عبدالله السكوتيطرق الباب عدة طرقات هرعت لافتح الباب واذا به(حميّد الفهد)يحمل صحيفة الحياة،استقبلته بحفاوة بالغة ورحبت به ترحيباً حاراً،قال لي وهو يبتسم(اكلك هم سمعت بقصة البعير اللي اكل بعير).اجبته انني متشوق لسماع حكاياتك المعبرة فقال :ان اعرابياً جاء من قريته الى المدينة كي يبيع ما لديه من بضاعة محملة على بعيرين،
وعندما باع البضاعة مع بعير واحد،وضع كيس المال بالقرب من البعير الثاني وذهب الى قضاء امر من اموره،ثم عاد ليجد ان البعير التهم الكيس مع النقود،فعاد الى قريته يجر اذيال الخيبة وعندما سئل عن البعير الآخر قال (بعير اكل بعير)ثم اردف بيتاً من الابوذيه:جمل يلراح من عدنا جملنا وصدك ضايع وي الوادم جملنااكل ربعه ولا قصر جملناويريد أنّوب يكَضي الوطر بيّهبعدها فرش(احميّد الفهد)جريدة الحياة وقال انظر هناك مساومات لاختيار تسلسل الشخصيات المرشحة في كل قائمة،ويؤكد مطلعون ان اموالاً طائلة تدفع لمقربين من زعماء قوائم اساسية لتقديم اسماء المرشحين اوتأخيرها،بصرف النظر عن كون القائمة مفتوحة ام مغلقة وبالمقابل يشترط زعماء القوائم على المرشحين الجدد كتابة تعهدات وايصالات مالية آجلة الدفع تضمن حصول الحزب على نسبة من مرتب النائب في حال فوزه.وسحب حسرة طويلة وهو يردد ان سياسيين كشفوا عن تفاصيل الاستعدادات الجارية لادارة الحملات الانتخابية وتكلموا عن صفقات بارقام خيالية عقدت مع شركات صينية واخرى من جنوب شرقي آسيا ومطابع لتوفير مستلزمات الحملات التي تبدأ باقلام تحمل صور الزعماء وارقام قوائمهم ولا تنتهي بالاغطية والملابس الشتوية التي تحمل رموز القوائم وانما تستمر لتشمل البالونات وجداريات ضوئية يتوقع ان لا تترك جداراً دون الوصول اليه.فسألته وما الضير فهي دعاية انتخابية فقال: لا نمانع ولكن هذه الاموال التي تدفع الم يكن الشعب العراقي اجدر بها من الخارج،يطبعون المناهج الدراسية خارج العراق ودعاياتهم خارج العراق فليرشحوا لانتخابات تجري خارج العراق ايضاً.ضحكت وعدت به الى (قصة البعير) فقال أتعلم ان مليون ناخب من(19) مليوناً حدث سجله الانتخابي؟،ما يعني ان الدعايات الانتخابية والاموال التي صرفت ستكون هواء في شبك.هنا انتفضت ضده وقلت له يجب ان يذهب الشعب الى الانتخابات وان لاتعطله اساليب المرشحين،ففي هذه الحالة ستسرق الأصوات وفعلاً يصبح الامر في غاية الصعوبة العملية الانتخابية يجب ان تسير حتى وان تأملنا ان تكون الانتخابات ما بعد الاتية،اكثر صدقاً ونزاهة من المقبلة،يجب ان يقول الشعب كلمته.فوافقني الرأي وقال انا لا ادعو الى مقاطعة الانتخابات فالعملية الديمقراطية يجب ان ترى الحياة حتى ان دفع البعض (20)ملياراً لاجهاضها وافشال مرحلتها المهمة ، الانتخابات البرلمانية.وضحك (احميّد الفهد) وقال: ماذا تقول للاجيال الآتية عندما يقولون اين ذهبت الاموال الطائلة والموازنات الانفجارية،هل سيقنعون حين تقول ان بعيراً اكل بعيراً ورجع الرجل مقتنعاً بقسمته التي حفظت له البعير الثاني حتى وان اكل البعير الاول،واكثر ما يقولون في هكذا مناسبات (لا تدير بال البكه براس البعير .... !).
هواء في شبك :(بعير أكل بعير)
نشر في: 12 أكتوبر, 2009: 08:03 م