أربيل/ المدىاظهر مسح ميداني ان 776 كيلو مترا مربعا من أراضي إقليم كردستان مزروعة بالألغام الأرضية، وان هناك  3 آلاف و 24 منطقة مزروعة بالألغام قد تم تحديدها باعتبارها مناطق خطرة وان 14 ألفا و188 شخصا ذهبوا ضحية تلك الألغام، لكن عدد الضحايا قل بشكل واضح بعد عام 2006.
ويقول عمر علي نبي (35 عاما) الذي أصيب بانفجار ألغام 1995 بحسب (آكانيوز) "كنا فقراء ومعوزين ونضطر الى رفع الألغام لتامين قوت عوائلنا عبر استخراج المواد المعدنية الموجودة فيها، وفي ربيع عام 1995 انفجر لغم ارضي على احد ابناء عمومتي ففارق الحياة اثر ذلك، اما انا فأصبت بالعمى في كلتا عيني جراء ذلك الحادث". وبحسب المسح الميداني الذي أجرته منظمة قدامى المحاربين  في فيتنام الأميركية  VVAF خلال عامي 2004 و2006 في إقليم كردستان فان المساحة المزروعة والملوثة بالألغام تقدر بنحو 776 كيلو مترا مربعا والتي لايمكن الاستفادة منها إطلاقا، وقد حددت 3024 منطقة مزروعة بالألغام من بين تلك المساحات وصنفت على انها مناطق خطرة حيث فقد 14 الفا و188 شخصا حياتهم بسبب الألغام المزروعة فيها. ويقول حكيم صالح (24 عاما) وهو احد ضحايا الألغام من سكنة قرية شيناوه "في العام الماضي قمت انا ووالدي بتنظيف حديقة منزلنا، ومع ضربة فاس قوية وجهها ابي نحو الأرض دوى انفجار قوي أسفر عن مصرعه فورا وبترت ساقاي الاثنتان واحترق معظم اجزاء جسدي".وأضاف "هذه الألغام زرعت في منطقتنا اثناء الحرب العراقية الإيرانية رغم عدم حدوث اي معارك فيها بين الطرفين، لكن النظام السابق زرع الألغام فيها كي يحرم سكان المنطقة من الإفادة من أراضيهم مدى الحياة".ويؤكد آكو عزيز مدير التعليم والتوعية بمخاطر الألغام في المؤسسة العامة لشؤون الألغام ان 7 آلاف و609 أشخاص فقدوا حياتهم، فيما أصيب  6 الاف و579 شخصا بالعوق الشديد جراء الألغام الأرضية والذخائر الحربية من مخلفات الحرب العراقية – الإيرانية.وأشار عزيز الى ان 277 مواطنا لقوا حتفهم في قصبة حاجي عمران ضمن محافظة أربيل وأصيب 248 آخرون بالعوق، كما لقي 643 مدنيا حتفهم حتى عام 2006 في منطقة بالكايتي وأصيب 644 بالعوق. ومضى يقول "ومنذ ذلك العام توفرت لدينا معلومات دقيقة تشير الى انخفاض إعداد ضحايا الألغام اذ بلغ عددهم في محافظتي أربيل ودهوك 90 قتيلا وجريحا فقط".وبحسب اقوال المسؤول ذاته فان منظمته تمكنت من تبصير 98 الفا و443 شخصا بمخاطر الألغام والمعلومات الخاصة بكيفية التعامل معها عبر العديد من الدورات التأهيلية والتدريبية المباشرة لمختلف الشرائح الاجتماعية في الإقليم. وأردف يقول ان "حملات توعية المواطنين بمخاطر الألغام كان لها تاثير واضح في تقليص عدد ضحايا الألغام  اذ بلغ عدد حوادث الألغام 42 حادثا حتى نهاية شهر أيلول من عام 2008  ثم انخفض الى 12 حادثا فقط خلال العام الحالي". يذكر ان النظام السابق كان قد زرع عشرات الالاف من الألغام الأرضية في المناطق القروية الحدودية والمناطق الجبلية في إقليم كردستان المحاذي لإيران أثناء فترة الحرب العراقية – الإيرانية (1980- 1988 )  وما برحت مساحات واسعة من تلك المناطق مزروعة بالألغام ولم يجر تطهيرها.