اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > احتفــــاءً بـ (زهــــور حســـــين)

احتفــــاءً بـ (زهــــور حســـــين)

نشر في: 9 أكتوبر, 2009: 07:21 م

كتابة/ كاظم الجماسيتصوير/سعدالله الخالدياحتفاء بذكرى المطربة الكبيرة زهور حسين أقامت (المدى) بيت الثقافة والفنون أصبوحة كرنفالية أمس الجمعة في مقرها الكائن في شارع المتنبي... وقد شهدت قاعة الاحتفاء زخماً غير مسبوقٍ من الحضور من كلا الجنسين، وكان عدد الوقوف من جمهور الحاضرين اكبر باضعاف من عدد الجلوس.
افتتح الحفل بإنشاد عدد من الاغاني المتميزة للمطربة زهور حسين قامت بأدائها فرقة عشتار المكونة من المايسترو(جمال عبد العزيز) استاذ القانون في معهد الفنون الجميلة والعازفة على آلة السنطور الفنانة(هلا بسام) التي كانت مطربة الفرقة ايضاً، وعلى آلة القانون عزفت الفنانة(إيمان عدنان) رافقتهما على آلة الجوزة(هزار بسام)، بمصاحبة عازف الايقاع الفنان(ماجد حسين).. وقد صدحت مع غناء الفرقة أغنية زهور حسين  الخالدة (تفرحون أفرحلكم)حناجر جمهور الحاضرين، حتى تحولت اجواء الاحتفاء الى اجواء مهرجانية للفرح والمتعة..تلا ذلك الناقد الموسيقي عادل الهاشمي الذي ارتجل محاضرة جاء فيها:لقد آثرت ان أجيء اليكم بغير نص مكتوب، وانما اردت ان اتحدث اليكم مباشرة حديث القلب للقلب. ان زهور حسين اسم فني صادق أخذ مكانته في عالم الثقافة الموسيقية العراقية بجدارة.وهي صوت ينتمي الى القسم الثالث من اقسام الغناء العراقي التي تمثل قسمها الاول بالاصوات الريفية الممزوجة بالغناء البدوي ومثلت هذا القسم خير تمثيل سورية حسين وريم وحمدية صالح وغيرهن من المطربات العراقيات.اما القسم الثاني من اقسام الغناء العراقي فهو الاصوات الغنائية المدينية التي استلهمت تراث المدينة قديمه ومعاصره، وامتازت بطرائقها الخاصة بالاداء الشفاف الراقي لغناء يأخذ بلب المستمعين وبنحو مهذب عالي الذائقة، ومثلت هذا القسم من الغناء اصوات سلسلة من المطربات القديرات ابتداءً بسليمة مراد وانتهاءً بالصوت المميز والكبير لمائدة نزهت.فيما امتاز القسم الثالث الذي نسميه الغناء التمازجي بالتزاوج بين ذائقتين ذائقة الريف المنبعثة من نقاء الطبيعة وصفاء القلوب وذائقة المدينة المنبعثة من ثقافات ارتقت بوعي الانسان وتلقيه وحساسيته الخاصة، كما امتاز هذا القسم من الغناء العراقي بما نسميه بالترجيعات الادائية التي انضجت الطرب التجاوبي، وهو نوع من الطرب المميز في حقيقيته وصدقه.وقد اشتهرت بهذا القسم من الغناء زهور حسين ولميعة توفيق ووحيدة خليل.كان صوت زهور حسين ينطلق حلقياً، أي أن له ميزة الامتداد والقوة والاقتدار، وذلك عائد الى التكسيرات الغرائزية، وعرف عنها أنها تقطّع الغناء المشوب بالعجمة.وأوضح الناقد الهاشمي ان مصطلح العجمة في الصوت عائد الى تيارات متضاربة ذوقية وغنائية في البيئة الكربلائية التي انطلقت منها الردات الحسينية والتي كان لها ابلغ التأثير في حيثيات الغناء العراقي بنحو عام وغناء زهور حسين بنحو خاص، التي كانت تشعر بغيرة كبيرة حين يظهر أي صوت يمكن له ان ينافس صوتها في الحضور على الساحة الغنائية، وقد اجتهدت في الاعتماد على تعدد الملحنين وانتقاء اكفأهم وقد غنت مثلاً لعلاء كامل ورضا علي وناظم نعيم ومحمد عبد المحسن وعباس جميل وسواهم من الملحنين، فضلاً عن انها غنت لعدد من الملحنين العرب.وأكد الهاشمي ان زمن ظهور زهور حسين كمطربة ذات شأن في الساحة الغنائية النسوية كان في عام 1948، العام الذي تزامن فيه ظهور المطربة الكبيرة لميعة توفيق، وقد اشتهرت كلتاهما بالمقامات الارتجالية وهي لون من المقامات تظهر فيه قوة الخزين الفني والموهبي الذي يصنع قوة الحضور في الساحة الغنائية النسوية العراقية.rnويعد صوت زهور حسين صوت (ميزو سوبرانو) وهو القسم الثاني الذي يأتي دون (السوبرانو)، وقد استطاعت ان تحلق الى درجات تقترب من الجوابات العالية، كما ان تأثيرها تعدى جغرافيا السماع العراقي الى جغرافيا السماع الخليجي ثم جغرافيا السماع التركي وقد كان لها تأثير واضح وساحق على مجموعة كبيرة من الاصوات الخليجية والتركية والايرانية ايضا.وختم الناقد الهاشمي محاضرته المرتجلة باسفه لهبوط مستوى وزخم صوت زهور حسين في اخريات أيامها، أذ أخذ منها السهر وما يتبعه الكثير من صحتها... وفي كل الاحوال ان الحديث عن زهور حديث طويل ومتشعب ولا يمكن لنا إيفاؤه حقه في هذه العجالة، ولكن نستشهد بكلام الله العزيز (فاما الزبد فيذهب جفاء، واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض).وبعد ان انهى الناقد الهاشمي محاضرته فتح باب المداخلات وقد أجاب عن عدد من تساؤلات الجمهور عن ضعف الاهتمام بها وبغيرها من المطربات من قبل المؤسسات التعليمية والثقافية وعن هل سيظل الاستماع الى صوت زهور يكتسب ذات القيمة على الرغم من اختلاف الزمن؟ وكانت ردود الهاشمي تصب في انحيازه الكامل للتجربة الثرة التي شكلت ارثا موسيقياً راقياً للذاكرة الثقافية العراقية لا يمكن للزمن محوه او التقليل من قيمته.تلا ذلك غناء فرقة عشتار مرة اخرى عدداً من اغاني المحتفى بها زهور حسين، وقد خلق ذلك كرنفالاً حقيقياً اطرب جمهور الحضور وراح يغني وعلى إيقاع التصفيق يستمتع بإصبوحة مميزة حقاً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

على قاعة الجواهري.. ادباء العراق يؤبنون الباحث التراثي الراحل باسم حمودي

بيت المدى ومعهد "غوتة" يستذكران عالم الاجتماع د.علي الوردي

تقرير: "تهيج العين" قد يكون من أعراض الإصابة بالسرطان

مهمة في واتسآب بأجهزة أندرويد

ملتقى الأطفال.. مساحة ثقافية تحتضن صغار الموصل لتنمية عقولهم

مقالات ذات صلة

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

متابعة/ المدى جاء العراق في المرتبة الثانية بعد مصر، باستيراد الشاي الهندي خلال الربع الاول من العام الحالي. ووفقاً لوزارة التجارة الهندية، فقد شهدت صادرات البلاد من الشاي ارتفاعاً ملحوظاً في الأشهر الأربعة الأولى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram