بسم الله الرحمن الرحيمالسادة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهيصادف اليوم العاشر من تشرين الأول ذكرى يوم الصحة النفسية العالمي ، ويسر مؤسسة المدى الثقافية أن تشارككم في هذه المناسبة وتلتقيكم عبر كلمات من المحبة والأمل بأن تكونوا جميعاً منبراً حراً لمعاينة واقع حال هذه المؤسسة التي تهتم بالصحة النفسية للفرد العراقي ؛ وتقدموا العون لها عبر الرأي الصريح والمعالجة النافذة لكل المشكلات التي تعترضها ..
وكعادتها كانت وما زالت مؤسسة ( المدى ) للإعلام والثقافة والفنون وستبقى عيناً  جديّة راصدة  وفاعلة لكل نشاطٍ إنساني يتوخى تحفيز الجميع لتقديم عطاءاتهم في وطنٍ يزدهر هو الآخر بوجودكم كفاعلين حقيقيين لتنمية الحس الوطني والإجتماعي والصحي لشريحة من شرائح المجتمع التي تعاني من وضع معروف قد يكون صعباً في بعض الحالات التي تعرفونها.ولم تكن "المدى" بعيدة عن أي مشروع  اجتماعي أو أية مناسبة انسانية تتيح للمواطن العراقي أن يكون في مستوى يليق به ويحفزه الى الكثير من العطاءات الإيجابية في المجتمع العراقي الجديد وهو يتحول نحو الحياة الديموقراطية الواعدة بنتائجها ، وإزاحة كابوس الحروب التي أرهقت العراقيين عبر أكثر من ثلاثة عقود ، وأدّت الى ما أدّت إليه من نتائج مشخّصة ليس أقلها الضغط النفسي الذي ضغط على المجتمع العراقي وأفرز ظروفاً غير لائقة بالمواطن العراقي في كثير من حالاته.وفي هذا اليوم بالذات وفي نهارها الثامن عشر تكون ( المدى )  بينكم حلقة من حلقات التواصل في الفعل الإنساني الراقي الذي يمثل نزعة حقيقية وسامية  لمعاينة الوضع الصحي والنفسي والإنساني الذي تعاني منه شريحة من شرائح المجتمع العراقي في مستشفى الرشاد التعليمي، وهذا اليوم الذي يُعَدُّ بمثابة يوم للتوعية والتثقيف والاهتمام بهذا الجانب الهام من حياتنا ولما تشكله الصحة النفسية من أهمية  بالغة في تمتع الإنسان بالصحة الجسدية  والعقلية العامة وسعادته وقيامة بدوره الاجتماعي والإنساني في أسرته ومجتمعه  ومن ثم بمحيطه الخارجي.وتهدف مؤسسة "المدى" الثقافية من وراء هذه المشاركة وفي هذا اليوم  العالمي ؛ عبر حضورها الكلي لمشاركة مواطنيها همومهم والصعوبات التي تحيط بواقعهم اليومي من خلال نافذة مستشفى الرشاد الذي يقدم الكثير من التسهيلات الصحية والطبية والنفسية والرعاية والإحتواء الإنساني لنزلائه . كما تهدف الى  المشاركة الثقافية والإنسانية ، وهي تخطو معكم  في هذا اللقاء السنوي ، في محاولة  زرع الأمل في نفوس الكثيرين  الذين  ثلمت الظروف السلبية والحروب  السابقة من انسانيتهم الشيء الكثير ، وهو من أهداف طموحاتنا كمؤسسة تُعنى بالإنسان وتعتبره من أعلى القيم الجمالية في المجتمعات والأوطان . ولا شك أن نزلاء مستشفى الرشاد هم من صلب اهتماماتنا الإنسانية والإجتماعية والثقافية ..نتمنى أن يحظى هذا اللقاء باهتمام مَن له  يد ٌ في احتواء هذه المشاعر الإنسانية المغيَّبَة تحت وطأة الظروف النفسية المختلفة ، ونتمنى أن تساهم منظمات المجتمع المدني والدولة والمؤسسات الحكومية  والصحية بمشروع عراقي ينهض بمؤسسة كبيرة لإعادة تأهيل المرضى النفسيين وإحتوائهم وتقديم العون الكبير لهم ، بالرعاية والإحتضان والتوجيه والتثقيف ، وهذا ليس بعيداً لو تظافرت  كل الجهود من أجل مجتمع عراقي جديد يتساوى الجميع في حاضنته الإنسانية الكبيرة ...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهمؤسسة " المدى " للإعلام والثقافة والفنون