TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > البحث عن فرصة العمل يدفع النساء الى تناسي المخاطر الامنية

البحث عن فرصة العمل يدفع النساء الى تناسي المخاطر الامنية

نشر في: 23 أكتوبر, 2009: 06:40 م

بعقوبة/ وكالات«هدفنا واحد واسبابنا مختلفة»، بهذه الكلمات اختصرت احدى نساء مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى اسباب تواجدها مع عدد من زميلاتها عند بوابة ثكنة عسكرية بانتظار الاعلان عن اسماء الفائزات بفرصة عمل ضمن تنظيم امني يطلق عليه بنات العراق الذي يعتبرنه سفينة نجاة من البطالة، برغم المخاطر المحيطة بهذه الخطوة.
ففي طابور طويل يتعدى مائة متر، واجواء حارة، واجراءات امنية مشددة، اجتمعت سعاد الارملة، ودعاء المطلقة، ونسرين المهجرة، وفهيمة العانس، وهن أمثلة لنساء عراقيات من شرائح موجودة في المجتمع ،في ذلك المكان بحثا عن فرصة عمل حيث قدمت هؤلاء النسوة ملفات الطلب بانتظار الفوز، سعيا للحصول على مورد مالي لتلبية متطلبات الحياة وتوفير مدخولات للعوائل.وقالت مسؤولة تنظيم بنات العراق في محافظة ديالى وجدان عادل بحسب وكالة (شينخوا): أن موافقات رسمية حصلت مؤخرا من قبل القيادات الامنية المشتركة على طلب لزيادة عدد منتسبات تنظيم بنات العراق «مائة متطوعة جديدة من أجل الاستفادة من العنصر النسوي المتدرب في عمليات التفتيش قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة»،مشيرة إلى أنه سيتم جعلهن خطا امنيا في مراكز الاقتراع. واضافت «جرى الاعلان قبل ايام عن توفر فرص للعمل في صفوف التنظيم، وكان الاقبال كبيرا جدا ووصل إلى عدة مئات من النساء، بالرغم من مخاطر هذا العمل، وتم تشكيل لجنة مختصة لتدقيق طلبات المتقدمات ووضع شروط واليات للقبول». واوضحت ان القبول اعطى الاولوية للمتقدمات للانخراط في صفوف تنظيم بنات العراق للارامل بسبب اعمال العنف، أو المطلقات، وكذلك النساء من العوائل المهجرة، فضلا عن العوانس، في اطار برنامج يهدف الى دعم هذه الشرائح. ومشروع تنظيم بنات العراق تم تشكيله عام 2007 باشراف القوات الامريكية، ويعتمد على العنصر النسوي في اعمال التفتيش، لمواجهة ظاهرة النساء الانتحاريات، وتمنح كل متطوعة راتبا شهريا يقرب من 300 دولار عندما كانت تلك القوات تشرف على تمويله.وتمر ساعات الانتظار وترتسم علامات القلق على بعض الوجوه، بعد إجراء المقابلات من قبل اللجنة المختصة لجميع النساء المتقدمات، وكانت النتائج من نصيب، سعاد، ودعاء، ونسرين، وفهيمة إلى جانب عدد اخر ممن تم قبولهن كمتطوعات في التنظيم ،فتبددت تلك الهواجس، وزال الخوف لديهن من فقدان هذه الوظيفة التي تعد موردا ماديا لعوائلهن الفقيرة.وتبدأ سعاد(40عاما) بسرد قصتها قائلة»فقدت زوجي قبل عامين بعد مقتله على يد مسلحين غربي مدينة بعقوبة، ولدي اربعة اطفال صغار، وجئت اليوم بحثا عن فرصة عمل». واوضحت والابتسامة تعلو وجهها بعد أن عرفت بوجود اسمها بين الفائزات»اتيت للانخراط في تنظيم بنات العراق لاني اردت أن اعمل، من أجل عائلتي الصغيرة بعدما تقطعت بي السبل ،ولم اجد وظيفة ،لاني لا املك شهادة دراسية، فقد حرمتني الظروف من اكمال الدراسة»،مؤكدة انها تخشى على مصير اولادها ومستقبلهم لانها تنحدر من عائلة فقيرة، وزوجها كان عاملا بسيطا ،لم يكن موظفا حكوميا، وتنسى المخاطر المحيطة بهذا العمل.وبدأت سعاد تظهر شيئا من الابتهاج والسرور عندما علمت أن اسمها ضمن قوائم الفائزات، وهي تردد ..الحمد لله.. ،وكادت الدموع تسيل على وجنتيها لشدة الفرح». أما دعاء فهي ام لطفلين صغيرين، انفصلت عن زوجها بعد مغادرته العراق منذ سنوات، ليقيم في احدى دول الجوار، متناسيا عائلته واحتياجاتها، وقالت» قررت الانفصال عنه والاعتماد على نفسي في تربية الطفلين ،إن هدف الانخراط في تنظيم بنات العراق هو تأمين مورد مادي لاطفالي الصغار وهي فرصة حظيت بها اخيرا، والحصول على وظيفة أول الطريق بالنسبة لي»،موضحة أن كل إمرأة معتمدة على نفسها في كسب قوتها تكون اقوى في مواجهة مصاعب الحياة. وعبرت دعاء عن سرورها وهي تسمع اسمها بين الفائزات وقالت»تبددت مخاوفي ،الحمد لله نجحت وجرى قبول طلبي في الانخراط في تنظيم بنات العراق، أنا بانتظار استلام العمل، والراتب الشهري».وفي ذات الطابور تلقت، فهيمة (35عاما) التي فاتها قطار الزواج وصارت في قائمة العوانس، لتجد نفسها أمام مسؤولية إعالة الاسرة بعد وفاة ابيها ،وقالت «إن الحروب والعنف كبدت المجتمع خسائر لا تعوض، وحملته الاحزان»،مؤكدة أنها تقدمت بطلب للانخراط في صفوف بنات العراق باعتبارها فرصة جيدة لها وسفينة نجاة من البطالة المستشرية بشكل كبير، لانعدام فرص العمل، بعدما تسببت اعمال العنف بتوقف أو تدمير عشرات المعامل والمصانع. واختتمت فهيمة حديثها بتصفيق وابتسامة عندما سمعت اسمها ضمن الفائزات، معربة عن سعادتها للخبر، وتعتقد أن الحظ إبتسم لها، وربما سيسمح لها باللقاء بشخص تكمل معه مسيرة حياتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram