محمود النمرصدرت المجموعة الرابعة عن دار ينابيع في دمشق " خلاصات النساج في الجمال " للشاعر عبد الله عبد الحسين جلاب ،بعد دواوينه الثلاثة ،-فاختة البحر –القوقعة – خربشات بمخالب الغراب – قسم الشاعر هذه المجموعة الى أربعة محاور – الطفل المسحور –الخفي ّ من الكلام – اغصان الطائر – اشارات – وقد جاء في مدخل المجموعة –خطاب الحداثة تخريب أنظمة الكتابة ، وحفر بالبرق ،في سمائها المعفر بالرماد .
فاختة النفري هي :في اتساع الرؤيا ،عباراتها تضيق /خرجت بايقاعيها ،الداخلي والخارجي ،على إيقاع الجدة ذي النغم اليتيم فقسمت الزمان بالانغام /ذات افق على المجاهل والابعاد /جامعة الفنون ومشعة ٌ، بانشطارات إيقاعها ،في تناحر الوجود :انشطار بياض فكرة ،سرد وحوار بتقنياتها :الصورة الجديدة ،التكرار ،السرد الشعري .تتميز هذه المجموعة بشعر الومضة التي تعتمد أساسا ضغط الصورة المكثفة ،في اختيار الموضوعة والكلمة التي توحي وتصل الى الهدف الشعري بلا انزياحات طويلة فهي لمحة شعرية كالبرق ،ترسم الصورة لمن يود ان يراها في مخيلته التي تستوعب التراكيب السريعة المستجيبة بقدرة الإيحاءات ،القصيدة قد تكون بيتا واحدا ولكنها تمنح الذهن قدرة الولوج الى العالم الشعري الذي ترسمه الصورة فهي لا تمنح نفسها الا لمن يمتلك هذه القدرة وإلا سوف يخرج منها بلا محصّلة، كأنه مر وهو نائم ولكنه بلا حلم ،إذن هذه المجموعة تمنحك الحلم الذي يراه الشاعر ،ويرسمه بالكلمات لمن يود ان يرى هذا العالم الشعري المرتبك وليس العالم الذي تراه عيون الناس الطبيعيين ،الشعر ليس عالماً طبيعياً، الشعر عالم ما وراء الطبيعي ،لذلك لايلجه الا المسكونون بهذا الحلم . من اين لهذا القفر ساحرة ُالفردوس ..؟مجموعة تتأبط الخيالات كلها بلا اجنحة تمر بكل الاجناس الحية والميتة، وحتى الميتة تمنحها يقظة صادمة لترى الوجود وتعود ادراجها لتشعر بقدرة الوجود اللانهائي ،الخلا ّق لايحدث ،في السطح ،سورته : في القاع .هذا الشاعر البصري يود ان يعبر/ الازمنة /الحلم /الالوان /السماء/ الحداثة /القباحات /الوجود /المفردات /الطقس/الاغتراب .الكثير الكثير من الاشارات ترى هل اصاب الشاعر هذه الاشياء التي اشار اليها ان يعبر ويسجل ويثقب كل الجدران ليرى ما وراءها .... اليست هذه مهمة الشاعر الفطن ..؟
متابعة: خلاصات النساج.. طـاعـن الا فـعـى فـي القـلب
نشر في: 20 أكتوبر, 2009: 06:35 م