بغداد / المدىأشار رئيس الجمهورية جلال طالباني الى ان المسيحيين بطوائفهم كافة مواطنون أصلاء سكنوا العراق منذ آلاف السنين وأسهموا اسهاما كبيرا في بناء الحضارة العراقية، وقدموا خدمات جليلة للعراق ثقافياً وسياسياً واجتماعياً، مؤكدا "انهم كانوا دائما طائفة مسالمة ومخلصة وبناءة ولهم حقوق تاريخية وسياسية وثقافية في هذا البلد،
ولعبوا دورا كبيرا في الارتباط الحضاري بين الشرق والغرب ، جاء ذلك خلال استقباله في مقر اقامته ببغداد، امس الاثنين، وفداً من طائفة السريان الكاثوليك، ضم غبطة البطريارك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريارك السريان الكاثوليك الكلي الطوبى، وعددا من المطارنة، حيث رحب بهم ترحيبا حارا ، وقدم الوفد الزائر امتنانه للرئيس طالباني على جهوده المستمرة لجمع قلوب العراقيين تحت قيادته الحكيمة ومساندته القوية للأخوة المسيحيين لإقرار حقوقهم وتلبية متطلباتهم المشروعة. وشدد طالباني على اهمية دور وحضور المسيحيين في العراق، مضيفا :"القادة السياسيون والحكومة والاحزاب الواعية يدركون أهمية الدفاع عن حقوق المسيحيين كاملة."، مسلطا الضوء على الجرائم التي ارتكبت ضد المسيحيين ومستنكرا بشدة هذه الاعتداءات الارهابية التي استهدفت جميع العراقيين بضمنهم المسيحيون ، مبديا دعمه وتأييده المطلق لتحقيق الاهداف والمطالب المشروعة للمسيحيين، مؤكدا ان القيادة السياسية في العراق الجديد وبضمنها القيادة السياسية في إقليم كردستان تتبنى سياسة تصب في مساندة ومساعدة الأخوة المسيحيين واحتضانهم عند تعرضهم لاي خطر يهددهم، والاستجابة الى مطالبهم المشروعة. من جانبه عبَر الوفد الزائر عن امتنانه الكبير للرئيس طالباني لدعمه المستمر المسيحيين في العراق مشيداً بدوره البارز في رأب الصدع وترسيخ الوحدة الوطنية، واهتمامه المباشر بهموم وهواجس المسيحيين. وادلى غبطة البطريارك مار اغناطيوس عقب اللقاء بتصريح صحفي عبر فيه عن شكره للرئيس طالباني لحسن الاستقبال، قائلا "سررنا كثيراً بزيارة رئيس الجمهورية مع أخوتنا أصحاب السيادة الوفد المرافق و كنا شديدي الفرح والأمل لأن فخامته يهتم بكل أبناء العراق الحبيب الغالي بمن فيهم المسيحيون ، مشيرا إلى ان المسيحيين لا يطالبون بامتيازات ولكنهم يدعون الحكومة إلى أن تعامل جميع المواطنين بروح المواطنة الصحيحة. وأوضح:أنه قد تم التطرق خلال اللقاء إلى موضوع هجرة المسيحيين من البلاد، وخطورتها "لأنها تفصلهم عن وطنهم عن أرضهم و قد لا يكون هناك احتمال كبير لعودتهم." مضيفا ان" فخامته اكد لنا بأنه يشعر معنا بهذه الخطورة وطلب منا ان نشترك معه ومع الحكومة بوضع خطة صحيحة علمية وعملية للتقليل من الهجرة و تشجيع أولادنا المغتربين والمهجرين للعودة إلى أرضهم." وحضر اللقاء وزير الصناعة والمعادن فوزي حريري، وتألف الوفد المرافق من المطران مار اثناسيوس متي متوكا رئيس اساقفة بغداد للسريان الكاثوليك والمطران مار ربولا انطوان بيلوني المعاون البطرياركي، والمطران مار يوليوس الجميل ميخائيل المعتمد البطرياركي، لدى الكرسي الرسولي، والاب حنا ياكو رئيس الرهبنة الافرامية، والاب فراس دردر سكرتير غبطة البطريارك.
طالباني يشيد بوطنية المسيحيين العراقيين
نشر في: 19 أكتوبر, 2009: 07:37 م