ترجمة / المدىاغلقت في الاسبوع الماضي الجامعة المستنصرية التي تعتبر من أعرق الجامعات العراقية، من قبل رئيس وزراء العراق في محاولة للتخلص من تسلط عصابة من الطلاب اتهموا بالقتل وتعذيب وخطف زملائهم من الطلبة واغتيال اساتذتهم والمسؤولين عن الادارة فيها.
والقرار العراقي بإغلاق الجامعة التي تضم 24.000 طالب، جاء بعد ان قام مجموعة طلاب الرابطة الطلابية، بضرب عبد الله البياتي، 63 سنة، الاستاذ في الجامعة ، مرات عدة بالمسدس داخل حرمها، وكان الاستاذ المذكور وزوجته التي تدرس هناك، دائمي الانتقاد لتلك المجموعة الطلابية. ومن اجل تقديم دليل لايقبل الجدل عن المخاطر التي تتعرض لها الهيئة التدريسية في الجامعة المستنصرية، ذهب الاستاذ البياتي الى رئيس الوزراء نوري المالكي ، ليقدم دليلاً على ذلك ، مرتدياً قميصه الملطخ بالدماء وآثار الضربات ما تزال على وجهه.وفي اليوم التالي للمقابلة ، اغلق رئيس الوزراء، وهوالطالب السابق في المستنصرية، ابواب الجامعة لمدة اسبوع واحد. وخلال الحرب لم تستثن الجامعات ومنها المستنصرية من احداث العنف، ومنذ عام 2007 ، قتل او جرح من اساتذتها وطلابها اكثر من (335) شخصاً ووضع جدار عال (12) قدما حولها. وعلى الرغم من أن بغداد ومعظم المناطق الاخرى من البلاد خالية من المسلحين الذين كانوا خلف احداث العنف الطائفي في العراق، فان المستنصرية تبدو مختلفة في الصورة، حيث انها تحت سيطرة وتسلط مجموعة مسلحة من طلبة الهندسة والاداب والقانون وغيرها من فروع الدراسة وهيئة التدريس والحرس الخاص بالجامعة. وقد اعلن وزير التعليم العالي، عبد ذياب العجيلي في مقابلاته: ان العنف قد استمر في تلك الجامعة بسبب علاقات بين عدد من المسؤولين في حزب الدعوة وطلاب في الرابطة يعملون تحت حماية من ادارة الجامعة، وانه شخصياً يحاول ابعاد الاحزاب عن الجامعات العراقية. اما مستشار رئيس الوزراء، علي الموسوي ، فقد نفى اية علاقة بين حزب الدعوة واتحاد الرابطة، وانه قبل حضور د. البياتي بقميصه الذي يحمل آثار الاعتداء لم تكن حجة كافية لحل الاتحادات في المستنصرية. اما في الجامعة ، فقد قدم الاساتذة والهيئة التدريسية في مشهد حزين اسماء زملائهم والطلبة الذين تم تهديدهم من قبل المجموعة قبل ان يتم، العثور عليهم قتلى..فقد تم اطلاق النار على جاسم الفهداوي استاذ اللغة العربية ، في مدخل الجامعة عام 2005، ونجيب الصالحي استاذ علم النفس، خطف عام 2006 من مكان قريب من الجامعة ووجد بعد ثلاثة اسابيع في المشرحة مقتولاً، وجاسم فياض الشامراني ، استاذ علم النفس ، قتل بالقرب من الجامعة ايضاً في 2006. وقال الاساتذة: ان الاتحادات والروابط الطلابية تسيطر على جميع الفعاليات في الجامعة وكذلك الامن فيها ودرجات النجاح وحتى في نوعية المحاضرات التي تعهد الى الاساتذة. لقد نشرت هذه الروابط والاتحادات رعباً في الجامعة، كما قال احد الاساتذة ، ويذكر ان كل من تمت مقابلته كان يخشى ذكر اسمه ، وهناك اتهامات اخرى لتلك المجموعة ، منها اخذهم حصة معلومة من المرتبات التي تعطى للاساتذة ، او يتم تهديدهم بالقتل. عن النيويورك تايمز20/10
عنف فـي الجامعة المستنصرية
نشر في: 20 أكتوبر, 2009: 08:11 م