اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > المـدى تحيي الذكرى السابعة والعشرين للشاعر حسين مردان

المـدى تحيي الذكرى السابعة والعشرين للشاعر حسين مردان

نشر في: 16 أكتوبر, 2009: 07:05 م

كتابة/ كاظم الجماسيتصوير/مهدي الخالديضمن منهاجها الاسبوعي المتميز اقامت (المدى) بيت الثقافة والفنون صباح امس (الجمعة) احتفالية كبيرة بالذكرى السابعة والعشرين لوفاة الشاعر العراقي المتمرد حسين مردان. وقد شهد بيت الثقافة والفنون في شارع المتنبي حشدا هائلا من جمهور المثقفين على اختلاف مشاربهم
 وقدم للاحتفالية الشاعر والناقد علي الفواز مستعرضا سيرة الراحل الذي ولد في عام 1927 وقضى صباه ومراهقته في بعقوبة نتيجة انتقال والده اليها من مدينة الحلة مسقط رأس الشاعر ويذكر الباحث باسم عبد الحميد حمودي ان الشاعر انتقل الى بغداد في عام 1946 وهو يحسب من جماعة الوقت الضائع الممثلة بالروائي والقاص عبد الملك نوري والرسام نزار سليم والقاص عدنان رؤوف.وعند وصوله بغداد لم يكن يحمل معه الا دراهم قليلة وكيسا فيه ملابسه الزائدة البسيطة، ورحب به هناك بقية الجماعة.. بلند الحيدري وجميل حمودي وضيفوه في الغرفة البائسة التي تقع فوق مقهى..يقول حسين مردان (فجأة قررت هجر المدرسة والمجيء الى بغداد.. كنت حينذاك في العشرين من عمري، كتلة نار وسيوف.. وتلقفني شارع الرشيد.. الفساتين الملونة والزجاج.. وقلت في نفسي..من هذا الرصيف الرمادي ستبدأ مسيرتي الصعبة نحو قمة الجبل.., كانت الدهشة تشدني من كل جانب حتى وصلت مقهى الزهاوي حيث يجلس محمد هادي الدفتري وخضر الطائي وعبد الرحمن البناء) ثم تمضي رحلة الالم والمعاناة والكفاح لنيل شرف الكلمة التي كان يوجهها حسين مردان ضد كل التابوات سواء كانت دينية أوايروسية او سياسية، الامر الذي دفع من اجله الكثير من التضحيات، ضنكا وعوزا، وتشردا وجوعا وسجنا وتعذيبا، واقصاء وتهميشا  غير ان ذلك كله لم يفت في عضده وانما زاده صلابة وتمسكا بمواقفه وتعميق تجربته الابداعية التي ما انفكت تتكرس وتتضح ملامحها من بين التجارب الكثيرة الحاشدة لابناء جيله...ثم قدم الناقد الفواز رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق الناقد فاضل ثامر وقد ارتجل ثامر محاضرة طويلة نسبيا عن الشاعر وعصره ومرحلة التجريب في زمنه اذ قال: عنصر فاعل في موجة الحداثة العراقية لقد اثارت شخصية حسين مردان عواصف عدة في الوسط الثقافي آنذاك، فهو المتمرد شعريا على الطبيعة المحافظة للمجتمع العراقي، وليس ادل على ذلك من مجموعته الشعرية الشهيرة (قصائد عارية) وهو الانسان المعارض على الدوام لكل اشكال الجمود والسلفية في الادب والحياة، حتى ان شخصيته اثرت بالروائي العراقي غائب طعمة فرمان فجعلها صوتا من (خمسة اصوات) روايته الشهيرة.