اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > جائزة : الرئاسة الاميركية.. صدمة نوبل وقوة أوباما

جائزة : الرئاسة الاميركية.. صدمة نوبل وقوة أوباما

نشر في: 20 أكتوبر, 2009: 06:46 م

علي حسن الفواز لا أعرف ما هو وقع فوز الرئيس الأميركي باراك اوباما بجائزة نوبل للسلام، وكيف تم استقباله لإعلان الخبر الذي ادخله قائمة الرؤساء المسالمين، بالضد من التاريخ الرئاسي الامريكي الحافل بالرؤساء المحاربين؟ وهل يعني هذا الفوز  انزياحا في توصيف الجائزة، أم تغايرا في طبيعة المواصفات الرئاسية التي اعتدنا ظاهرتها الصوتية الحادة، وخصالها المحاربة، وفهمها الامبريالي النقي للسلام والحرية والديمقراطية؟
ما احسبه في قراءة هذا الفوز هو محاولة في طرح اقتراح لتجاوز عقدة(قبول)اميركا في العالم بعد سلسلة طويلة من الحروب والازمات والرئاسات الخشنة، خاصة مابعد احداث ايلول 2001 والتي تركت العالم تحت مخالب السلطة الاميركية بشكل فاضح، فضلا عن الرغبة في تغيير زاوية النظر الى اميركا الدولة والإمبراطورية والقيمة، ومحاولة دولية لطي ازمات معقدة استغورت مفاهيم الحوار والدبلوماسية، وحولت العالم الى قرية صغيرة على وفق القياسات العولمية، لكنها بالمقابل قرية محكومة بالمراقبة والضغط والحروب الطارئة والجاهزة والعنف الايديولوجي.ازاء كل هذا ثمة من يتساءل أيضا،  هل كان الفوز المفاجئ للرئيس الأميركي اوباما بجائزة نوبل للسلام  مقبولا عند الكثير من الاوساط السياسية والثقافية، او مرفوضا عند بعضها من اصحاب المرجعيات التي تضررت من هيمنة النموذج التقليدي للرئاسة الاميركية صاحب الذراع الطويلة في الحروب الصغيرة والكبيرة، والدعوة لقبول نمط السياسات الناعمة للرئيس الاميركي الجديد اوباما، اذ ان المثير في موضوع الجائزة أنها تمنح لرئيس جديد في دولة عظمى ولم تمض على خدمته الرئاسية اكثر من تسعة أشهر اكلت نصفها الازمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على الاقتصاد الاميركي، ناهيك عن ازمة الحرب في افغانستان والعراق، وتداعيات الصراعات المجاورة حول الملف النووي الايراني والملف الكوري الشمالي، وازمة الشرق الاوسط، وعقدة الارهاب وغيرها، اذ لم  تختبر بعد آفاق مشاريعه السياسية الأخرى خاصة في المجالات الستراتيجية، ولم تكتشف احلامه بعد، خاصة تلك التي تتعلق بإقامة العدل الدولي ونزع فتيل تلك الحروب والصراعات والملاحقات النووية بين الدول وكبح جماح اسرائيل الرافضة لكل شيء، بدءا من الحقوق التاريخية للفلسطينيين وحقهم في العودة وإيقاف الاستيطان والنبش في القدس والحروب المفتوحة في المسجد الاقصى.بيان اللجنة المسؤولة عن الجائزة التي فاز بها الرئيس الامريكي والتي اعلنها القيمون عليها تقول أن هناك العديد من الرؤساء والشخصيات الدولية قد ترشحت للفوز بهذه الجائزة ومنهم من يملكون اجندات(شرف) وامتيازات تؤهلهم للفوز على وفق القياس النرويجي، لكن هذه اللجنة «أولت أهمية خاصة لرؤياه(أي رؤية اوباما) وجهوده من اجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية». وأضاف البيان: «وبوصفه رئيساً، أوجد اوباما مناخاً جديداً في السياسة الدولية. واستعادت الديبلوماسية المتعددة الطرف موقعاً مركزياً، مشددة على أهمية الدور الذي يمكن ان تتولاه الأمم المتحدة وباقي المؤسسات الدولية. وأُعطيت الأفضلية للحوار والمفاوضات بصفتها وسيلة لحل النزاعات الدولية وضمنها الأشد صعوبة». وزادت في تصريحها: «نادراً ما شدّ شخص كما فعل اوباما، انتباه العالم ومنح البشرية الأمل بغد افضل».هذه الجائزة(الاوبامية) فيها من الصدمة اكثر من القبول، اذ ان تاريخ الرؤساء الاميركان هو تاريخ محارب دائما، وان اكثرهم لايتمتعون بالرومانسية الخالصة من اغلب شعوب الدنيا، خاصة تلك الشعوب الفقيرة او التي مازال اليسار القديم معششاً فيها، او مازالت قطارات الثورة الدائمة تعبر بالجوار منها، فضلا عن ادوار هؤلاء الرؤساء الارستقراطيين الحادّي الطباع في صناعة النموذج الغرائبي لـ (الرئيس) والتعمد في صناعة مضخمة للازمات الكونية بدءا من الازمات المخابراتية التي تثيرها عادة وكالة سي، آي، أي، مرورا بالازمات المالية وانتهاء بانقلابات(التبغ والكاكاو والموز والقطارات والرقيق الابيض) والاحتلالات السريعة بقوة المارينز والتي تحدث هنا او هناك وبقرارات رئاسية خالصة.. هذا التوصيف والمرجعيات هو ما يجعل التفكير بمنح رئيس أمريكي جائزة للسلام وهو على رأس السلطة أمرا فيه الكثير من الفنطا زيا والغرابة والاثارة، مثلما فيه من الجاذبية والتساؤل..فما الذي اثاره الرئيس باراك اوباما حقا بالنسبة لأجندة(لجنة جائزة نوبل)ليكون صاحب الحظوة في الحصول على امتياز هذه الجائزة؟ وهل مجيئه وهو(الاسود) إلى البيت(الأبيض)السبب الصادم لتجاوز عقدة الجائزة التي لا تخلو من عنصرية، أم في الطريقة الدراماتيكية في خطبه الرنانة التي هيجت جيلا جديدا من الثوار للاحتجاج على مهيمنات اللون والطبقة والجيب، ام انه اعادة انتاج ظواهر فيها الكثير من الرومانسية الثورية مثل رومانسيات مارتن لوثر كينج وباتريس لو مابا وفرانز فانون، وايميه سيزار، أم ان اعلانه عن الالتزام العلني بالتعاون الدولي والسعي الى تحقيق السلام في الشرق الاوسط ومكافحة الانتشار النووي كاف كشعارات براقة لتحريض شيوخ اوسلو على منحه الجائزة؟ وهل حميميته المعلنة في الالتزام بالمسار التغييري الذي يطبع رئاسته واعتماده الدبلوماسية والحوار في التعاطي مع تحديات دولية واقليمية بينها الملف النووي الإي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram