TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > حقائق وطرائف من تاريخ التعليم في العراق

حقائق وطرائف من تاريخ التعليم في العراق

نشر في: 18 أكتوبر, 2009: 05:36 م

كنت كما يعرف كثير من القراء، واحدا من الكتاب العراقيين الذين عنوا عناية خاصة بدراسة تاريخ التعليم في العراق، فاصدرت نتيجة هذه الدراسة كتابين هما:1-تاريخ التعليم في العراق في العهد العثماني.2-تاريخ التعليم في العراق في عهد الاحتلال البريطاني.
وهناك غير هذين الكتابين مسودات كتاب ثالث يبحث عن تاريخ التعليم في عهد الانتداب البريطاني (ربما يرى النور في قادم الايام)..جئت بهذه المقدمة لأقول للقارئ الكريم اني بسبب هذه الدراسة والتتبع لهذا التاريخ الطويل الممتد من سنة 1638م الى سنة 1932م وقفت على كثير من الحقائق الهامة والطرائف النادرة التي تتعلق بشؤون التعليم في هذه البلاد، وقد سجلت صفحات كثيرة منها في كتابي المذكورين آنفا، واحتفظ ببعضهما الاخر.ولما كنت اعرف مدى اهمية وطرافة بعض هذه الحقائق والطرائف التي قد تكون جديدة على اذهان ابناء الجيل المعاصر في العراق وبالنظر لكون الكشف عنها يلقي ضوءا ساطعا على الاسس التي قام عليها التعليم في العراق في مطلع هذا القرن، لكل هذا آثرت ان اكتب مقاتلي هذه متوخيا خدمة التاريخ من جهة وتسلية القارئ ببعض هذه الطرائف والنوادر من جهة اخرى.وتحقيقا لذلك سوف اقدم هذه الحقائق والطرائف وفق مايلي:*الرصافي ودائرة المعارف.كانت الدائرة المسؤولة عن شؤون المعارف في ولاية بغداد سنة 1908 تتألف من مدير وثلاث موظفين كانوا اشبه بالاميين وقد وصفهم الشاعر الكبير معروف الرصافي قائلا:الجهل اجمعه بدائرة المعارف مستديراعضاؤها ورئيسهافي الجهل ليس لهم نظيروافى النذير بعزلهم ياحبذا هذا النذيرلما اتى ارّخت لا رجعت ولارجع الحميرrnقال الاستاذ الرصافي هذه الابيات مستبشرا بعزلهم بقرار من الهيئة الاصلاحية التي زارت العراق آنذاك.ولكن الذي حدث بعد ذاك، ان هذه الدائرة تولاها مدير جديد ولكنه اشد جهلا، ولهذا سارع الاستاذ الرصافي فقال:معارف بغداد قد جاءهامدير من الطيش في مسرححمار ولكنه ناطقصبي ولكنه ملتحفيا ايها العلم فيها ارتحلويا ايها الجهل فيها اسلحrn*حكمت سليمان مدير معارف بغدادوفي سنة 1914 نقل مدير المعارف، وعين السيد حكمت سليمان الذي اصبح وزيرا ورئيسا للوزراء فيما بعد، وكيلا للمدير، ثم مالبث حتى ثبت مديرا اصيلا، وظل في منصبه هذا حتى عام 1917.*واقعتان طريفتانومن الوقائع الطريفة التي رواها لي شخصيا المرحوم حكمت سليمان هاتان القصتان الطريفتان، ارويهما للقارئ على الوجه الاتي:1 - الزهاوي ومنارة سوق الغزل.كان المرحوم جميل صدقي الزهاوي عضوا في مجلس معارف بغداد، في اواخر العهد العثماني، وحدث ان أثير موضوع فتح مدرسة للاناث في بغداد فحول اي الامور جرى النقاش في المجلس؟.انه جرى وطال حول مواصفات البناية التي تصلح مكانا لهذه المدرسة، واستقر رأيهم على ثلاثة شروط هي:1-ان تكون البناية ليس فيها شبابيك على الشارع.2-ان لاتكون الدور المجاورة لها متسلطة عليها ولاتكون في الدور المجاورة اشجار عالية من النخيل او غيره.وبينما الاعضاء والباشا رئيس المجلس يفكرون في هذه الدار، طلب الزهاوي الكلام، وقال:-لقد وجدت هذا المكان، فانه في الواقع تنطبق عليه هذه الاوصاف تماما.قالوا: واين هو؟قال:-انها منارة سوق الغزل؟.فلما سمعوا ذلك ضحكوا، وظلت نكتة الزهاوي هذه مدار الحديث والتعليق الى يومنا هذا.2 - بالرشوة بنيت بعض المدارس.اما القصة الثانية التي رواها لي المرحوم حكمت سليمان، فهي القصة التي تبين كيف استطاع وهو مدير معارف بغداد ان يبني بنايات لثلاث مدارس بمبلغ الرشوة الذي قدم للوالي جاويد باشا.اما كيف حدث ذلك فالى القارئ التفصيل:قال المرحوم حكمت: كانت بيني وبين جاويد باشا والي بغداد صداقة، فكنت ازوره في داره مساء كل يوم.وفي ذات مساء وجدته مهموما وقد بدا على وجهه الغضب، فلما رأيت ذلك قلت متسائلا:-أراك اليوم غاضبا يا باشا ما الخبر؟قال:-اتقبل ان اكون مرتشيا؟.قلت:-لا.. ولكن ماالقصة؟قال:-جاءني سيدان من اهالي النجف وبيدهما مبلغ (4000) ليرة ذهبا، وطلبا مني ترشيح احدهما (كليدارا) في النجف لقاء هذا المبلغ!.قلت:-وماذا فعلت؟قال:-طردتهما في الحال.قلت:-لاباشا.. انت غلطان، انا اشوف لازم تأخذ المبلغ منهما.قال:-يعني تريدني ارتشي؟قلت:-لا ياسيدي، خذه منهما وسلمه لي لكي ابني به بعض البنايات للمدارس.قال:-والله فكرة.. لكنهما ربما سافرا الى النجف؟قلت:-دع هذا الامر لي فانا سابحث عنهما واقول لهما ان الوالي يريدكما، حتى اذا جاءا الى مكتبك ادخل انا بعد فترة، عند ذاك تقول امامها:-خذ ياحكمت هذه المبالغ وابن بها بنايات للمدارس.وهكذا تمت هذه الخطة وسلم المبلغ فاودعته الى البنك وشكلت لجنة مني ومن عبدالقادر الخضيري وعزت الفارسي للاشراف على الصرف.وبهذا المبلغ بنينا ثلاث بنايات لاتزال قائمة حتى يومنا هذا هي (مدرسة الخاتونية) اي مدرسة المعلمات و (دار البعثات) المقابلة للنادي العسكري، ومدرسة الاتحاد التي اصبحت بعد ذاك تسمى (بمدرسة المأمونية).*الاحتلال البريطاني والتعليم.لااريد ان استرسل في شرح تفاصيل السياسة التي اتبعتها السلطة البريطانية المحتلة في حقل التعليم لان ذلك موضح بكتابي المشار اليه آنفا.ولكني مع هذا اود ان اعطي القارئ نماذج من الوقائع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram