اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > تراجع الهجمات يتيح للعراقيين خيارات وأساليب حياة جديدة

تراجع الهجمات يتيح للعراقيين خيارات وأساليب حياة جديدة

نشر في: 13 أكتوبر, 2009: 07:03 م

بغداد/ رويترزحلمت أفياء شاكر كثيرا بقيادة سيارة في شوارع العاصمة بغداد، لكنها لم تكن تملك المال اللازم لشراء سيارة في ظل نظام صدام كما انها عانت بعد سقوط النظام من مصاعب اخرى في قيادة السيارة برغم من امكانياتها المادية الجيدة لشراء السيارة،
 ويعود سبب ذلك الى الاوضاع الامنية الصعبة وسيطرة المليشيات والجماعات المسلحة الاخرى التي وضعت محددات امام المرأة في قيادتها السيارة.وتقود أفياء، البالغة من العمر 35 عاما، سيارة الان في بغداد الامر الذي يشير الى تغير المعايير الاجتماعية سريعا في بلد تخلص لتوه من سنوات من الحرب الطائفية ويمشي بخطى مترددة نحو تخفيف سطوة الافكار الدينية المتطرفة التي ظهرت بعد حرب عام 2003.واشتهر المجتمع العراقي في ستينات وسبعينات القرن الماضي بأنه أحد المجتمعات الاكثر تفتحا في الشرق الاوسط لكنه تحول ببطء ليصبح محافظا بشكل أكبر خلال سنوات الحرب والعقوبات الدولية وهو اتجاه تسارعت وتيرته بعد عام 2003 مع ظهور الانقسامات السياسية.وكانت النساء لا يغادرن المنزل دون الحجاب أيام الاقتتال الطائفي الدامي في عامي 2006 و2007 كما كان الشبان يفكرون كثيرا قبل أن يلتقوا الشابات في الشارع. وقال جمال وهو حارس أمن كان يعمل بالقرب من مكان لانتظار السيارات في بغداد كان يشتهر بأنه ملتقى الاحبة «عندما نشطت الميليشيات المسلحة وتنامى العنف الطائفي ... أصبحت غالبية الناس تتبنى فجأة فكرا دينيا انعكس على الملبس والمظهر وحتى السلوك.»وأضاف «وعندما تحسن الوضع الامني واختفت الميليشيات استجاب الناس أيضا لهذه التغييرات.»وتراجع العنف بشكل كبير في العراق منذ عام 2008 وانعكس هذا الامر على مظهر الشباب العراقي الذي انتشر بينه ارتداء السراويل الجينز والقمصان الضيقة وخلع الشابات للحجاب واتباع أساليب جديدة.وقالت هناء ادوار رئيسة جمعية الامل العراقية المعنية بالحقوق «شهدنا تغييرا كبيرا عند الشباب في التخلي (عن قواعد صارمة فرضتها قوى دينية) . لكن العراق ذا الاغلبية المسلمة لا يزال يكافح للاجابة على أسئلة حول دور الدين في السياسة ومدى الحريات الشخصية في مجتمع مسلم ومكانة المرأة في ثقافة يسيطر عليها الرجال علنا.وقد تكون الانتخابات العامة التي يشهدها العراق في كانون الثاني ويقف فيها رئيس الوزراء نوري المالكي في مواجهة المنافسين، لحظة حاسمة في هذا الصدد.وقال حسين محمد وهو طالب جامعي يدرس الاقتصاد انه ليس بحاجة لاطالة لحيته أو قص شعره الطويل وأضاف «لا يوجد ما يعيب مظهري فهو موضة وأنا أحبها». ويتمنى البعض أن يؤدي المزيد من الحرية الى ابعاد الشباب عن المقاتلين في بلد لا يزال يعاني من العنف. وتقول الشرطة ان هناك زيادة في البغاء ووجود المخمورين في شوارع العاصمة كما عادت للظهور بقوة الملاهي الليلية التي يقدم الكثير منها الخمر والرقص.وقال ضابط بارز في الشرطة «الترفيه أحد الاليات التي من الممكن أن نستخدمها لابعاد الشباب عن الارهابيين والجماعات المسلحة». وقال ضابط اخر «تتبع الحكومة سياسة جديدة الان، فأي شخص يريد الذهاب للمسجد فليذهب وأي شخص يريد الذهاب الى الملهى الليلي فليذهب.»وعلى الرغم من تراجع العنف فان الهجمات المميتة لا تزال روتينا في بلد به ثالث أكبر مخزونات للنفط الخام في العالم ويخشى محللون من أن يشهد المزيد من المذابح قبل انتخابات كانون الاول. ويحاول المالكي الذي تأسس حزب الدعوة الذي ينتمي اليه بهدف تعزيز دور الاسلام في السياسة اظهار نفسه في صورة جديدة لشخصية وطنية غير طائفية وبامكانها تلبية المطالب الاساسية للعراقيين مثل الامن والكهرباء لكن الكثيرين يشككون في هذا الامر. ويصف خالد المحمدي وهو أستاذ في علم الاجتماع «الفقاعة الدينية» التي شهدها العراق في السنوات القليلة الماضية بأنها مرحلة أخرى من التغييرات الاجتماعية الدائمة التي تطرأ على هذا البلد مثل اطالة اللحى وارتداء الملابس السوداء بعد عام 2003. وقال ان العراقيين كانوا يقلدون الجيش أيام صدام وأضاف ان «هذه موضات».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

متابعة/ المدىما يزال قانون الاستثمار يلوح في الأفق، وسط حديث عن تسهيلات حكومية لتطوير وتقوية قطاع الاستثمار، إذ ظهرت بوادر نيابية لتوجه البيت التشريعي نحو إجراء تعديلات على قانون الاستثمار من أجل مواكبة الحاجة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram