جلال حسن لا وجود لإحصائية دقيقة عن اعداد الايتام والارامل في العراق. ولم تـُصدر دائرة الاحصاء، أو وزارة التخطيط اية ارقام بهذا الخصوص. ولكن يبدو ان هناك استنتاجات صادرة عن لجان مختصة ،او منظمات انسانية تعمل بالمنطق التقريبي لمعرفة اعدادهم من عام1980 حتى الان ،
ونتيجة لما مرمن حروب وحصار اقتصادي وعمليات ارهابية، فكانت نتيجتها ثلاثة ملايين طفل يتيم ومشرد ، محرومين من ابسط حقوق الحياة. ثلاثة ملايين يتيم، رقم مفزع ويثير اكثر من تساؤل، وربما يُشَكّ به ، ولايَقبل التصديق. ولكن بوقفة حسابية بسيطة، قد يقبل التصديق ويكون مقبولا، لهول المآسي التي مرت بنا طيلة اكثرمن ثلاثين عاما. وزارة التخطيط والتعاون الانمائي تقدر اعداد الارامل والمطلقات بمليون امرأة، وبحسابات معدل الانجاب مع اعداد الارامل. تكون النتيجة أكثرمن ثلاثة ملايين طفل يتيم.. رقم مذهل لا نريد ان نصدقه . لكن واقع الحال يشير بمرارة الى نتائجه الوخيمة على المجتمع وآثاره المستقبلية. وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تعترف بعدم وجود احصائيات وارقام دقيقة لعدد الارامل والمطلقات والايتام في العراق .لكنها تؤكد وجود 130 ألف عائلة مستفيدة من نظام الرعاية الاجتماعية للمطلقات وفاقدات الازواج . وان هناك اكثر من 900 الف مستفيد من نظام الحماية، وهم يعيشون تحت خط مستوى الفقر. الوزارة تحمل صدق ارقامها من خلال ما مسجل في بياناتها وسجلاتها، والتي تكشف مقدار ما يصرف لميزانية الرواتب الشهرية. ويبدو ان واقع الحال يشير الى ان مستقبل حياة ثلاثة ملايين طفل ليس بالامر الهين، بل انه امر خطير ينبئ بمستقبل مجهول، يؤدي الى مشاكل واعتلالات وانحرافات قد تغرق المجتمع في دوامة من الخوف والمآسي، فما الحل ؟ الحلول قد تكون غير شافية بحل المشكلة جذريا ووفق معالجات موضوعية ناجعة ، ولكن معالجة الجروح تبدأ بوضع الضماد اولا. اذن تقع على عاتق وزارة العمل المسؤولية المباشرة بإيجاد معالجات آنية او بعيدة المدى لهذه الشريحة المظلومة التي عانت وما تزال تعاني العوز والحرمان والجهل والمرض. اما الوزارة الثانية والتي من المفترض ان تقوم بواجباتها على افضل وجه وتتجه باهتماماتها اكثر من غيرها لاسباب تكوينها الوزاري – على اقل تقدير - الا ان هذه الوزارة مشغولة ومنذ تأسيسها وحتى اليوم بعمل واحد لا بديل له ، هو ندوات بشأن الكشف المبكرعن سرطان الثدي. وما تدري حتى الان، كم من الصدور استأصلت بعمليات جراحية من الدرجة الكبرى والصغرى نتيجة التأخير في التشخيص، التشخيص المتأخر جدا يا وزارة المرأة.jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : أرامل وأيتام
نشر في: 23 أكتوبر, 2009: 05:41 م