اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > خسره الأدب ولم تكسبه الصحافة!!

خسره الأدب ولم تكسبه الصحافة!!

نشر في: 25 أكتوبر, 2009: 05:26 م

*لم اعرف بين من عملت في صحفهم من رجال الصحافة رجالا كالزميل لطفي بكر صدقي. الاديب الذي خسره الادب ولم تكسبه الصحافة، والانسان الذي خرج خالي الوفاض من الصحافة والسياسة على حد سواء! *فلقد وهب الزميل صدقي اسلوبا في النثر يرتفع به الى اجمل ما يتطلع اليه صاغة الشعر
وهو في وصفه وتصويره وتأثيره يفوق استاذه ابراهيم صالح شكر كثيرا ولا عبرة فيما حازه هذا الرجل من التفات وتقدير في الحياة والملمات،، فان مقولة (صانع الاستاذ.. استاذ ونصف) ان صحت في امر فهي قد صحت وثبتت واقعيا عند مقارنة هذا الاستاذ بتلميذه! *لقد برز الزميل صدقي في نثره البديع وقصصه الرائع الجميل ونقده اللاذع وفي بعض صوره بروزا ظاهرا، ولكنه لم يقنع به فطلب المزيد، ولكن ماكل ما يتمنى المرء يدركه ولئن لم يعمر (الوميض) الا بقدر ما يعبر عنه معناه اللفظي. فلقد افسح له المجال في (البلاد وفي (عطارد) وغيرها من الصحف والمجلات. *وقد دفعته رفقته لبعض المثقفين وعلى رأسهم المرحوم حسين الرحال نحو الادب واتجه الى وجهات فكرية اخرى لم يتسع لها اسلوبه الكتابي. بل ان اسلوبه لم يخلق للتعبير عن هذه الاراء فلم يحتفظ لنفسه باحد وجهي العملة فكان من ذلك صمته الذي هو في بعض الاحيان ابلغ من الكلام! *ولو لم تكن ملكات لطفي الادبية ارسخ من قدرته على الصحافة لاستطاعت حرفة البحث عن المتاعب ان تجهز على تلك الملكات، بل ان هذه الملكات هي التي حالت دون انجرافه فيما انخرطت فيه من اندفاعات وطنية خالصة قادته مع من ساهموا في اسناد ثورة مايس الوطنية فكابد ماكابد من غصص النفي والتشريد، وبعد فأنه لعزيز على الادب العراقي ان نبحث بين اثار ادبائه فلا تجد لمطبوعهم اثرا واحدا ومن بينهم الزميل لطفي بكر صدقي الفذ بين معاصريه!.. البراك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

ثورة العشرين الأسباب والنتائج

بيوتات الكاظمية في العهد الملكي

الكاظمية المقدسة في العهد الملكي

تاريخ العملة العراقية :منذ عهد الملك فيصل الاول وحتى بداية العهد الجمهوري

محاولة تقديرية لجرد أسماء الضباط الأحرار في العراق

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram