بغداد/ المدى والوكالاتانجزت الحكومة ملف «تفجيرات الاربعاء الدامي» الذي استهدف وزارتي الخارجية والمالية، واوقع مئات القتلى والجرحى تمهيدا لعرضه امام المحقق الدولي الذي سيتم تكليفه من قبل الامم المتحدة بمتابعة طلب تشكيل محكمة دولية خاصة، في وقت كشفت مصادر مطلعة وجود ادلة تثبت تورط اطراف في الحكومة السورية بدعم الجماعات المرتبطة بالعنف وتنفيذ التفجيرات التي استهدفت وزارتي الخارجية والمالية.
وقال عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان حسن السنيد، ان «العراق هيأ بشكل كامل الملف الخاص بتفجيرات الاربعاء الدامي تمهيدا لعرضه على المحقق الدولي الذي سيتم تعيينه لمتابعة القضية»، لافتاً الى ان «الجهات المعنية ستعرض على المحقق الدولي جميع الصور والادلة والتحقيقات مع الارهابيين لاثبات احقية العراق في المطالبة بتشكيل المحكمة». وأكد السنيد في تصريحات صحفية ان «هذا الامر غير موجه ضد سوريا او اي دولة اخرى وانما يستهدف الارهاب العالمي»، مشيراً الى ان «لجنة الأمن والدفاع اطلعت على كثير من الحقائق والاعترافات وتوصلت الى قناعة راسخة بأن مسعى الحكومة الى تشكيل محكمة دولية امر لا مفر منه للتحقيق في احداث الاربعاء الدامي والقصاص من المتورطين فيها».في غضون ذلك، بحث وزير الخارجية هوشيار زيباري مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير خلال اتصال هاتفي، الجهود الديبلوماسية العراقية في مجلس الأمن بشأن تفجيرات آب الماضي. واوضح بيان لوزارة الخارجية ان زيباري الذي اجرى اتصالا هاتفيا مع كوشنير»اكد تطلع العراق الى مساندة فرنسا لتسمية مسؤول رفيع المستوى من قبل الأمانة العامة للأمم المتحدة للتحقيق وتقييم حجم ومدى الأعمال الإرهابية يوم 19 آب الماضي ضد مؤسسات الدولة والمواطنين»، موضحا ان «كوشنير اعرب عن تفهم فرنسا للطلب العراقي وجديتها في متابعته مع أعضاء مجلس الأمن والأمانة العامة».وكانت الخارجية العراقية قد اعلنت مؤخراً ان الايام القليلة المقبلة ستشهد ارسال مبعوث دولي خاص الى بغداد للتحقيق بتفجيرات الاربعاء.وفي سياق متصل، كشفت مصادر برلمانية مطلعة عن وجود ادلة تثبت تورط شخصيات في الحكومة السورية بدعم وتمويل الجماعات المعارضة اوتلك المرتبطة بجماعات العنف والتي سهلت تنفيذ تفجيرات الاربعاء الدامي. واكدت المصادر بحسب صحيفة المستقبل اللبنانية ان «المعلومات تفيد ايضاً بوجود معسكرات سرية متكاملة للتدريب ومقار خاصة وتسهيل لاصدار جوازات السفر المزورة واماكن عمل ووسائل اعلامية تروج للافكار المتطرفة وتحظى بدعم وتغطية من الحكومة السورية التي توفر الحماية والملاذ الآمن لها»، موضحة ان «بغداد تمتلك كل الادلة والمعلومات بشأن تلك التحركات، وهو ما دفع الحكومة للمطالبة بتشكيل المحكمة الدولية للتحقيق في العملية الارهابية التي انطلق من نفذها من الاراضي السورية».يذكر ان العلاقات العراقيةـ السورية شهدت توتراً كبيراً عقب اتهام بغداد بتورط قياديين بعثيين يقيمون في دمشق، بتفجيرات الاربعاء الدامي، وهو ما نفته السلطات السورية على مدى جولات الحوار التي جرت بين مسؤولي البلدين.