TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > قنواتنا الفضائية

قنواتنا الفضائية

نشر في: 21 أكتوبر, 2009: 05:41 م

ما زالت اغلب فضائياتنا تعاني من نمط خطاب اقل ما يوصف بالدعائي، ولم يشفع الكم الهائل منها في خلق اجواء من المنافسة ، ترتقي بمستوى خطابها مما يحقق نسب مشاهدة عالية، بافتراض ان التلفزيون لم يعد يمارس تأثيره المباشر فحسب بل ان
تأثيره امتد الى كل مجالات الانتاج الثقافي الاخرى. ومصطلح الاوديمات في الدراسات الاعلامية الحديثة يشير الى مقياس نسبة الاقبال التي تتمتع بها القنوات التلفزيونية المختلفة، حيث تتوفر حالياً وسائل فنية تم ادخالها حديثاً لدى بعض القنوات تسمح بقياس نسبة الاقبال كل خمس عشرة دقيقة، بل يمكن رصد التنويعات المختلفة بين المشاهدين وفقاً للفئات الاجتماعية التي ينتمون اليها. ولا شك في ان اللجوء لهذا الاجراء في قنواتنا الفضائية سيعطي نتائج مخيبة للامال، والاسباب كثيرة لا مجال للخوض فيها في هذا المقال.. ولعل التحديات العديدة التي يفرضها الوضع الاتصالي العالمي الجديد والذي ليس بالامكان تجاهله، وخاصة في ظل عولمة امتدت اثارها الى تركيبة الانماط الثقافية والسلوكية لتلكؤ وتدني مستوى البرامج.. فان ذلك لا يمنع من تأشير اكثر من خلل في اداء هذه الفضائيات لعل اهمها الاحادية التي اتسم بها خطابها الاعلامي وطغيان الدعاية والترويج لافكار بعينها على حساب المهنية، وموضوعية ما يبث من منهاج. ففي عصر السماوات المفتوحة، تفرض اليوم في كل مكان، وخاصة في الدول التي تعتمد التكنلوجيا الحديثة، قضية تهيئة الظروف لمواجهة ما يعرضه البث المباشر فيما يخص تحديد مفهوم المشاهد الذي يمثل في النهاية الجانب الاهم في تسويق المنتج التلفزيوني. واذا طرحنا جانباً ما يمكن ان نؤشره من خلل في اداء هذه الفضائيات، فاننا لا يمكن ان نتجاهل الخلل الاهم والمتمثل في اهمال موضوعة الهوية الوطنية، خاصة ما يفرضه التطور الاتصالي بتعدد المضامين المقترحة من عمل القنوات الفضائية من جهة التعبير عن الهوية، والتي اصبحت قضية اجتماعية وسياسية واعلامية في الوقت نفسه. التطور المذهل في الوسائط الاعلامية، وفي مقدمتها التلفزيون والحال هذه يجعل من مهمة فضائياتنا في ما يخص تكريس واشاعة الوعي بمفهوم المواطنة، امراً اساسياً.. فيما لو وضعت في توجهاتها المضمرة والمعلنة اهمية تكريس هذا الخطاب. ان التوجه الى المشاهد بمفاهيم جديدة وباسلوب شيق، واعتماد برامج بمضامين قريبة من انشغالات وهم هذا المشاهد بعيداً عن التزمت والتعصب لفكر معين تسهم في اشاعة الوعي بمفهوم المواطنة.. وان اعتماد آلية جديدة في صياغة منهاج هذه القنوات سيسهل كثيراً من ادائها.. كالخروج من الاستوديوهات المغلقة والندوات التي يرى فيها عالم الاجتماع الفرنسي (بورديو) سيناريو معداً ومزيفا لتمرير رسالة ما.. وتوجه الكاميرا الى فضاءات تضفي على الصورة التلفزيونية الكثير من المصداقية والاقناع. خاصة ان كانت هذه الفضاءات ذات مساس مباشر بذاكرة جمعية تجرد المشاهد المستهدف من ولاءاته الضيقة، الى الولاء الى الوطن الارحب المتمثل بالوطن.. وكل ذلك يتم من خلال (عقلية اوديماتية) ان صح التعبير لكنها لا ترى في السوق مصافها النهائي.. بل في مشاهد يتطلب الامر اعادة تشكيل وعيه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram