بغداد/ ا ف بافتتح المركز الوطني العراقي للمخطوطات في احدى الدور التراثية الاثنين اول معرض لمخطوطات نادرة للقرآن والاحاديث النبوية يعود بعضها للقرن الاول الهجري.ويضم المعرض الذي افتتحه وزير الدولة لشؤون السياحة والاثار قحطان عباس نعمان ايضا ادوات استعملها الخطاطون من اقلام وشفرات تراثية وحقائب وحافظات الكتب المهمة.
وقال الوزير للصحفيين ان «المركز يضم نفائس تعرض للمرة الاولى وهي ضمن المشاريع التي يدعمها رئيس الوزراء وسنعمل على تطويرها». واكد نعمان ان الوزارة «بصدد اعادة وتأهيل كافة المتاحف في عموم محافظات البلاد».ويحتفظ المركز الوطني للمخطوطات بعدد كبير منها يصل عددها الى 47 الف مجلد تتضمن معارف واداب وفنون مختلفة.ووصف عبد الزهرة طالقاني المتحدث باسم الوزارة هذه المخطوطات بانها «نتاج فكري وعلمي وفني لمراحل متعاقبة من التاريخ العربي والاسلامي اللذين كان لهما التأثير المباشر والكبير على الحضارات الانسانية وساهما باغناء الثقافة العالمية». ومن اهم المعروضات التي وصل عددها الى 120 قطعة، مصاحف مختلفة كتبت بطريقة تكاد تصل الى حد الاعجاز اظهر فيه الفنان مهارة وقدرة نادرتين في التحكم بالحرف العربي. وبين هذه المعروضات مصحف كتب على جلد افعى داخل علبة صغيرة مثمنة الشكل لا يتجاوز قطرها 2,5 سم وحبة ارز كتب عليها سورة الاخلاص كاملة وحبة قمح كتبت عليها سورة قريش.وزينت جدران القاعة باللوحات الفنية التي ابدعها كبار الخطاطين من العرب والمسلمين مثل حامد الامدي وهاشم محمد البغدادي وماجد الزهدي. وقال عبد الله حامد مدير المركز التابع لوزارة السياحة والاثار ان «للمركز خططا لافتتاح مثل هذه المعارض خارج العراق». واضاف ان «المبادرة جاءت بعد استتباب الوضع الامني في البلاد».ويقع المركز في شارع حيفا الذي تعرض بين 2006 و2007 لاعمال عنف متواصلة جراء التوتر الطائفي والاشتباكات التي وقعت بين القوات العراقية والاميركية من جهة والمتمردين من جهة اخرى واسفرت عن مقتل العشرات.من جانبها، قالت نسمة عبد الكريم مديرة قسم الفهرسة في المركز ان «المركز لم يفقد اي من مخطوطاته بعد تغيير النظام». واوضح ان «عمليات النهب والسلب لم تطله لان العاملين تمكنوا قبل ايام من الغزو من حفظ جميع المخطوطات بصناديق ووضعها في مكان سري في احد الملاجىء». واشارت الى ان «عددا محدودا من هذه المخطوطات التي تحفظ حاليا في احد مخازن المتحف العراقي تعرضت الى اضرار، لكن المختصين يقومون الان باصلاحها».وكتبت بعض المخطوطات على جلد الغزال المدبوغ، وكذلك البردي.وضم المعرض مجموعة نادرة من مخطوطات علوم القرآن وتفاسيره، من بينها غريب البيان في التفسير وانوار التنزيل واسرار التأويل اضافة الى كتب الحديث النبوي الشريف من ابرزها كتاب الاستبصار للشيخ الطوسي وكتاب الكافي للكليني والجمع بين الصحيحين وغيرها.واكد طالقاني ان «هناك خطة لاقامة معارض اخرى في مختلف العلوم تضم كتبا ومخطوطات في علوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات للرازي وجابر بن حيان والحسن ابن الهيثم والكتب الادبية والتاريخية والعلوم الدينية، حتى يطلع الباحثون والمختصون عليها والاستفادة منها».
مخطوطات نادرة للقرآن الحديث النبوي تعرض للمرة الأولى في بغداد
نشر في: 20 أكتوبر, 2009: 07:42 م