محمد مزيد دخل الهجوم العسكري الباكستاني ضد معاقل طالبان في وزير ستان أمس يومه الثاني وسط أنباء عن تقدم ملحوظ في معطيات القتال لصالح القوات الأمنية الباكستانية، حيث دُمرت معاقل، وقُتل أكثر من ستين عنصرا – الى حد إعداد هذا التعليق في الساعة الثانية ظهر أمس الأحد – من عناصر طالبان فضلا عن هزيمة لمقاتلي طالبان أوضحتها عدد من تقارير المراسلين.
الجيش الباكستاني، يقيم حظرا للتجوال على عموم منطقة وزير ستان شديدة التعقيد طبوغرافيا، غير ان الذي تشير اليه التقارير ان أعداد كبيرة من سكان المنطقة بدأوا بالنزوح في أجواء وصفت باللا إنسانية.وتوصف هذه الحملة بانها الأكبر والأكثر قوة وعزما للتصدي للمسلحين المتمردين من عناصر طالبان الذين يسعون الى إسقاط النظام السياسي الحاكم في الباكستان وإقامة نظام إسلامي متشدد يعود بالتاريخ الى قرون التخلف.في ظل هذه الأجواء، يرى عسكريون غربيون، ان عوامل نجاح الحملة متوفرة لانها مبنية على أسس صحيحة، حيث بات الجندي الباكستاني لا يخشى التهديدات التي أطلقها المسلحون بحق من يشارك في المعركة ضد معاقلهم، وأصبحت تلك التهديدات محط تندر وسخرية بسبب ان عناصر طالبان أنفسهم في الوقت الحاضر غير قادرين من الحفاظ على حياتهم وسط قوة نارية هائلة منطلقة من كل أنواع الأسلحة بما فيها الطيران الحربي.لذلك تسعى الحكومة الباكستانية وأحزابها سواء المشاركة في النظام السياسي او غيرها الى ترويج فكرة عدم الخوف من تهديدات طالبان في الوسط الاجتماعي وبخاصة الفقراء منهم.ان الأفكار الظلامية التي يعتنقها جنود الإرهاب الأسود، طالبان والقاعدة سواء في الباكستان او أفغانستان لم تعد تلقى هوى في ذات المواطن العادي، وقد توصل الشارع في كلا البلدين الى حقيقة مفادها أن الإسلام في حقيقته ليس ما يدعيه ويشرعنه بن لادن او ابن محسود، بل هو دين التسامح والعقل والمشاورة و"جادلهم بالتي هي أحسن".التوقعات الغربية إزاء معركة باكستان المصيرية ضد الإرهاب الدولي تميل الى حتمية انتصار القوات الباكستانية يساندها الشعب الفقير، مثلما انتصر التاريخ في العراق حينما نبذ الشعب أفكار القاعدة السوداء ، وطرد جنودهم، مرة والى الأبد.
نافذة على العالم: باكستان في يومها الثالث
نشر في: 18 أكتوبر, 2009: 06:35 م