TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > فكر : لماذا يريد بعض السياسيين استبدال القومية بالوطنية؟

فكر : لماذا يريد بعض السياسيين استبدال القومية بالوطنية؟

نشر في: 30 أكتوبر, 2009: 06:01 م

شاكر النابلسييعتقد البعض، أن الذي يمكن أن يعيد العمل العربي إلى مساره الإيجابي، ويجلو الفكرة القومية، وينتشلها من الالتباس والتيه الذي هي فيه، محاولة استبدال مفاهيم القوميـة المختلفة المطروحة على ساحة الفكر العربي القومي، من قبل المفكرين القوميين، بمفهوم الوطنية Patriotism ،
 بدلاً من القومية Nationalism ، هذه الكلمة اللقيطـة التي لا ذكر لها في الكتاب العربي، إلا عندما بدأ الشباب التركي والمثقفـون الأتراك، يبحثون عن قوميتهم، ويحفرون عن أسسها لإعلاء شأنها، الذي تجسَّد في عام 1923 ، وعندما بدأ العرب قبل ذلك بمقاومة الاستعمار العثماني في القرن التاسع عشر. ويقول زين بدر الدين " أن حركة القومية العربية بدأت في الفترة الواقعة بين 1909-1914. في حين يقول جورج انطونيوس في كتابه "يقظة العرب"، أن الجمعية السورية العلمية التي تأسست في 1857 ، هي التي أطلقت الصرخة الأولى للقومية العربية. ومن المعروف، أنه كان من أعضاء هذه الجمعية مجموعة من المستشرقين والمبشرين البروتستانت الأمريكيين، ومجموعة من المثقفين المسيحيين العرب، منهم: فاندايك، بطرس البستاني، ويوحنا ورتبات، وغيرهم. (أنظر: مجموعة من الباحثين، "بحوث في الفكر القومي العربي"، المجلد 2، ص178). هل انتهت مرحلة القومية العربية؟ فالدعوة القومية، لم تكن نتيجة لنهضـة صناعية، وبروز طبقة برجوازية، تبحث عن دور لها في المجتمع، كما كان الحال مع القوميات الأوروبية، التي ظهرت في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر. ومن هنا، كانت حركـة القومية العربية، مرحلة تاريخية معينة، وهي مرحلة مقاومة الاستعمار العثماني والاستعمار الغربي، اللذين امتدا من نهايات القرن السادس عشر إلى بداية السبعينيات من القرن العشرين؛ أي من 1517 عندما استولى السلطان العثماني سليم الأول على بلاد الشام ومصر، إلى 1971، عندما استقلت آخر دولة في الخليج العربي (الأمارات العربية المتحدة)، وقد انتهت هذه المرحلة. من ناحية أخرى، كنا نلاحظ خلال النصف الثاني من القرن العشرين، أن حركة القومية العربيـة كانت تشتد ويعلو صوتها، كلما تعرَّضت الأمة العربية لتهديد خارجي، أو ملامح استعمار جديد. وهذا الطرح الجديد لمفهوم "الانتماء الوطني"، بدلاً من الانتماء القومي، هو التطور الطبيعي لمفهـوم "القومية العربية". فمن المعروف، أن مفهوم "الانتماء العربي" قد أصبح في التسعينـات من القرن العشرين مفهوم "العروبة". فالمفهـوم القومي ظهر بدايةً في نهايات القرن التاسع عشر على لسان الأفغاني، والكواكبي، واسحق، وشميّل، وأنطون وغيرهم. وبعد قرن كامل، جاء المفهوم القومي في التسعينيات من القرن العشرين على شكل مُدرك عصري، بديل عن مفهوم القومية العربية، لما يحمله من مضامين عصرية محددة، تقترن بمرحلة تاريخية معينة وأوضاع اجتماعية واقتصادية، ذات سمات ومكونات نوعية. النقلة النوعية المهمة ولعل النقلة النوعية المهمة، ونحن على عتبات القرن الحادي والعشرين، هي جعل وعاء مفهوم الانتماء العربي "الوطنية" بدلاً من "القومية" التي كانت سائدة طوال القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وحتى التسعينيات منـه، وبدلاً من "العروبة" التي سادت فترة من الزمان. ولنقل ما قاله ميشيل عفلق في عام 1940 من "هجر لفظ القومية قليلاً، ولنسـمِ الأشياء بأسمائها وصفاتها المميزة، فنستبدل القومية بالعروبة" (ذوقان قرقوط، "ميشيل عفلق: الكتابات الأولى"، ص 218). وكانت تلك هي النقلة النوعية الأخرى المهمة لمفهوم الانتماء العربي. أهداف استبدال العروبة القومية بالوطنية وبهذا الطرح الجديد لمفهوم "الانتمـاء العربي"، نستطيع تحقيق عدة أهداف داخلية وخارجية. فمن الأهداف الداخلية: 1- أن الدعوة إلى الوطنية بدلاً عن العصبية القومية، تؤيدها حقيقة تاريخية واضحـة، وهي أن الدولة القومية لا يمكن لها أن تقوم إلا في بلاد الشام (سوريا ولبنان والأردن وفلسطين) فقط، مهد الدعوة القومية المستجابة، منذ نهاية القرن التاسع عشر، فتاريـخ مصر القومي العربي ضعيف جداً، قبل عام 1954، والشعب المصري تشدُّه الوحدة الإسلامية أكثر مما تشدُّه الوحدة القومية. والجزيرة العربية مهد الإسلام وأهل اليمين، يشـدُّها الإسلام، وتطمئن إليه كرابط وحدوي محتمل، أكثر مما تشدُّها الوحدة القوميـة التي اتُصفت بالتطرف، وقاد دعوتها اليسار العربي، والمسيحي منه على وجه الخصوص، وهددت مصالح اليمين وامتيازاته، والمغرب العربي بفعل كونه مهد الصوفية العربية الإسلامية والفرق الدينية المختلفة، والمتمسك بتطرف أعمى بأهداب الدين، إلى حدِّ أن الملك هناك، هو الوحيد بين الحكام العـرب الملقب بأمير المؤمنين، كما أنه ثاني اثنين من الحكام العرب ممن يعتبران نفسيهما من آل البيت، لذا، أصبح بعيداً عن الرابطة القومية العربية، التي تنادي بها الأحـزاب القومية في بلاد الشام، كما أصبح قريباً من الرابطة الدينية الصوفية (المتدروشة). 2- إن تحاشي كلمة "القومية" لما لها من ظلال وجذور دينيـة إسلامية، ولعلاقتها الوثيقة بالإسلام،

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram