القدس / الوكالات تعهد جورج ميتشل المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط بمواصلة جهود بلاده الهادفة إلى إحياء مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية في أقرب وقت. وقد أجرى ميتشل محادثات في إسرائيل مع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان والرئيس شيمون بيريز ووزير الدفاع إيهود باراك.
وقال ميتشل في تصريحات بتل أبيب إن بلاده تبقى ملتزمة وواثقة من إمكانية تحقيق السلام الشامل.وأوضح المبعوث أن الرئيس باراك أوباما يعتقد بأنه لا بديل عن استئناف المفاوضات المعلقة منذ نحو عشرة أشهر إذا كانت دول المنطقة تريد تحقيق سلام شامل.واكد أيضا أن واشنطن تدرك الصعوبات والتعقيدات التي تواجهها.وتتزامن جولة ميتشل مع تصاعد التوتر في القدس الشرقية التي شهدت خلال هذا الأسبوع مصادمات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.كما احتدم الجدل بشأن مناقشة تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة حيث تعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لانتقادات شديدة إثر موافقته على إرجاء مناقشة التقرير حتى مارس/آذار المقبل.وكان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان قد أعرب عن اعتقاده بأن الملف الفلسطيني الإسرائيلي لن يسوى على مدى الأعوام القادمة. واستبق ليبرمان اجتماعه مع ميتشل بالقول أن هناك قضايا لم تجد طريقها إلى الحل أبدا، وبات على أطرافها أن يتعايشوا مع الوضع القائم.وقال ليبرمان خلال مقابلة له مع اذاعة الجيش الاسرائيلي ان "كل من يقول ان هناك امكانية للتوصل الى اتفاقية سلام شاملة يتم في اطارها انهاء الصراع لا يدرك الواقع وينشر الاوهام وفي النهاية يجرنا الى خيبة امل والمواجهة الشاملة".وقال ليبرمان انه سيبلغ المبعوث الامريكي بأن هناك صراعات لم تجد حلولا شاملة، لكن الناس تأقلمت وتعايشت معها مثل الاوضاع في جزيرة قبرص المقسمة بين الاتراك وسكان الجزيرة القبارصة اليونانيين.واضاف "علينا ان نكون واقعيين، نحن لن نتمكن من التوصل الى اتفاق حول القضايا الرئيسية مثل القدس وحق العودة، وما علينا ان نحققه هو الوصول الى اتفاق بعيد الامد، وتأجيل المسائل الشائكة الى وقت لاحق"."علينا ان نكون واقعيين، نحن لن نتمكن من التوصل الى اتفاق حول القضايا الرئيسية مثل القدس وحق العودة، وما علينا ان نحققه هو الوصول الى اتفاق بعيد الامد، وتأجيل المسائل الشائكة الى وقت لاحق." ويجري ميتشيل بعد ذلك مباحثات مماثلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدد من المسؤولين الفلسطينيين البارزين.وكانت جولة ميتشل التي انتهت في الثامن عشر من الشهر الماضي قد فشلت في التوصل الى نتائج ملموسة، مع تمسك الاسرائيليين والفلسطينيين بمواقفهما المتعارضة بشأن المستوطنات اليهودية.وكان عباس قد طالب خلال آخر اجتماع مع ميتشل تجميدا كاملا للتوسع الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، واعتبره شرطا لاستئناف المفاوضات بين الجانبين.الا ان نتنياهو استبعد ايقاف الاعمال الانشائية في القدس الشرقية، وقال انه يريد للمستوطنات في الضفة الغربية ايضا ان تتمكن من النمو لكي تستطيع استيعاب التوسع في عائلات المستوطنين الحاليين.وقد حذر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، في تصريحات لصحيفة هاآرتس نشرت الجمعة، من ان عدم تحقيق تقدم في حل هذا الصراع سيعيد المنطقة الى الظلام مجددا.من جهة اخرى وضعت الشرطة الاسرائيلية امس الجمعة في "حالة تأهب متقدمة" لمواجهة احتمال حدوث صدامات في القدس الشرقية والبلدات العربية الاسرائيلية بعد دعوات الى التظاهر والاضراب للدفاع عن الحرم القدسي.وقال مسؤول كبير في الشرطة للاذاعة الاسرائيلية العامة ان "قوات الشرطة وضعت في حالة تأهب متقدمة جدا لحفظ النظام".واضاف "نشرنا آلاف الرجال في القدس وفي شمال اسرائيل بعد دعوات اطلقها المتطرفون".وللحد من امكانية حدوث اضطرابات في القدس، ابقت الشرطة على القيود المفروضة على دخول المسجد الاقصى، ولا تسمح بدخوله سوى للمسلمين الذين تجاوزوا الخمسين من العمر من عرب اسرائيليين او مقيمين في الشطر الشرقي من المدينة الذي احتلته الدولة العبرية وضمته في حزيران 1967.
الشرطة الاسرائيلية في حالة تأهب
نشر في: 9 أكتوبر, 2009: 06:33 م