عفاف عبد الرحمنخالد ناجي.. شيخ الجراحين العراقيين من الاطباء المرموقين عندنا، وفي معظم بلدان العالم حقق خلال سيرته الطبية التي تجاوزت النصف قرن، انجازات عظيمة، واحدة منها.. انه منع من دخول بريطانيا ليتخصص فيها طبيبا، فدخلها استاذا محاضرا في اكثـر جامعاتها..
اكتشف احد انواع السرطانات، فسجل باسم طبيب انجليزي، لكنه ظل صاحب ابتكار (طريقة بغداد) لمعالجة الحروق فسجلت باسمه عالميا..ابتكر ايضا نظرية فلسفية (انت ليس موجودا يظل فكرك موجودا) فتجاوز بذلك نظرية سارتر في هذا المجال..!كان وراء مشروع العيادة الشعبية التي مهد لتأميم الطب في العراق، وعالج القبانجي رائد المقام العراقي من السرطان وشفي منه دون ان يدري! حين زرناه كان طبيعيا معنا باستثناء اختفاء زهرته البيضاء ظلت تعانق جيب سترته العليا منذ عشرات السنين فاختفت للمرة الاولى اذ كان بلا سترة وهو يتحدث الينا عن شتى المجالات.*لماذا اخترت الطب مجالا لدراستك؟-اخي الدكتور اسماعيل ناجي كان قد دخل كلية الطب قبلي بست سنوات، وفي البيت وجدت امامي هيكلا عظميا كاملا يتدرب عليه اخي سابقا كان طالب الطبية عنده كل الصلاحيات لامتلاك هيكل عظمي بـ(750) فلسا الى جانب صورة تشريحية كان يقرأها اسماعيل، وانا العب بها، حين يأتي البعض من اصدقائه الى البيت كنت اجالسهم.. وكان هناك شخص في المحلة يذهب بالغداء لاسماعيل في الكلية، وفي يوم لم يأت هذا الشخص فاخذت الغداء للكلية الطبية.. وبعد الغداء اخذني اخي الى غرفة التشريح فرأيت الموتى والطلاب يقومون بتشريحهم وهنا ولدت عندي فكرة ان الميت (غير نجس) فانا كطفل رأيت الجثة في (الفورمالين)..وعندما كبرت.. كانت هوايتي الزراعة، لكني دخلت الطبية سنة 38- 39 وكنا نذهب انا واخي ونركب (عربانة) من رأس القرية بـ(14) فلسا و(نكشخ) والناس تلاحظنا فتقول (انظروا ابناء الحجي ناجي، ماشاء الله دكاترة) والحاج ناجي هو والدي رحمه الله..طالب متميز..*من هم الطلاب الذين عاصرتهم؟-دورتنا ضمت (56) طالبا وتخرجنا (23) وبالاحرى (13) لان العشرة البقية كانوا ممن فشلوا في اداء الامتحانات لسنين سابقة،، ومن جملة الطلاب زملائي.. يوسف عقراوي ، علي غالب، حسين عبدالعزيز، وغيرهم..*وكيف كان المستوى العلمي؟-اذا قارناه الان نجده صفرا على اليسار، وعلى هذا لابد من ذكر ان معظم اساتذتنا، ومع الاسف اقولها لكم (انجليز) وكانوا يحتضنوننا كاولادهم، مثلا عندما يحين العصر، يأتي الاستاذ مع زوجته، التي تجلب معها قطع الحلوى (الكيك) اتذكر مرة، اني كنت عند مكتبة (مكنزي) اشتري بعض الكتب، فرأيت استاذ الجراحة والتشريح، قال: ماذا تفعل هنا خالد: قلت اشتري كتابا، فسألني اين السكن، ثم اردف تعال لاعرفك على زوجتي وعمري انذاك لايتجاوز السابعة عشرة فاخذني الى بيته في العلوية، وجلسنا وشربنا الشاي مع الحليب وعرفني على زوجته، وقال لها هذا طالب متميز.. فتعلمنا منه ومن غيره الرابطة التي تربط الطالب باستاذه وبعد تخرجي اذكر عملت في مجالات طبية عدة حتى صرت استاذا في الكلية التي كنت طالبا فيها، وفي الصف اكثر من (300) طالب.. وهذا عدد كبير ولكني كنت اترك الربع ساعة الاخيرة للنقاش، وانا الاستاذ الوحيد الذي يخصص الوقت للنقاش.. فأسأل في تلك المحاضرة والتي قبلها،، وهنا يبدأ الاولاد بالتباهي امام البنات ويبدأ النقاش. لنصل الى نتيجة مرضية معا..تلاميذ خالد ناجي..*اين هم تلاميذ ناجي الان؟.0انهم يغطون معظم بلدان العالم تجدهم في اميركا، استراليا، واكثر الاقطار العربية اذكر اني دعيت لزيارة استراليا في مؤتمر طبي عقد في العاصمة سدني وكان عن الغدة الدرقية، وكنت استعد لالقاء محاضرة هناك بعد ان سمعوا بزراعة الغدة الدرقية في البطن، ونشر اسمي بشكل غير رسمي، فبعثت لي البطاقات من عراقيين واجانب يشيدون فيها ببراعتي في هذا الابتكار الطبي ويعربون عن حبهم لي..*بماذا تنصح تلاميذك؟.-كنت اجمع طلابي، فأقول لهم اريد من كل واحد منكم ان يصير فرعونا.. فعندما مات فرعون دفن زوجته وامواله وخدمه، وكل شيء معه حتى لايأسف على شيء تركه وراءه وعليه فعلى كل واحد منكم ان يجمع كل مايحصل عليه من علم تجميعه وتركيزه ويضعه في عقله، لان العقل هو الاساس وعندما تموت لاتكون خسرانا!.اعطيكم مثالا: فانا اسافر كل سنة لاقضي ستة اسابيع في بلد ما،، الحكومة تعطيني (300) ثلاثمائة دينار، قسما بالله العظيم ولاسنة من السنين اخذت اكثر من هذا المبلغ، وارجع ومعي بعض الهدايا وانا معتز، لاني ارى كويتيا ومعه 3 ملايين، ولكن الفتاة الجالسة معه تتركني لتأتي معه.. فالمرأة الاجنبية والعراقية اليوم لاتجذبها الا بعقلك، ليس بشكلك ولا باموالك..شوق وعمل..سابقا كان الطلاب يدرسون ويكدون ليعملوا بعد التخرج مع خالد ناجي، واذا عملوا معي، عندما يذهبون الى انكلترا للحصول على التخصص يعبرون الامتحان بمجرد ذكر اسمي باني كنت ادرسهم، علما ان الانجليز رفضوا قبولي في كلياتهم للتخصص فيها اثناء شبابي،، والاسباب كثيرة ذكرتها سابقا،، طبعا اضافة الى ان الكلية الطبية العراقية معترف بها في بريطانيا منذ عام 1948.. وبعد سنتين من الدراسة يأخذ الاختصاص.. ومما يفيد الطلاب هو التقارير التي تؤكد رأي اساتذة الطالب
شيخ الجراحين العراقيين د.خالد ناجي
نشر في: 11 أكتوبر, 2009: 05:07 م