عبدالله السكوتي يحكى أن رجلا كان معه كيس فيه ليرات ذهبية ، صادف في ظاهر المدينة رجلا أعمى شاء أن يداعبه فاحتك به كأنه لم يره ، صرخ الأعمى فيه فرد عليه بأنه كفيف لا يبصر. ثم تحدثا بعض الحديث ، وهنا قال صاحب الكيس إن معه كيسا فيه نقود ذهبية،
فالتمسه الأعمى الحقيقي بأن يسمح له بأخذ كيس النقود في يده لأنه لم ير من قبل كيسا فيه ليرات فأعطاه إياه. فما كان من الأعمى إلا أن ينسحب بخفة الى جهة أخرى ثم لبث في مكانه ملتزما الصمت والهدوء. اخذ صاحبنا يتباكى ويصرخ على ماله وهو يتوسل الى ذلك الأعمى ، وكأنه لا يدري انه أعمى فقال له : أرجوك إني كفيف والمال أمانة عندي لأناس آخرين فأرجعه لي يرحمك الله ويجزيك خيراً....لكن الأعمى الحقيقي لبث في مكانه دون ان يرد عليه. هنا اخذ الرجل حصاة وقال:يا ربّ سأقذف هذه الحصاة رجماً بالغيب فأسألك يا رب أن تضعها على ظهر هذا الغاصب المعتدي ، ثم رمى الحصاة حيث شاء فأصاب الأعمى في ظهره ، وعاد ثانية بحصاة أخرى فقذفها في صدره وهو يجعل ذلك مما استجاب الله له به،هنا صرخ الأعمى قائلا : تعال اخذ فلوسك ، هاي مو ضربة أعمى. منذ البداية ومع تحذيرات اوديرنو السابقة،قلنا إن الأيام الآتية عصيبة وصعبة،وشرعنا نحذر الأجهزة الأمنية من ان دولا عديدة تحاول التأثير والنيل من تجربة العراق يساعدها في ذلك عملاء من داخل العراق رأوا إن تسقيط الأشخاص يأتي عن طريق قتل الأبرياء. وكانت الضربة المحسوبة في تفجيرات الصالحية وهي ليست ضربة أعمى وإنما هي ضربة من يمتلك كثيرا من العيون تنقل له الأخبار وتؤمن له الطرق وتختار له المكان المؤثر كما فعل صاحبنا حين اختار الأمكنة التي أراد ان يضرب بها. كررنا عدة مرات ان الإنسان يجب أن يضع في حساباته عندما يخسر جولة في حياته لا يعني انه خسر كل شيء ولكن عليه أن يتتبع أخطاءه كي لا يقع في الخطأ ثانية، لكننا لم نتعلم من أخطائنا فالتفجيرات التي حدثت في الاربعاء الدامي تكررت في احد...الدم ونخشى إن الأمر يتكرر،شاحنات تدخل بغداد تحمل أطنان المتفجرات من ثم يأتي القرار بعد (أن وقعت الفأس بالرأس) بمنع دخول الشاحنات،هل هي لعبة أم أن هناك خبراء يضعون في حساباتهم أن الخرق الأمني الذي حدث بالأمس لا يمكن أن يتكرر ثانية على اعتبار أنهم وضعوا الحلول الناجحة وفكروا بعقلية العدو كي يعرفوا خططه ويتمكنوا من إفشالها. لقد عرف القاصي والداني ان الضربات لم تكن ضربات أعمى ولسنا نقاتل منهجاً متخلفا كما يقول البعض ولذا علينا ان نعد العدة وان نختار أفرادا أصحاب خبرة وكفاءة كي نضعهم على مقتربات الطرق،كثيرا ما يصادفني في السيطرات مع شرف الواجب الذي يحملونه أشخاصا غير كفوئين يقلب الهوية عدة مرات ولا يستطيع قراءتها ، اين الدورات التطويرية واين النوعية في الجيش والداخلية ام ان (الواسطة) والاساليب الملتوية في قبول الشرطة والعسكر اعطت اكلها في الخروقات الامنية التي تحصل في وقت استثنائي هو الوقت الاضافي ونحن نخشى ان يبقى الهدف مكشوفا،انها ليست ضربات عميان انها اجهزة متطورة بأيد مدربة دفعت لها الاموال الطائلة كي تضع حجر العثرة في طريقنا.
هواء في شبك : (هاي مو ضربة أعمى)
نشر في: 27 أكتوبر, 2009: 07:13 م