كريم الحمداني يفتخر الكثير من العلماء والاطباء والمبدعين بانهم تلقوا تعليمهم الأولي في هذه المدرسة وتخرجوا من تلك الثانوية وهي البداية الاساسية في مسيرتهم العلمية والابداعية، حتى وصلوا الى ماوصلوا اليه في مراتب العلم والابداع، واغلبهم يبقى يتذكر ويحن الى مدرسته الأولى،
وبالمقابل فأن هذه المدارس واداراتها تفتخر بأن هذا العالم وذاك الطبيب والاديب كان احد طلابها وهنا اصبحت تحمل ذاكرة اجيال من الطلاب الذين درسوا فيها. من حق وزارة التربية ان تغير اسماء المدارس التي لا تحمل أي معنى او ظاهرة حضارية او تأريخية او علم من الاعلام في مختلف المجالات او الاسماء المسيئة ولكن ان يشمل التغيير اسماء مدارس مضى على إنشائها اكثر من ثلاثين عاما وهي اسماء مقبولة ارتبطت بذاكرة الطلاب والمدرسين فيها بأسماء اخرى محسوبة على الحزب الذي ينتمي اليه الوزير، او هكذا اشيع عندما تم تغيير اسم مدرسة السعادة الاساسية في منطقة الالف دار بأسم اخر، وثانوية الفرسان لتحمل اسما آخر،ـ وثانوية المارد الذي يعود إنشاؤها الى بداية ثمانينيات القرن الماضي وتغيير اسمها الى الرواد،وتغيير تاريخ تأسيسها الى 2005، وهذا محو لذاكرة المئات من الطلاب الذين تخرجوا منها، والمشكلة عندما يحتاج احد طلابها السابقين وثيقة تبرر انه يدعي خريج ثانوية المارد او الفرسان ويتم تزويده بوثيقة تحمل اسما اخر اذا وجدوا له اوليات , المفروض الاسماء التي تختارها التربية يجب ان تطلق على المدارس المستحدثة لا على المدارس القديمة واعتبارها انجازا يسجل للوزارة حتى ولو كان محوا لذاكرة الأجيال! * * * مضى على بدء العام الدراسي اكثر من شهر، وهنا نذكر الوزارة بأن الدوام لا يزال غير منتظم في العديد من المدارس وبعضها حتى الان لم توزع مناهج الكتب اما القرطاسية فهي الغائبة طوال السنوات الماضية، ويضطر الاباء الى توفيرها لابنائهم من السوق بعد ان اخفقت وزارة التربية في تجهيز المدارس بها على الرغم من تخصيص مبلغ فلكي لها يبلغ اكثر من (29) مليار دينار بحسب تصريح احد المسؤولين في الوزارة، وبعض المدارس تعاني من وجود شواغر منذ سنوات والخريجون يطرقون ابواب الوزارة للتعيين ولا من مجيب وانما يكتفي بسد بعض هذه الشواغر بالمحاضرين، كما ان العديد من المدارس غير مهيأة ومعدومة فيها ابسط المستلزمات مثل الماء الصالح للشرب او دورات المياه الصحية وبعضها باشر المقاولون بترميمها مع بدء العام الدراسي بدلاً من ان تجرى هذه الاعمال في ايام العطلة الدراسية.
قضية للمناقشة:تغيير أسماء أم محو ذاكرة؟!
نشر في: 23 أكتوبر, 2009: 05:34 م