حسين رشيدمع اقتراب كل انتخابات محلية أو برلمانية أو رئاسية في دول العالم نشاهد المتنافسين من المرشحين يقدمون برامجهم الانتخابية ابتداءً من توفير الخدمات وخفض الأسعار ومحاولة تقليل الضرائب ورفع الرسومات والكثير مما موجود ومتعارف عليه في تلك الدول ،
ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية في العراق بدأ المرشحون حملتهم بوقت مبكر فقد أخذت بعض منظمات المجتمع المدني التابعة لبعض الأحزاب والكتل بتوزيع الهدايا وإعطاء المنح مما جادت به أيديهم السخية وكل حسب إمكانيته المتواضعة!.طرف سياسي يدعى تكتلا وطنيا وزع بعض الإعلانات الملونة والمزينة بصورة رئيسة في تقاطعات بغداد ومنها إعلان في مدخل منطقة في شرقي بغداد مكتظة بالضباط والعسكريين من الجيش السابق وهو يعلن تضامنه مع (كفاءات الجيش العراقي الباسل الذي حمانا طوال سنين) على حد تعبيره. الجيش العراقي كمؤسسة مهنية لا اختلاف عليها في ذلك، لكن بعد ما حصل لهذه المؤسسة على يد البعثيين والصداميين من عملية تبعيث و تهميش واختزال ليصبح اداة بيد الطاغية في ضرب الشعب وقمع انتفاضاته الشعبية، وإبادة عشرات القرى الكردية في كردستان ، لابد من وقفة بهذا الشأن إضافة الى ذلك ما حدث لهذه الكفاءات إبان حرب غزو الكويت وانهيارها السريع ومن ثم الركوع في خيمة صفوان والتوقيع على الشروط الأمريكية ، ولا نترك حرب إيران وإشكالاتها التي ربما تثير( دروشة ) السيد رئيس الكتلة الوطنية ونسأله ممن حمى الجيش الشعب ، اوحسب تعبيره ( حمانا ) ممن يا ترى؟!. زعيم لائتلاف وطني اعلن قبل ايام انه لابد من عودة البعثيين الذين انتموا قسرا الى حزب البعث مطالبا بمشاركتهم في العملية السياسية ، متناسيا او متغاضيا عن أن هناك أكثر من عشرات النواب البعثيين في البرلمان ، وان الكثير من القيادات الأمنية لهم انتماءات بعثية ، وان الكثير منهم عادوا الى وظائفهم بعد توقف لجنة اجتثاث البعث وعدم أقرار قانون المساءلة والعدالة في البرلمان ، الم يكن الأفضل أنصاف ضحاياهم أولا وتقديم المجرمين منهم الى القضاء ، أم أن للانتخابات قولا أخر ولا بد من المغازلة هنا وهناك ، خاصة بعد ضمان أصوات الضحايا ، بطريقة أو بأخرى!.بالنسبة للطرف الاول فهذا الموقف ليس بالغريب او الجديد عليه ، لكن الطرف الثاني وموقفه الذي أثار الاستغراب والدهشة خصوصا ان كتلته لها موقف واضح ومعرفة من هذه القضية منذ الأيام الأولى للتغيير وما سبقها من عمل وتحشيد في قوى المعارضة ومؤتمراتها التي عملت على إسقاط النظام السابق . ان ما يهمنا بهذا الشأن هو إهمال وإغفال مشاعر ملايين العراقيين من ضحايا هذا النظام الدكتاتوري ومؤسساته العسكرية والامنية ، علما ان الكثير منهم لم ينالوا حقوقهم او حتى يعوضوا بشكل معنوي على اقل تقدير،ومازال البعض الآخر يدور على دوائر الدولة لاستحصال الوثائق الرسمية التي تثبت تضرره من النظام البعثي ، والبعض الأخر مازال يبحث في اقبية السجون والمعتقلات والمقابر الجماعية عن دليل لمفقوديه ، كل هذه المآسي والآلام والشجون، ودموع الامهات التي لم تجف ، وآثار التعذيب التي لم يمحها الزمن حتى نسمع بهذا الغزل الانتخابي علماً ان الدعاية الانتخابية لم تبدأ بعد.
على الارجح: غزل انتخابي
نشر في: 17 أكتوبر, 2009: 06:43 م