أفراح شوقيلطالما نشدنا جميعاً للحرية، وأفردنا لها مساحات كبيرة من توجهاتنا الفكرية والإنسانية وطبيعة علاقاتنا بالآخرين والسلطة أيضاً، وصارت كأنها الكلمة السحرية التي ننشدها لتحقيق الذات والانعتاق من التبعية لأية التزامات يمكن لها ان تحد من نشاطاتنا
وطبيعة تأثيرنا في الآخرين، وإمام تلك الانشغالات، أقول انه قد يكون غائبا عن البعض ما تحتويه كلمة الحرية من تفصيلات بالغة الدقة والأهمية، ويمكن لنا ان نصفها تماشيا مع الدارج من الحديث بأنها السلاح ذو الحدين، وربما أمكننا ان نضيف ان لسلاحها ذاك أهمية مضاعفة عندما يتعلق الأمر بالحقوق والواجبات المنوطة بكلا الجنسين، (الرجل والمرأة) وما يرتبط بينهما من علاقة دنيوية مقدسة، بكل ما تحتويه من تفاصيل حياتية واجتماعية مشتركة، ولا نضيف جديداً اذا ما قلنا ان كل دعاوى المساواة مابين الجنسين والتي تنادى لها الكثيرون ومازالوا لأجل تمكين المرأة من إثبات قابليتها وقيمتها في المجتمع لا يمكن ان تمحو بأي حال من الأحوال ما تمليه الطبيعة الإنسانية والأخلاقية من ضرورات احترام بل وتقديس لحياء المرأة وأنوثتها والتي لا يمكن المساومة على انتهاكها او التعرض لها تحت ذريعة المساواة والحرية التي صار يفهمها البعض -مع الأسف- بالمقلوب! وما دفعني لهذا القول، ذلك الانحلال الأخلاقي الكبير والمقصود في توجهات أغاني الحب والغرام هذه الأيام والتي صارت تبتكر مفردات ما انزل الله بها من سلطان لأجل تحقيق الإثارة وتحريك مشاعر الشباب (خصوصاً) بأسلوب رخيص وفج، وتحت يافطة ممارسة الحرية والمساواة صار الكثير من سواق النقل الخاص والأجرة لا يبالون من بشغيل اسطوانات من تلك التي تحمل دعوات نبذ الأخلاق وتبادل الأشواق والقبلات والسمر والهمس وما الى ذلك من مفردات مبتذلة، على مسمع من ركاب سيارتهم دون مراعاة لحياء المرأة الموجودة بينهم وهي تقصد عملها او جامعتها، ومتجاوزين أيضاً على أذواق الركاب، ناهيك عما قد تثيره كلمات تلك الأغاني الهابطة من ردود أفعال ليست ملائمة وتعليقات لدى المراهقين، على مسمع من المرأة التي لا تملك سوى الصمت إزاءها، وانتظار الفرج بالوصول سريعا الى المكان الذي تقصده، او ربما النزول من السيارة،وتلك حالة لابد من التصدي لها ونبذها فهي لا تليق بأصالة نخوتنا العراقية الأصيلة، وتذكر ان غاية الحرية هي احترام المرء نفسه والآخرين.
قضية للمناقشة:(حرية) سائقي النقل الخاص تخدش حياء العراقيات!
نشر في: 19 أكتوبر, 2009: 05:17 م