كما ان شخصية مردان كانت حاضرة في العديد من الاعمال الدرامية وربما كانت مسرحية (عودة الغائب) للكاتب الدرامي الزميل علي حسين، واحدة من المسرحيات التي تناولت الغرابة والتمرد في شخصية حسين مردان وكذلك تناولها عددا من الاكاديميين والمسرحيين مثل الدكتور عقيل مهدي وغيره من الكتاب. ويعد مردان واحدا من الموجهين الاساسيين للموجة الحداثية مثلما كان مشاركا في معظم فعالياتها ونشاطاتها، وهو شاهد على العصر، ومبدع وثائر وحري بنا نحن المثقفين العراقيين ان نستذكر اسماء واعلام الثقافة العراقية من مثل الزهاوي والرصافي والشبيبيين، ويشكل هذا الاستذكار عقدا للصلة المنقطعة بين حاضر الثقافة العراقية وماضيها.. وادعو الى العودة الى الينابيع الاولى في بداية القرن الماضي.. حسين مردان بحاجة الى دراسة موسعة وخاصة، لقد كان متعدد المواهب وجميعنا نتذكر عموده الصحفي في مجلة (الف باء) الذي امتاز بالشفافية والجرأة، لا بد من الاشارة الى الجهد المشكور الذي قامت به دار الشؤون الثقافية بطبع ونشر اعماله الكاملة، كما يجب الاشارة الى ان مؤسسة المدى اشترت حقوق طبع اعماله مؤخرا كما سمعنا وهي مشكورة على ذلك.      قفازان فولاذيان لمواجهة الألم  وكانت للشاعر العراقي المغترب زاهر الجيزاني مداخلة طويلة نقتطف اهم ما جاء فيها: حين نقرأ في (قصائد عارية) مجموعة الشاعر الاولى سيطفح الى سطح وعينا تقابل محوري بين الذات والمرآة اللتين تمثلتا في الحياة التي عاشها والشعر الذي أنجزه، وهما صورتان مختلفتان، اذ ان الشعر لديه ليس تعبيراً فقط، انه فن مبطن بدعاوى واحالات معدة سلفاً لمجابهة محيط اجتماعي وايديولوجي مركب بدءاً على غياب العدالة، الامر الذي يعني حضور الظلم  وهذا ما كان يقوله حسين مردان في كل اشعاره.. كنت بالامس شاعراً عبقرياً طاهر اللحن وحيه الايمان ثم عاثت به صروف الليالي وصوت سفر حبه الاشجانوانطوى النور في الظلام وماجت صاخبات في عرقه الادران وأختفى ذلك الملاك وثــــــــا رت نزعات واستيقظ الشيطان من قصيدته (قصة شاعر) مجموعة قصائد عارية.  ويخطر لي، كلما قرأت قصائد الشاعر حسين مردان، ان في مرآة هذا الشعر ذاتا ليست متمردة على شبكة اليقين الراسخ، وهي  توزع المجتمع توزيعاً فيه من الفزع  اكثر مما فيه من الظلم، وذاتاً تتفكك في الهباء، في ايدي الهباء الاجتماعي والايديولوجي وليس الشاعر، الذي أقرأ ذاته في القصائد هي ذات الشاعر الذي يختبر حياته اليومية من خلال صلابته، وتع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

على قاعة الجواهري.. ادباء العراق يؤبنون الباحث التراثي الراحل باسم حمودي

بيت المدى ومعهد "غوتة" يستذكران عالم الاجتماع د.علي الوردي

تقرير: "تهيج العين" قد يكون من أعراض الإصابة بالسرطان

مهمة في واتسآب بأجهزة أندرويد

ملتقى الأطفال.. مساحة ثقافية تحتضن صغار الموصل لتنمية عقولهم

مقالات ذات صلة

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

متابعة/ المدى جاء العراق في المرتبة الثانية بعد مصر، باستيراد الشاي الهندي خلال الربع الاول من العام الحالي. ووفقاً لوزارة التجارة الهندية، فقد شهدت صادرات البلاد من الشاي ارتفاعاً ملحوظاً في الأشهر الأربعة الأولى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram