عبدالله السكوتيجاءني (احميّد الفهد)فرحاً مستبشراً يهنئني على القرض الجديد،تعجبت وقلت أي قرض هذا الذي تتحدث عنه قال : سوف يعطون الصحفيين قرضاً ب(4)ملايين دينار بفائدة بسيطة وتقوم نقابة الصحفيين بتزكية الاسماء وحسب الهوية الصادرة منها... تفاجأ حين قلت له(انني لا املك هذه الهوية) والكثير من الصحفيين مثلي،
قال:لماذا ؟ ، قلت هكذا هو الامر،اراد ان يهون الامر عليّ فدعاني الى شرب الشاي والجلوس للسمر قبلت بالعرض على امل ان احظى بحكاية من حكاياته الجميلة.قلت له:المسألة اكثر من واضحة لقد تكدست قرارات القروض و(السلف) ولم يبق من عمر الحكومة سوى شهر ويزيد بقليل واظن ان الامر مجرد صفقة يقترض بها مجموعة قليلة ليحرم الباقون منها، تعني مثل (عزيمةالحصيني ) قلت: وما هذه العزيمة قال :يحكى ان ثعلباً صغيراً(الحصيني)دعا صديقه اللقلق الى الغداء في بيته وهو ينوي العبث به والسخرية منه، حضر اللقلق فاحضر الثعلب له(ماء اللحم)في اناء ضحل كبير ومسطح ووضعه امامه،راح الثعلب يلغ في الاناء بلسانه،والمسكين اللقلق لا يستطيع ان يحظى بشيء فقال للثعلب(يمعود هاي شلون سالفة منك آني شكلت)فرد عليه الثعلب(اخذ حريتك واشلون ما تريد تاكل اكل) فقال له: وكيف قال:(تريد تاكل تريد ما تاكل كيفك).قلت نعم هذه عزيمة نقابة الصحفيين فهي تعطي قروضاً(للفيتريه وسواق السيارات واصحاب المحال التجارية الحاصلين على هوية النقابة).لقد اخذني العجب عندما رأيت احدهم يحمل هذه الهوية وهو بعيد عن الكتابة،قلت له ما حاجتك لهذه الهوية ردّ عليّ(يمعود تفيد يوزعون قطع اراضي...منح...غيرها) قال احميّد الفهد صحيح انا اعرف من هؤلاء الكثيرين حتى منهم(اعضاء باتحاد الادباء).اجبته نعم هذه الاتحادات والنقابات هي تجمعات فرزت في مرحلة من المراحل كان الشعب فيها ضعيفاً ويفتقر الى النخب المثقفة ولذا نشأت (نقابة المعلمين والصحفيين والاطباء )،حسب ما كان معمول به من قوانين النقابات لكنها الان تفرغ شيئاً فشيئاً من محتواها،وهي غير مجدية في الوقت الحاضر،بقدر ما هي تجمعات لتوزيع الهبات.سألت احميّد الفهدالم تكن هذه النقابات فاعلة في ايام زمان ؟،نعم كانت فاعلة عندما كان العدد لا يربو على (150)او(200) صحفي بالزايد لكن في الوقت الحاضر لدينا من الادباء والصحفيين اعداد مهولة في بغداد فقط(4000)اديب او اكثر ناهيك عن المحافظات وهذا عدد لا يمكن السكوت عليه فكثير من المدعين تسلل الى اتحاد الادباء وكثيرمن المتخلفين تسلل الى نقابة الصحفيين العاجزة عن تقديم أي شيء.وبين لي احميّد الفهد كيف ان (سلامة موسى) الكاتب المصري المعروف قد اعلن عن استبدال آلاف الادباء بمخترع واحد يستطيع ان ينتشل البلاد من وضعها السيئ معقباً: ما قيمة عشرات الآلاف من الادباء والصحفيين في بلد يحيا تخلفاً علمياً وتكنولوجياً واضحاً،ما قيمة حلقة في اتحاد الادباء تناقش قصيدة لشاعر مجهول متحلقة حول مائدة عامرة بانواع الاشياء وخالية من نوع واحد هوالعمل الجاد، مازحت (احميّد الفهد) قلت: هؤلاء هل يتكلمون بلغة الشعب؟ فأجاب :كلا لأنهم لا يفهمون لغة الشعب وقد قالها مفكر كبير من قبل(اذا اردت ان تفهم شعباً تكلم بلغته) وهؤلاء بعيدون ومن حق سلامة موسى استبدالهم.
هواء في شبك: (صحافة القروض)
نشر في: 17 أكتوبر, 2009: 07:07 م