اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > من هناك: الأميركيـــون يعـــودون إلـــى الفلبين مجــدداً

من هناك: الأميركيـــون يعـــودون إلـــى الفلبين مجــدداً

نشر في: 27 أكتوبر, 2009: 06:23 م

د. عبدالله المدني وصول أكثر من 3000 عنصر من عناصر قوات المارينز الأمريكية إلى الفلبين مؤخرا تحت غطاء تقديم المساعدات الإنسانية لضحايا أسوأ فيضانات ضربت هذه البلاد منذ 42 عاما، أثارت مخاوف قوى سياسية كثيرة داخل الفلبين وخارجها من احتمالات أن يكون للأمر علاقة بخطة أمريكية لنشر تلك القوات لاحقا في أقاليم فلبينية مضطربة
مثل جزر سولو التي تشهد حربا أهلية ما بين قوات الحكومة والعناصر الانفصالية الإسلامية المتشددة، بل التي شهدت عاصمتها "خولو" في 14 سبتمبر/ أيلول الماضي محاولة فاشلة لقتل جنود أمريكيين كانوا يفرغون شاحنة من حمولتها، ثم شهدت في 29 من الشهر ذاته مقتل عسكريين أمريكيين مع عدد آخر من نظرائهم الفلبينيين من جراء مرور سيارتهم فوق لغم مزروع، وهي العملية التي نسبت – بسبب أسلوبها ومكان وقوعها - إلى جماعة "أبوسياف" المدرجة أمريكيا وأوروبيا في قائمة المنظمات الإرهابية ذات العلاقة بتنظيم القاعدة المجرم، لاسيما أن تقارير مخابراتية أفادت بحصول الجماعة في الأشهر الأخيرة على كمية كبيرة من المتفجرات المهربة من اندونيسيا على يد بعض الفارين من هناك. وكان مقتل الجنديين الأمريكيين هي الحادثة الثانية من نوعها منذ عام 2002 التي شهد تفجير دراجة نارية قرب مطعم في مدينة "زيمباوانغا" كان يرتاده احد الجنود الأمريكيين، فلقي الجندي مصرعه. وبطبيعة الحال، فإن عدد القوات الجديدة يبلغ خمس أضعاف القوات الأمريكية المرابطة أصلا في الفلبين بموجب الاتفاقية الثنائية التي وقعت في عام 1998 بعد إغلاق مانيلا لقاعدتي سوبك وكلارك الضخمتين في عام 1991 و اللتين تحولتا فجأة من أجمل الأماكن في الباسفيكي لجهة المناظر الخلابة المحيطة بها والتجهيزات الراقية ووسائل الترفيه المبتكرة الموجودة فيها إلى حطام وخراب على اليد الغوغاء واللصوص والمراهقين. ويذكر أن واشنطون – على الرغم من صعوبة أوضاعها الاقتصادية بعيد الحرب الكونية الثانية – استثمرت الكثير في هاتين القاعدتين لضرورات استراتيجية، فأنفقت ملايين الدولارات على استصلاح الأراضي المحيطة بهما وتشييد الضواحي الجديدة ومدها بكل مستلزمات المعيشة والترفيه، حتى غدت سوبك صالحة لرسو وإصلاح السفن الحربية العملاقة، وغدت كلارك مهيأة لهبوط وإقلاع الطائرات الضخمة، فيما غدت المنطقة بأكملها "أكبر سوبر ماركت في العالم" على حد وصف أحد المعلقين. وهذه الاتفاقية الثنائية صار إعادة التفاوض حول بنودها مطلبا اليوم عند بعض القوى المحلية ذات الميول القومية المتشددة، رغم أنها تتعلق بإجراء تمارين وتدريبات مشتركة وتبادل الزيارات والخبرات العسكرية، مع تقييد حرية الأمريكيين في القيام بأنشطة عسكرية على الأرض الفلبينية، وحصر مهامهم في تقديم المساعدات اللوجستية والمعلومات الاستخباراتية من اجل مساعدة قوات الحكومة في عملياتها ضد الإرهابيين والانفصاليين. ويمكن القول: إن ما أثار البعض تحديدا هو تجاوز مانيلا لبنود تلك الاتفاقية وسماحها بمرابطة نحو 600 جندي أمريكي في البلاد، جلهم الأعظم متواجدون في جزيرة "ماندناو" الجنوبية. فمثلا طالبت السيناتورة الفلبينية المشاغبة "مريم سانتياغو" رئيسة الجمهورية "غلوريا ماكاباغال أرويو" بالإجابة عن سؤال محدد هو: ماذا يفعل الأمريكيون في أقاليم تدور فيها رحى المعارك ومزروعة بالألغام؟". ثم أردفت سؤالها بالاستفسار عن توقيت وصول المارينز وعما إذا كان ذلك ردة فعل من واشنطون على حادثتي سبتمبر/ أيلول المشار اليهما. أما أحزاب المعارضة الفلبينية ورموزها فلها رأي آخر مفاده أن حكومة الرئيسة أرويو هي التي تقف وراء تفاقم الأوضاع في جنوب البلاد وغيره من المناطق – بما فيها مقتل الجنديين الأمريكيين – وذلك من أجل إيجاد مبرر مقنع لفرض الأحكام العرفية، وبالتالي تأجيل الاستحقاقات الرئاسية المقررة نهاية هذا العام، أي مع انتهاء ولاية أرويو التي لن تتمكن – بنص الدستور – من الترشح لولاية ثانية. من جهة أخرى حذر بعض قوى المعارضة من ظروف يقتل فيها الجندي الأمريكي مواطنين فلبينيين بحجة الدفاع عن النفس. دحضا لهذه المزاعم وغيرها اضطر مسؤولو وزارة الدفاع للرد بالقول "إننا يجب أن نعرب عن شكرنا للأمريكيين لمسارعتهم بتقديم المساعدات العاجلة بدلا من التهجم عليهم، مذكرين الجميع بأن تلك المساعدات تشمل قيام قوات المارينز ببناء مساكن جديدة لمن شردتهم الفيضانات، وجلب آلات غير متوفرة في البلاد من القواعد الأمريكية في اليابان لتنظيف وإعادة تشغيل شبكة مترو مانيلا الحيوي. وكان اللافت للنظر في هذا السياق موقف السيناتور (الجنرال سابقا) خوان بونسيه انريلي، أحد القادة العسكريين الذين لعبوا دورا حاسما في إسقاط نظام الديكتاتور ماركوس. فهذا الذي عرف عنه انتقاداته المريرة لنظام أرويو وسياساتها صرح بأنه يجب الاعتراف "بأننا بلد ضعيف وبالتالي بحاجة ماسة دوما إلى مساعدة الحليف الأمريكي". أما رد مسؤولي وزارة الدفاع على من أتهم حكومة أرويو بالوقوف خلف تفاقم الأوضاع الأمنية لأغراض البقاء في السلطة مدة أطول، فقد تضمن إشارات إلى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram