عبدالله السكوتيجاءني (احميّد الفهد) يولول هذه المرة فقد اذهله ماتداولته وسائل الاعلام عن الانفجارين اللذين طالا وزارة العدل ومجلس محافظة بغداد، حيث اسفرت التفجيرات عن استشهاد اكثر من 132 وجرح 500. شاركته الحزن والاسى فاندفع يتكلم بصوت عال (عمي احنه حجايتنه مثل هذا الفلاح اللي مايرد السلام ) قلت وماهي حكاية الفلاح.
قال :كان في قريتنا فلاح يزرع بطيخا وفي يوم من الايام وقف معه ابنه في المزرعة فسلم عليهما احد المارة فاجابه الفلاح بشتيمة، تعجب ابنه وقال: لماذا تقابل التحية بالشتيمة فقال لابنه (ابني السلام ايجر كلام والكلام ايجر بطيخ) لم يفهم الشاب ما الامر وطلب من ابيه ايضاحا، فقال انا ازرع البطيخ منذ زمان طويل (والرايح والجاي ايمر بيه) يسلمون فارد السلام ثم يقفون ويتحدثون ومن ثم يسألون على البطيخ كيف هو البطيخ؟ اهو حلو؟ فاجيب انه جيد جدا فيقولون نريد ان نتذوق هذا البطيخ الريان. وهكذا جرت الامور حتى بقيت على (الحديدة) كل موسم يضيع هباء مثل الذي سبقه الى ان قررت ان اقطع الطريق عليهم ولا ارد عليهم السلام ولم يجدوا في هذا حاجزا فقاموا يسألون لماذا لاترد السلام فاحتج بشتى الحجج ولكن الامر ينتهي ايضا بالبطيخ فقررت ان اشتم من يأتي للمزرعة ويجعل حجته في اخذ البطيخ التحية. ان الارهابيين الاتين من دول الجوار (وبدليل تفجيرات مجلس محافظة بغداد ووزارة العدل) ضالعون في تفجيرات الاربعاء الدامي، فلقد برمج الارهابيون عملهم على اساس تخريب بنية الدولة المدنية الجديدة، فبدأوا بوزارة الخارجية ولم ينتهوا بوزارة العدل، هذا يعني ان للارهابيين برنامج عمل موضوعاً من خبراء وان هؤلاء ليسوا جماعات متفرقة وانما هم حزب (أو عصابة) يمتلك ايديولوجية مبرمجة على اعمال القتل والتخريب، وما يتوقعونه من تدمير بنية الدولة هو ماسيحدث بعدانسحاب القوات الامريكية فيمنون انفسهم بالحكم مرة ثانية، يغيضهم ان يروا دولة متكاملة الاجهزة وربما ستتطور خلال السنتين الاتيتين ومع وجود خطهم الداعم من سوريا لايمكن ان تتوقف التفجيرات ولا العبوات الناسفة، على العراق بعد تكرار التفجيرات وفي وزاراته المهمة بالذات ان يضع في حساباته غلق الحدود مع سوريا وتفعيل دعوى المحكمة الدولية والا سوف يفلت زمام المبادرة ويصبح بيد الارهابيين،قلت له الا يمكن ان تكون القاعدة قال : من الممكن القاعدة ومن الممكن غير القاعدة ولكن مايجعلنا نقول ان الارهابيين اتوا من دول الجوار لوضوح العملية وخصوصا الاتجاه الجديد الذي بدأ بالاربعاء الدامي بضرب مؤسسات الدولة ووزاراتها ، ومثل مابدأنا السلام يجيب كلام والكلام يجيب بطيخ، مانعنيه ان المباحثات مع سوريا والمفاوضات لم تأت بنتيجة بقدر ما اتت بتفجيرات اضافية. عقب( احميّد الفهد) ان اطرافا عديدة تريد افشال تجربة العراق وقطع الطريق امامها متمسكة بحكم الرجل الواحد الذي يمتطي كرسي الرئاسة من ولادته حتى ان يسلم الكرسي الى طاغ آخر ، هذه الحكومات مليئة بالثورية حسب عقلية هؤلاء، اما تداول السلطة والانتخابات فهذه عملية مليئة بالخيانة بالتأكيد ان الامر معكوس والشعب العراقي يدفع على ايدي هؤلاء ثمن حريته وديمقراطيته ، مع مانرى من موت نحن نستطيع تغيير رؤسائنا اما هؤلاء فقد اصبحوا مطية لحكامهم يسومونهم سوء العذاب.
هواء في شبك: (السلام يجيب كلام والكلام يجيب بطيخ)
نشر في: 25 أكتوبر, 2009: 08:34 م