TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > في المدى بيت الثقافة والفنون:علي جواد الطاهر..مربي جيل التطلع ومجدد النقد الادبي

في المدى بيت الثقافة والفنون:علي جواد الطاهر..مربي جيل التطلع ومجدد النقد الادبي

نشر في: 23 أكتوبر, 2009: 07:09 م

متابعة/ محمود النمرأقامت المدى بيت الثقافة والفنون صباح امس في شارع المتنبي حفلا استذكاريا للناقد الراحل ومربي الأجيال د/ علي جواد الطاهر، تثمينا وتقديرا لدوره في مجال النقد الادبي. وحضر حفل الاستذكار عدد كبير من الادباء والنقاد وعائلة الراحل، فضلا عن عدد من الفضائيات التي دأبت على نقل وقائع ما تقوم به (المدى) بيت الثقافة والفنون من نشاطات ثقافية وفكرية وفنية.
وأدار حفل الاستذكار الاعلامي احمد المظفر الذي اثنى على جهود الناقد الراحل د.علي جواد الطاهر، وما قدمه من خدمات جليلة في مجال نقد القصة والرواية والشعر، حتى بات علماً من اعلام النقد الادبي ليس في العراق حسب، وانما في الوطن العربي ايضا، اذ كانت نقوده هدياً للادباء وهو يخوض في أدق تفاصيل اعمالهم الادبية.ثم القت د.نادية العزاوي محاضرة عن الراحل بعنوان (عاشق الكتاب) جاء فيها: بإمكان من يتأمل في تجربة علي جواد الطاهر العريضة ان يعثر على الكثير من المداخل والمخارج التي تصلح شهادات ودراسات عنه، وهذا دليل على ثراء هذه التجربة التي هي خلاصة دأب ثقافي استمر لنصف قرن كان فيه على تماس مع الاحداث الثقافية البارزة في هذا البلد. كان استاذا ومقالياً وناقدا وباحثا أكاديميا يجمع في اهتماماته وتآليفه بين التراث والمعاصرة، اسفر هذا الدأب عن اكثر من ثلاثين كتابا مطبوعا وعدد آخر ما زال مخطوطا.واحد من المداخل الطريفة والممتعة في تجربته علاقته الحميمة بل الوثقى بالكتاب والتي بلغت حدا جديرا بوصف (العشق) الذي يفوق مستوى الالفة والمحبة المعتادة الى الاستغراق التام في المعشوق، فلا يعود الكتاب ترفاً او تسلية، او اعتياداً بل ضرورة وجود على وفق منطق:-أنا أقرأ: إذا أنا موجود.وعلى نحو ما تؤكده عباراته الكثيرة في تضاعيف كتبه أمثال: (أن الكتاب حياتي.. إذا ابعدتني عن الكتاب او أبعد الكتاب عني فلن اتنفس، فضلا عما يخرج به الرصد الاسلوبي لالفاظه التي يتداولها خاصة حين يتحدث عن كتاب ما او مجلة او موسوعة قرأها وتمنى امثالها في المكتبة العراقية، انه يستعمل مفردات وتراكيب تكشف عن عمق الرباط الوجداني الذي يشده الى الكتاب، عبارات مثل: (غرقت في روايات جرجي زيدان)، (وقعت كمن وقع على كنز على كتاب)، (قرأته بنهم وشوق).(الكتاب كتاب جليل وجميل ومفيد للاستاذ والطالب، للمحترف والهاوي).