عبدالله السكوتيألقى التحية وذهب من دون اية كلمة اضافية،تعجبت من تصرف (احميّد الفهد)  ،و أول شيء فعلته انني قصدته في اليوم التالي لأعلم ما الأمر؟ طرقت الباب خرج لي ورحب بي ترحيبه المعهود ، سألته ما سبب هذه الوحشة التي بدت عليك بالامس؟
 فقال : وجدت ان سيارتي التي اشتريتها قبل (6) اشهر والتي يعمل بها ابني(الكية) بعد ان سجلتها في المرور مع الوكالة التي حصلت عليها من مالكها الثاني ( متهمة بالارهاب ، سيارتي المسجلة باسم ابني متهمة بالارهاب..؟!).ضحكت وحسبت انها مزحة من مزح (احميّد الفهد) لكنني رأيته جاداً فقد سجن ابنه مع العلم انه احضر المالك الاصلي ، قلت له: وماذا ستفعل؟ قال : ان القاضي يقول : (ان القانون لا يحمي المغفلين) وانا لست مغفلاً فقد راجعت دائرة المرور قبل تسجيل السيارة ووكالتها وحين ادخلتها الى الحاسبة لم  يكن عليها غبار،وانا الان خائف على ابني فهو شاب صغير السن ، قلت له : ان الارباك قد شمل كل شيء وانت مشكلتك بسيطة بالنسبة لمن اخرجوا من ديارهم لانها سجلت باسماء اخرى زوراً وبهتاناًُ . وأضفت ... الجأ الى القانون... وهو في هذه الحالة المزرية ضحك وردد : (من يقرهْ من يسمع) قلتُ : وهل هذه حكاية جديدة؟ قال: نعم : ان الثعلب خرج صباح يوم جائعاً يفتش له عن طعام ،فرأى ديكا سميناً  على سطح احد المنازل فقال له الثعلب: (الله يساعدك…اتفضل انزل!)فقال الديك : ماذا تريد؟ (لازم ما متريك؟) فاجاب الثعلب: (ولك انت اتظل بها العقل؟) الم تسمع ان السلطان نادى بالامان في جميع البلدان فاجتمعت القطط بالجرذان والاسود بالغزلان والوحش بالانسان،وهذا (فرمان)السلطان بفمي.لم يصدق الديك ما قال الثعلب لانه يعرف انه مكار مخادع خبيث ، وفي هذه الاثناء ظهرت بعض كلاب الصيد،وهي تنبح من بعيد ، فلما سمع الثعلب نباحها اطلق لساقيه الريح…فصاح الديك (ابو الويو…راويهم الفرمان مال السلطان) فرد عليه الثعلب وهو خائف يركض بسرعة كي ينجو بنفسه من الكرب الذي حل به (ولك يا فرمان؟….يا سلطان؟… من يقره…من يسمع).يعني ان الامر بهذه الشدة. نعم فقد طرقت جميع الابواب وجلبت جميع ملاك السيارة وذهبت الى (المحمودية) ولكن كل ذلك لم يجد نفعاً.عدت بعد ان تركت صديقي مهموماًُ مغموماً وخشيت ان تكون الحكايات التي اسمعها ستمر بعهد من النكوص فحميّد الفهد حزين ولا يمكنه الاستمرار بسرد حكاياته الجميلة.نعم شاعت في الاونة الاخيرة مشاكل عديدة ولذا ينصح الناصحون لمن يريد ان يشتري داراً سكنية او قطعة ارض او سيارة ان يبحث عن مالكها الاصلي ، فقد حدث ما حدث للبعض من مشاكل عديدة والمصيبة ان البريء يصبح بين ايدي قوات الامن التي صارت في الآونة الاخيرة لا ترحم فقد يسجن المرء شهرين او ثلاثة وبعدها يسمع كلمة جميلة من القائمين على عملية التعذيب ربما تعلموها من الامريكان ، (نحن آسفون) وهي كلمة معبرة وجميلة وحكاية السجين السياسي التي (اعتقلته القوات…؟) سأسردها في مرة قادمة فقد عذب الرجل واهين وحظي بكلمة(نحن آسفون).