لندن/ اف بصرح الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في مقابلة مع شبكة تلفزيونية بريطانية بثت امس الاثنين انه يجب السماح للدول العربية و"حتى للدولة الفلسطينية اذا قامت" بامتلاك السلاح النووي طالما ان لا قيود على الطموحات النووية الاسرائيلية.
واكد القذافي للشبكة انه طالما ان الحال كذلك فعلى المجتمع الدولي ان يسمح لجيران اسرائيل بامتلاك السلاح النووي. وقال القذافي "اذا كان الاسرائيليون يملكون السلاح النووي والطاقات النووية، فمن حق المصريين والسوريين والسعوديين عندها امتلاك هذا السلاح، حتى الدولة الفلسطينية اذا قامت يجب ان تكون عندها اسلحة نووية لان اخصامها يملكون قدرات نووية". واضاف "اذا لم نكن نريد هذا الوضع، عندها علينا ان ننزع الاسلحة والقدرات النووية الاسرائيلية". واكد الزعيم الليبي معارضته امتلاك ايران السلاح النووي اذا اعترفت طهران بسعيها الى تحقيق هذه الغاية، مشيرا في الوقت عينه الى ان البرنامج النووي الايراني سلمي، وهو ما يشكك فيه الغرب. وقال الزعيم الليبي ان "ايران لم تقل حتى اليوم انها تصنع سلاحا نوويا: ايران تقول انها تخصب اليورانيوم". واضاف "اذا صنعت ايران اسلحة نووية، عندها سنكون جميعا ضدها. الا ان ايران لم تقل ذلك". وتابع "موقفنا واضح ويجب ان يكون واضحا وبديهيا ، نحن ضد ان يصنع اي كان سلاحا نوويا او ان يمتلكه، سواء اكان ايران ام اميركا ام ليبيا ام الاسرائيليين". من جهة اخرى اعتذر القذافي للمرة الاولى عن مقتل شرطية بريطانية برصاص اطلق من السفارة الليبية في لندن، مؤكدا في الوقت عينه ان القاتل لم يعرف. وكانت ايفون فليتشر (25 عاما) قتلت برصاصة في الظهر عندما كانت تراقب تظاهرة سلمية خارج السفارة في 17 نيسان 1984. وطرحت مجددا قضية مقتلها اثر الافراج في آب الماضي عن عبد الباسط المقرحي الليبي المدان بتفجير لوكربي فوق اسكتلندا. وردا على سؤال عما اذا كانت لديه رسالة الى اسرة فليتشر، قال القذافي "اعرف ان امورا كهذه تحدث. اعرف ان شرطية قتلت عندما كانت تقوم بواجبها". واضاف "انها ليست عدوة لنا ونحن نشعر بالاسف دائما ونعبر عن تعاطفنا لانها كانت تقوم بواجبها وكانت هناك لحماية السفارة الليبية وهذه هي المشكلة التي يجب ان تحل -- لكن من اطلق النار؟"، مضيفا "هذا هو السؤال". وابرمت لندن اتفاقا مع طرابلس قبل ثلاث سنوات ينص على ان اي متهم بقتل الشرطية البريطانية يجب ان يحاكم في ليبيا. وطالب البرلماني البريطاني دانيال كاوتشينسكي الذي يرأس لجنة المراقبة القضائية حول ليبيا، الزعيم الليبي بالغاء هذا الاتفاق "المشين"، وبالسماح للمحققين البريطانيين بالعودة الى ليبيا لاستكمال تحقيقاتهم. وقال لصحيفة دايلي تلغراف البريطانية "ليس حسنا ان يعرب المرء عن الاسف ولا يقدم شيئا في المقابل". واضاف ان "القذافي ما زال يعيق العدالة". ولم يعرف قاتل فليتشر حتى اليوم الا ان قضيتها لا تزال مفتوحة، وقد شكت شرطة لندن من ان التحقيقات وصلت الى طريق مسدود بسبب وقف ليبيا تعاونها في هذه القضية. وكانت صحيفة ديلي تلغراف ذكرت مطلع الشهر ان تقريرا سريا حول مقتل فليتشر خلص قبل سنتين الى وجود ادلة كافية لتوجيه الاتهام الى ليبيين اثنين. ونقلت الصحيفة عن محام كشف هذا التقرير قوله ان الليبيين معتوق محمد معتوق وعبد القادر محمد بغدادي يمكن ان يحاكما بتهمة التآمر للتسبب بالقتل. وقالت كيني فليتشر والدة ايفون للصحيفة "ما يثير غضبي هو ان هذين الرجلين كوفئا بمنصبين جيدين في الحكومة الليبية في حين انهما يجب ان يمثلا امام المحاكمة". واخيرا، اكد القذافي ان العلاقات بين لندن وطرابلس باتت "جيدة جدا". وكانت الحكومة البريطانية نفت ان تكون قد مارست اي ضغط من اي نوع على السلطات الاسكتلندية لاطلاق سراح عبد الباسط المقرحي من اجل تحسين علاقاتها مع ليبيا على خلفية اتفاقات نفطية. وكان المقرحي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة اثر ادانته باعتداء لوكربي وافرج عنه لاسباب صحية.
القذافي: يجب ان يسمح للدول العربية بامتلاك السلاح النووي
نشر في: 26 أكتوبر, 2009: 06:47 م