انه يدرك تماما ان الوقوع في دائرة (الغواية) حالة خاصة جدا مختلفة عن حالة (الطلب) عند الكثير من البشر ممن يربطهم الكتاب بقاسم مشترك ما. ان الطاهر في الصميم من دائرة الغواية هذه وهو يتحدث عن بعض الكتب الاثيرة لديه لاعتبارات موضوعية تتعلق بمادة الكتاب والمنهج واسلوب المؤلف، ولكنه يغادر الموضوعية حين يخرج الامر عن حد المطالعة والقراءة المدققة الى حالات من الهيام والوله كقوله عن كتاب (تاريخ النقد الادبي عند العرب) لمؤلفه (طه أحمد ابراهيم): فما كدت اتخرج عام 1945 حتى ظفرت بنسختين يتيمتين في مكتبة الحلة فاقتنيتهما من دون نقاش: واحدة لي واخرى لزميل.. وما زلت احتفظ بنسختي تلك اثرا عزيزا عليّ أثيرا لدي ثم وقعت على نسخة اخرى في القاهرة هذه المرة فيما احسب فاقتنيتها حرصا على الاولى او على الاثنتين من ان تفقد احداهما.ثم تحدث بعدها الشاعر د.محمد حسين آل ياسين حديثاً شيقا لفت اليه انظار الجمهور من الادباء الحاضرين اذ قال: ان الطاهر ليس ناقدا تقليديا او مقاليا، وانما كان اكثر من كل هذا، وهو يتنقل بين حقول النقد، واضاف: وبالرغم من انه لم يكن لغويا الا انه كان ضليعا في اللغة العربية، يعرف تفاصيلها الدقيقة، معرفة المختص الكبير فضلا عن حب طلابه له الذين اسدى اليهم من بحر معرفته الشيء الكثير.. وتابع آل ياسين محاضرته قائلا: الطاهر اكثر بكثير من ان يكون مثلي، فقد سئلت عنه في لقاءات صحفية كثيرة، فكنت اقول: الطاهر رجل لم ير مثله، وكنت اعني كل حرف في هذه الجملة، لانها اختصرت تجربة طويلة من التلمذة عليه في ثلاث مراحل جامعية، انا تلميذه في –البكالوريوس- وفي الماجستير وفي الدكتوراه، وصديقه وزميله والمرتبط به، فمن لم يعرف الطاهر كما اعرفه لا يستطيع ان يتحسس المعنى الذي ابادر اليه عندما اقول –رجل لم ير مثله- كان اكبر من ان يكون استاذا، واعظم من ان يتحدث عنه مؤلفا، واوسع من ان يكون مقاليا، او محققا او مؤرخا، هو اكثر من ذلك بكثير من غير ادعاء.أما الدكتور ابراهيم علي شكر فقال في محاضرته:ان المعايير النقدية لم تكن ناشئة في العراق على حد تعبير الطاهر نفسه.. بمعنى ان الصلة بين النقد العربي القديم والنقد العراقي تكاد تكون مقطوعة انقطاعا طويلا، على الرغم من دخول القصة وفن المسرحية وفن المقالة عن طريقين: اولهما عن الغرب مباشرة، والآخر غير مباشر من بوابتي الشام ومصر.ومصطلح الناشئ اراد به (النقد) بوصفه سائرا سيرا وئيدا، فهذا التحديد اجمله الدكتور الطاهر ليؤسس معيارا للنقد يطالب فيه بالاعتماد على الاثار العالية التي تنفخ في النقد القوة وتبعثه على القول، لان الاثار المتوسط والرديئة تبعث على الخمول، ولم يكتف بذلك حسب انما يريد الطاهر الا يلتفت الناقد الى اصحاب الاثار المتوسط والرديئة، واذا ما التفت فانه سيضاعف مأساته ويزيد من حيرته.فهذا التأسيس يقودنا الى حدود الطاهر التي رسمها للقصة والقاص، ليميز القاص من الاخرين في المجتمع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

خطوة جريئة: ممثلون موصليون شباب ينتجون فيلم أكشن

خطوة جريئة: ممثلون موصليون شباب ينتجون فيلم أكشن

الموصل / سيف الدين العبيدي في سابقة فنية، تمكن مجموعة من الممثلين الشباب من مدينة الموصل من إنتاج أول فيلم أكشن في تاريخ السينما العراقية، معلنين بذلك عن انطلاقة جديدة في عالم الفن السابع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram