TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > فريد الاطرش والسينما

فريد الاطرش والسينما

نشر في: 23 أكتوبر, 2009: 04:27 م

قدم فريد الاطرش للسينما أفلامه واحداً وثلاثين فيلماً ، خلال مشواره الفني الذي جاوز الثلاثين عاماً عندما إختار المخرج أحمد بدرخان الفنان فريد الأطرش وشقيقته إسمهان للوقوف أمام الكاميرا في فيلم ( إنتصار الشباب ) ، كان محمد عبدالوهاب قد إنتهى من عرض فيلمه الرابع ( يوم سعيد ) ،
 وكانت أم كلثوم قد إنتهت من تمثيل فيلمها الثالث (دنانير ) ، وكانت ليلى مراد قد باشرت في أداء دور البطولة في فيلمها الثالث (ليلى بنت الريف ) .. هذا إضافة الى أسماء مغنيين آخرين قد بدأوا التعامل مع السينما ، أمثال : رجاء عبده ، نجاة عليّ ، عبدالغني السيد ، إبراهيم حمودة . فقد شهد الفيلم الغنائي ـ في تلك الفترة ـ نجاحات تجارية وجماهيرية كبيرة ، مما أدى الى التفكير الجدِّي بإستغلال الأصوات الجميلة وإحتكارها للسينماوهذا ـ بالضبط ـ ما حصل لفريد وإسمهان ، حيث أراد صانعوا فيلم (إنتصار الشباب) إستغلال هذين الصوتين النادرين من أجل تحقيق غايتهم المادية ، لذلك عهدوا الى مخرج كبير تحقيقه ، وزجوا بعدد من أبرز نجوم الكوميديا فيه ، من أجل توفير كافة العناصر اللازمة لتحقيق فيلم تجاري مربح يجمع مابين الغناء والحب والكوميديا .. وهكذا كان ، وإستطاع فيلم (إنتصار الشباب) أن يأتي بمبالغ طائلة لصانعيهوبعد فيلمه الأول ، قدم فريد الأطرش الفيلم الثاني (أحلام الشباب ) مع المخرج الفذ كمال سليم ، والذي لم يحقق بعض النجاح الذي حققه الفيلم الأولثم قام المخرج أحمد بدرخان بتحقيق فيلمين آخرين لفريد وهما شهر العسل ، ماأقدرش ، كما عُهد الى الممثل المجري الأصل إستيفان روستي بإخراج فيلم رابع لفريد في نفس العام بإسم ( جمال ودلال ) . ولم تستطع جميع هذه الأفلام ، شأنها شأن (أحلام الشباب ) الوصول الى ماحققه فيلم (إنتصار الشباب) على كافة المستوياتوأمام هذا المأزق الفني الذي واجهه فريد الأطرش ، من جراء تلاعب أغنياء الحرب وإستيلائهم على معظم صناعة السينما المصرية ، والتي صارت في زمنهم سوقاً للنخاسة والإبتذال والإنتاج الرث .. أمام هذا المأزق إستولت على فريد فكرة الإنتاج لحسابه الخاص ، لاسيما أنه وجد سنداً مادياً من أحد رجال الأعمال تربطه به صداقة قوية ، كما إنه قد إلتقى بالراقصة سامية جمال ، وإرتبط معها بقصة حب طويلةوهكذا ، كان ( حبيب العمر ) هو الفيلم المنتظر ، الذي أخرجه بركات ، وحشد فيه عدداً من نجوم الكوميديا ، وكان في مقدمتهم إسماعيل ياسين ، والذي بدوره كوِّن مع فريد وسامية ثلاثياً غنائياً كوميدياً راقصاً ، في خمسة أفلام أخرى أنتجها فريد الأطرش فيمابعدلقد حقق فريد الأطرش ، في فيلمه ( حبيب العمر ) ، نجاحاً طيباً ، ضاهى نجاحه في أول أفلامه (إنتصار الشباب ) .. فإذا كان الفيلم الأول قد أعتبر البداية السينمائية لفريد الأطرش ، فإن فيلم ( حبيب العمر ) هو البداية الحقيقية له ، بل إن هذا الفيلم كان حافزاً له في مواصلة الإنتاج السينمائي لأفلامه ، لاسيما وأن إثنين من أبرز نجوم الفيلم الغنائي عبدالوهاب ، أم كلثوم قد إنسحبا من عالم السينما ، وبالتالي صفت الساحة لفريد الأطرش وليلى مراد ومحمد فوزيوتوالت ، بعد ذلك ، أفلام فريد الناجحة بعد (حبيب العمر ) ، فقدم فيلم (بلبل أفندي) مع الفنانة صباح .. ثم أفلام أحبك إنت ، عفريته هانم ، آخر كذبة ، تعال سلِّم ، ماتقولش لحد ، وهي الأفلام التي جمعته وسامية جمال ، في أبرز ثنائي فني في تلك الفترة ، قبل أن يختلفا على صعيد العلاقة الشخصية ويفترقا الى الأبدوبعد كل هذه الأفلام المرحة ، والتي إتخذت من الكوميديا جسراً للوصول الى قلب المتفرج ، بدأت مرحلة جديدة في مشوار فريد الأطرش السينمائية ، وهي المرحلة التي شملت أفلاماً هادئة ومأخوذة عن روايات عالمية في أغلبها ، تتخللها أغانٍ تحمل السمات الحزينة لصوت فريد الأطرش . وكان أول أفلام هذه المرحلة هو ( لحن الخلود ) الذي أخرجه بركات ، وقامت ببطولته أمام فريد الأطرش الفنانة فاتن حمامة ، كأول فيلم يجمعهما مع بعضوتستمر مرحلة الأفلام الحزينة ، والتي تدور حول الحب والإخلاص والغيرة والخيانة والغدر ، ليقدم فريد الأطرش فيلم ( لحن حبي ) أمام صباح ، وفيلمي رسالة غرام ، عهد الهوى أمام مريم فخرالدين ، وفيلم ( قصة حبي ) أول أفلامه مع إيمان ، وهو الفيلم الذي سجل فيه قصة حبه للملكة ناريمان ، وغنى فيه " نورا نورا "وبفيلم ( إزاي أنساك) ، يعود فريد الأطرش الى أفلامه المرحة مرة أخرى ، خصوصاً بعد أن إنتقدت الصحافة أفلامه الحزينة ، ودعته للعودة الى المرح والتفاؤل . وقد قامت صباح بالبطولة أمام فريد ، مع عبدالسلام النابلسي ورشدي أباضة والراقصة نادية جمال ، إلا أن الفيلم لم ينل مانالته أفلام فريد المرحة السابقة أمام سامية جمال ، وإن إستطاع تحقيق بعض النجاح الجماهيري . الى أن جاء المخرج العبقري يوسف شاهين ، ليخلع المنظار الأسود عن عيني فريد ، ويعيد إكتشافه كممثل خفيف الدم رقيق وعاشق ، وذلك في فيلمين عام 1957 ، وهما ودعت حبك ، إنت حبيبي في أول لقائين سينمائيين بينه وبين الفنانة شادية . وبعد فيلم ( إنت حبيبي ) ، مثل فريد الأطرش في عشرة أفلام حتى وفاته في عام 1974لقد تعاون فريد الأطرش ، في أفلامه الأخيرة ، مع عدد م

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram