جلال العتابي من ملامح بغداد الآن، كثرة أعداد المولدات بشقيها الحكومي والاهلي، وتنتشر بطريقة عنكبوتية، من اشد المناطق فقراًً, الى ارقاها عمراناً. لا يعني ان بغداد كانت قبل الان غير ذلك، لكنها الان ملفته للنظر، شيء يملؤها صخبا ًوضجيجا ًوضوضاءً( تشنف) الأذان له.
بين مولدة واخرى مسافة تقاس بالامتار، وجميعها بلا مداخن، ولا فلاتر، ولا انظمة اطفاء مبكر، ولا نظام اطفاء الحرائق، وتفتقر الى اشترطات السلامة واكثرها غير مجاز رسميا ً.هذه المولدات تسبب ازعاجا ًليليا ًيلوث الاسماع، وينتج عنه توتر عصبي والآم في الرأس، وفقدان التركيز الذهني وامراض القلب والدورة الدموية. وتؤكد الابحاث العلمية، ان الانسان يصاب بأمراض كثيرة نتيجة التلوث السمعي ، حتى وان كان نائما ً.وتشير هذه الابحاث الى ان معدل الاصابة بالنوبات القلبية تسجل معدلا قدره 20 بالمئة مقارنة بضجيج المولدات . وبالرغم من عدم وجود رقم حقيقي لنسبة الضوضاء والتلوث الناجم عن المولدات في بغداد والمحافظات، لكن نسبة الازعاج وفترة العمل الطويلة تلقي بظلالها على صحة الناس، لترتفع نسبة التوتر والعصبية.وما يزيد من ضجيج المولدات منغصات الحياة اليومية، بعد نهار من التعب ،و ما ان يحل المساء حتى يصاحبه ضجيج من نوع اخر يسمى "الضجيج الاجتماعي"، يبدأ من نقص الخدمات الضرورية من ماء وكهرباء ومجارٍ وبطالة وفساد مالي، القائمة تطول حتى تصل الى الازمات السياسية، والانتخابات. احد الاصدقاء قال لي : إن الضوضاء ليس بالامر السيء طوال الوقت ولكن لها فوائد ايضا فمثلا : اذا كان بيتكم قريبا من مولدة الحي وهي "تجعر" ولا تريد سماعها فاستخدم  "نافورة"  ينبعث منها صوت الماء الرقراق وسوف تنسى صوت المولدة . واضاف بحسرة لم افهمها : ان اصوات المكيفات تكون مفيدة احيانا ً اذا كنت تعمل في مكتب مزدحم بالموظفين ، ولا تستطيع التركيز ، فصوت المكيف المزعج سيكون سمفونية عذبة بالمقارنة مع ثرثرة الموظفين . jalalhasaan@yahoo.com