقاءات اليومية معك ونقاشاتنا حول الادب الروسي ومراجعات ماكنا نكتبه حول هذا الادب وخلافاتنا بشانه، واتذكر كتابك الرائع حول "الكلاسيكيون الروس والادب العربي" واتذكر عنادك بشان ملاحظاتي واتذكر انك اخذت بها اخيرا واتذكر خصامنا حول كتاب تاريخ الادب الروسي في القرن التاسع عشر مع الدكتورة حياة شرارة واتذكر اراء د.حياة بشان ترقيتك العلمية واتذكر زعلك عليها واتذكر موقفي من كل ذلك واتذكر مكتبتنا حول الادب الروسي التي سمعت انك اهديتها قبل فترة قصيرة الى قسمنا واتذكر اخلاصك وحرصك وتشاؤمك ويأسك والصعوبات الرهيبة لحياتك واحلامك وضغط عراقنا المرير عليك واتذكر هروبك من الحياة العراقية وهروبك حتى من نفسك واتذكر كتابك عن غوغول وقد اشرت اليه في مقالتي الاخيرة حول غوغول في جريدة المدى (اب 2009) هل اطلعت عليه ياعزيزي ابو بشار الورد؟ اعرف اني لن استلم جوابا عن هذا السؤال واتذكر اهداءك لي للجزء الثاني من كتاب تاريخ الادب الروسي في القرن التاسع عشر والذي كتبت عليه بخطك الجميل الى ضياء مع تحيات موسكو وجامعتها. واتذكر اللقاء الاخير معك في بغداد عندما سالتك عام 2006 هل توافق يامحمد على ان تعمل معي في مركز الدراسات العراقية الروسية في جامعة فارونش فاجبتني بثقة مطلقة نعم ياضياء.لقد قررنا قبل عدة اشهر ان ننشر في مركز الدراسات العراقية الروسية في جامعة فارونش بعض اطاريح الطلبة العراقيين في روسيا وكنت انت ضمن تلك الاسماء وقد سجلت امام اسمك ملاحظة: يجب الاتصال بمحمد يونس وطلب السماح منه لنشر اطروحته الموسومة "تولستوي والادب العربي" التي ناقشتها في جامعة موسكو في السبعينيات وانت الان ياحبيبي لن تستطيع ان تجيب عن هذا السؤال وانا- بحكم الميانة معك –ساجيب بدلا عنك واقول نعم وانا متاكد من انك توافقني. سنقوم بنشر تلك الاطروحة المهمة وسنقدمها هديه الى ام بشار العزيزة والى وصفي وجميلة وبشار وعمار وسهاد وحسين لنقول لهم ان اباهم الاستاذ الدكتور محمد يونس جبر الساعدي كان عراقيا عملاقا في مجال البحث العلمي وانه جدير بان يخلد اسمه في تاريخ الفكر العراقي المعاصر. ياعزيزي محمد اريد ان اكتب اشياء كثيرة عنك ولكني لااستطيع الان لان دموعي تعرقل الكتابة، سامحني ياعزيزي واعدك بأن اكتب عنك مستقبلا عندما تجف دموعي ولا ادري متى ستجف دموعي بسبب رحيلك هذا، ولكني اعدك بأن اكتب عنك باحثا مبدعا وابنا مخلصا لعراقنا الحبيب.
أ.د. محمد يونس.. وداعا يا أبا بشار
نشر في: 9 أكتوبر, 2009: 04:49 م
جميع التعليقات 1
يوسف الدليمي
بكل اسى وحزن تلقينانبأ رحيل استاذنا الفاضل الدكتور محمد يونس الذي كان مثالا للاب الحنون وذو شخصيةهادئة ولم نسمع منه الا مايزيدنا حبا لمحاظراته .نستودعك الله يا ابا بشار والى جنان الخلد بأذن الله .