TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > عبدالمجيد الغزالي..الرائد الأول للصحافة العمالية

عبدالمجيد الغزالي..الرائد الأول للصحافة العمالية

نشر في: 25 أكتوبر, 2009: 05:22 م

اجرى الحوار: شهاب احمد الحميد كثيرون، هم اولئك الذين يعطون كامل ثقلهم لدفع عجلة التاريخ الى امام.. ولكن اقل من القليل هم اولئك الذين تعانق أسماؤهم صحائفهم المشرقة.. اجل، قبل فترة قرأت مقابلة صحفية حول اثر الصحافة العمالية في نشر الوعي القومي والطبقي في العراق مع احد الدارسين بكلية الاداب بجامعة بغداد الذي اعد رسالته لنيل شهادة الدكتوراه في آداب اللغة العربية..
 وقد اثار انتباهي –اعتقاد ذلك- بان صاحب اول صحيفة عمالية في العراق وهي مجلة العامل كان عامل طباعة.. فاخذت ابحث عنه.. واقتفي اثاره هنا وهناك حتى وجدت ضالتي.. متسائلا عنه من دون معرفة سابقة به.. -نعم انا عبدالمجيد حسن الغزالي.. عامل المطبعة والصحفي المتقاعد.. ولكن متقاعد هكذا اجابني وهو يفتح الي باب القلب والدار وهو يرتدي الدشداشة البيضاء بوداعته المازحة دون موعد او لقاء. وعندما هم بتدبير اسباب الضيافة البغدادية قلت لنفسي.. وانا ارقب خطواته لابد انه يتمتع بذاكرة شابة.. وعند جلوسنا بادر بالسؤال – تفضل- فاعطيته الصحيفة التي نشر فيها التحقيق تناولها مني شاكرا واخذ يعتذر مني بان المرتب الذي كان يواصل العامل اكثر من عشرين ساعة يوميا لم يعد يستطيع قراءة اسمه بصورة جيدة.. فدخلنا بالحديث المباشر!! متى بدأت قصتك مع الطباعة..؟ -في سنة 1922 فصل والدي من الوظيفة نتيجة شجار مع احد الضباط الانكليز وكان عليّ ان اواجه الحياة في سن مبكرة.. اشتغلت عامل (طين) ثم اقتفيت اثر شقيقي الكبير.. ودخلت في مهنة الطباعة لاني كنت اجيد القراءة والكتابة بصورة جيد. وكيف دخلت المطابع؟ ذهبت الى مطبعة دار السلام، ورجوت صاحبها المرحوم – سعيد افندي،، الموافقة على اشتغالي.. فتناول قصاصة ورق ليمتحنني في الكتابة عليها.. ثم وافق على ان اعمل في مطبعته بصفة (مداوم) بدون راتب.. وهذا يعني التزامي بجلب الشاي والماء واكل للخلفات وفي اقرب فرصة اضع التختة تحت قدماي لاعتلي (تزكاة) الحروف. وهل استمررت بدون راتب؟ كلا.. في الشهر الاول اعطاني (10) روبيات وفي الشهر الثاني احتسب لي (30) روبية حتى اصبح راتبي خلال سنتين من بدء اشتغالي بمطبعة دار السلام ثمانين روبية وهو اقصى راتب كان يتقاضاه المرتب الجيد في العشرينيات حتى اصبحت بعدها شريكا بمطبعة الاداب. ألم تشتغل بمطبعة اخرى؟ فاتني ان اذكر لك باني اشتغلت رئيس مرتبين بمطبعة الفلاح لصاحبها عبداللطيف بيك الفلاحي بعد اجازة الاحزاب بالعراق التزمت مطبعة الفلاح طبع جريدة (نداء الشعب) التي اصدرها حزب الشعب.. وكان رئيس تحريرها ابراهيم حلمي العمر.. ويشارك في التحرير يوسف ضياء وثابت عبدالنور،، ولكن ياسين الهاشمي رئيس الحزب كان يشرف على امور الجريدة ويحرر المقال الافتتاحي.. وقد كتب فيها فهمي المدرس مقالات سياسية احدثت صدى مدويا في حينه،، ولم استمر طويلا بمطبعة الفلاح بسبب التهديد والوعيد الذي كان يكيله لي ثابت عبدالنور على اثر الخطأ الذي حدث في الجريدة حيث عدت لمطبعة دار السلام ثانية. وماهو الخطأ الذي وقع في الجريدة؟. -اوّد ان اعطيك فكرة حول خلفيات تعامل ثابت عبدالنور معنا كعمال في الجريدة.. كان هذا الرجل يأتي الى المطبعة بعد انتهاء جلسات مجلس النواب المسائية،، دائما ما تكون الجريدة اما جاهزة للطبع او ان يكون الطباع عبدالعزيز الدباس يقوم بضبط صحائفها في ماكنة الطبع فيطلب من المرتبين ابدال هذا الخبر او ذاك من اخبار الصفحة الاولى بخبر اخر حول صناعة القطن او اخبار شركة محلج القطن في العزيزية التي كان هو احد المساهمين فيها، وفي كل مرة يتذمر العمال (الطباع والمرتبين) حيث يكونون قد قطعوا ست عشرة ساعة من العمل المتواصل ولكن هذه المرة خرجوا جميعهم ولم يبق سواي في المطبعة وما علي الا تنفيذ رغبته، فاجريت اللازم ورتبت الخبر المطلوب وكان في مكان بارز من الصفحة الاولى وبحرف (36) بونط تحت عنوان تصريحات مهمة للنائب ثابت عبدالنور، وفي صبيحة اليوم التالي ظهرت الصحيفة في الاسواق والباعة ينادون باعلى صوت (تصريحات مهمة للنائب ثابت عبدالثور)!!. وما قصة شراكتك بمطبعة الاداب؟. -فشلت طبعا.. بعد ان تم حجز المطبعة لمدة ستة اشهر والحكم علي بمثلها من قبل محكمة جزاء بغداد الاولى بسبب استنكار المعاهدة العراقية –البريطانية لسنة 1930.. وماهي علاقة المطبعة باستنكار المعاهدة؟. -كنت احد الذين خرجوا من الحزب الوطني الذي كان يرأسه المرحوم جعفر ابو التمن وذلك بسبب المواقف الجامدة للحزب ازاء السلطة انذاك كان لمزاحم الباجه جي تأثير مباشر على الحزب في اتخاذ سياسة المهادنة اسلوبا للعمل.. وقد تفجر الموقف جراء تلك المعاهدة الجائرة،، واحتدمت المناقشات في داخل الحزب الى الحد الذي خاطبنا فيه (ابو التمن) قائلا،، اشتغلوا خارج صفوفنا وكان على رأس الذين خرجوا من الحزب الوطني عزيز شريف وفائق السامرائي وعبدالقادر البستاني وخليل كنه وحسين جمل ويونس السبعاوي وعمر خلوصي واحمد قاسم راجي وغيرهم وقاموا باعداد بيان الاستنكار للمعاهدة العراقية البريطانية التي كان ظاهرها ادخال العراق في عصبة الامم وجوهرها تثبيت اركان السيطرة الاستعمارية الهادفة الى نهب خيرات البلاد.. وتم طبع البيان المذكور بمطبعة الاداب التي كنت مسؤولا عنها.. فداهمت الشرطة المطبعة واغلقتها، وفي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram